تحت ستار دخان الحرب على غزة.. الاستيطان الرعوي يتوسع بالضفة

profile
  • clock 22 أكتوبر 2023, 8:05:52 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يُطلق على يؤرة استيطانية إسرائيلية صغيرة مطلة على قرية "عين الرشاش" البدوية شمالي الضفة الغربية المحتلة اسم "ملائكة السلام" (ملخي شالوم)، لكن سليمان الظواهري يقول إن سكانها المستوطنين لم يلحقوا بعائلته سوى "العنف والخوف واليأس"، بحسب إيما هاريسون وكيكي كيرزينباوم، في تقرير بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian).

هاريسون وكيرزينباوم تابعا، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد": قبل أيام، أجبر المستوطنون السكان البدو على الخروج من سلسلة جبال الضفة الغربية التي عاشوا فيها منذ نحو أربعة عقود.. في البداية مُنع القرويون من الرعي، وفي الربيع وصل العنف إلى منازلهم.

واصفا حملة العنف والترهيب المستمرة منذ أشهر، والتي اشتدت في الأسبوعين الماضيين على وقع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، قال الظواهري (52 عاما): "لم يتركوا لنا (حتى) الهواء لنتنفسه".

وأردف: "دخلوا القرية ودمروا المنازل وحظائر الأغنام، وضربوا رجلا يبلغ من العمر 85 عاما، وأخافوا أطفالنا".

ويحاول عدد قليل من الرجال البقاء وسط أنقاض المنازل وحظائر الماشية الفارغة والألواح الشمسية المحطمة والنوافذ المكسورة، بحسب هاريسون وكيرزينباوم.

مشروع عنيف

هاريسون وكيرزينباوم قالا إن "مأساة عين الرشاش ليست فردية، فرجال "ملائكة السلام" (المستوطنون) هم جزء من مشروع سياسي واسع وعنيف وناجح للغاية لتوسيع السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، والذي تسارع، كما يقول الناشطون، منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول الجاري) التي شنتها حماس على إسرائيل".

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة"، أطلقت "حماس" وفصائل مقاومة أخرى في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، ولا تزال المواجهة مستمرة لليوم الخامس عشر على التوالي.

و"العوامل غير المتوقعة وراء هذا الاستيلاء (الاستيطاني) على الأراضي هي الأغنام والماعز، التي يرعاها المستوطنون المتطرفون في بؤر استيطانية صغيرة"، كما أضاف هاريسون وكيرزينباوم.

وأوضحا أن "الاستيلاء على الأراضي عبر بناء المنازل والمجتمعات عليها أمر بطيء ومكلف، بينما السيطرة على مساحات واسعة من التلال الجافة اللازمة لإطعام قطيع من الحيوانات، عبر تخويف وعزل الرعاة الفلسطينيين وجلب قطيع آخر، هي أكثر فعالية بكثير".

أنجح استراتيجية

"هذه هي أنجح استراتيجية (الاستيطان الرعوي) للاستيلاء على الأراضي منذ عام 1967"، بحسب يهودا شاؤول، مدير المركز الإسرائيلي للشؤون العامة، ومؤسس منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة غير حكومية تكشف الانتهاكات العسكرية في الأراضي المحتلة.

شاؤول أردف أنه خلال العام الماضي وحده، ضم المستوطنون 110 كيلومترات مربعة إلى مواقع رعوية استيطانية. بينما تغطي كافة المناطق الاستيطانية المبنية منذ عام 1967 مساحة 80 كيلومترا مربعا فقط.

وتابع أن هذا كان أيضا أكبر نزوح للبدو الفلسطينيين منذ 1972، عندما تم نقل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، وربما يصل العدد إلى 20 ألفا، من شمال سيناء (المصرية وقت احتلالها)؛ لإفساح المجال أمام المستوطنات.

ومنذ بدء احتلال الأراضي الفلسطينية في 1967، استقر حوالي 450 ألف إسرائيلي في ما يعرف الآن بالمنطقة "ج" في الضفة الغربية، وهي المنطقة الخاضعة للسيطرة العسكرية والسياسية الإسرائيلية الكاملة؛ وذلك لأسباب دينية أو قومية أو لرخص تكلفة المعيشة، وفقا لهاريسون وكيرزينباوم.

وأضافا أن معظم المجتمع الدولي ينظر إلى وجود المستوطنين على أنه عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام الدائم (عبر إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة)، ولكن حتى وقت قريب كان معظم التركيز ينصب على المجتمعات السكنية بدلا من البؤر الاستيطانية الرعوية.

ووفقا للأمم المتحدة فإن 1105 أشخاص من 28 تجمعا فلسطينيا، يمثلون حوالي 12% من سكانهم، نزحوا من أماكن إقامتهم منذ عام 2022؛ بسبب عنف المستوطنين ومنعهم الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى أراضي الرعي.

و"الآن، مع استعداد الجيش الإسرائيلي لغزو بري لغزة وقلق الدبلوماسيين بشأن إنقاذ الأسرى في غزة وتجنب حرب إقليمية (...) لم يعد هناك تركيز يذكر على الضفة الغربية"، كما زاد هاريسون وكيرزينباوم.

وفي 7 أكتوبر، أسرت "حماس" ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

كلمات دليلية
التعليقات (0)