تحليل: إيران تستغل التحول الأمريكي بعيدا عن الشرق الأوسط

profile
  • clock 16 يونيو 2023, 11:35:28 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشف الحرس الثوري الإيراني في 6 يونيو/حزيران الجاري، عن صاروخ "الفتاح" وزعم أنه أول صاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت محليًا، ويضاف إلى أكبر ترسانة للصواريخ الباليستية في المنطقة. وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، يمكن للصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت أن ينتقل بسرعة تصل إلى 15 ضعف سرعة الصوت و"يتجاوز أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الأكثر تقدمًا للولايات المتحدة والنظام الصهيوني، بما في ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية".

ويشير تحليل سحر سليماني في "واشنطن اكزامينار" الذي ترجمه "الخليج الجديد" أنه سواء كانت إيران تبالغ في تقدير قدرات صاروخ فتاح أم لا، فهناك شيء واحد مؤكد: برنامج الصواريخ الباليستية المتقدم للنظام هو مجرد مثال واحد على كيفية استغلال إيران لما يسمى بمحور الولايات المتحدة بعيدًا عن الشرق الأوسط.

ويذكر المقال أنه في نفس يوم إعلان فتاح، فرضت إدارة بايدن عقوبات جديدة تستهدف الشبكات التي تدعم برامج النظام الصاروخية. هذه العقوبات غير فعالة إلى حد كبير في تغيير سلوك النظام، وفي الواقع فقد سرعت إيران مصادرتها غير القانونية لناقلات النفط في مياه الخليج، وتواصل تهريب الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين الذين يغذون الحرب في اليمن، وتستعد لتسليح المسلحين في سوريا للقتال ضد القوات الأمريكية، وقد استوعبت الحكومة العراقية بالكامل من خلال حلفائها السياسيين. وحتى المصالحة الإيرانية مع جيرانها العرب السنة، مثل مصر والسعودية، يجب أن توقف الولايات المتحدة. فعندما يقرر الإيرانيون اللعب بلطف، فهذا يعني عادة أن لديهم شيئًا ليس لطيفًا في سواعدهم.

ووفق التحليل لعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن إدارة بايدن لم تتجاهل تقدم إيران فحسب بل إنها تكافئها بالرغم من جهود النظام الأخيرة لإحباط قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة أنشطة التخصيب، لا يزال بايدن مهووسًا بالتوصل إلى اتفاقية نووية جديدة. وتناقش الإدارة الآن صفقة من شأنها أن تزيل تجميد مليارات الدولارات، ما يسهل إلى حد كبير على إيران متابعة أنشطتها الخبيثة.

ويشير التحليل إلأى أنه في خضم حرب روسيا مع أوكرانيا والمنافسة الجيوستراتيجية المتسارعة مع الصين، من المؤكد أن هناك قضية يجب إبرازها لزيادة اهتمام الولايات المتحدة بأوروبا وآسيا. لكن هذا لا ينبغي أن يعني التخلي بالجملة عن القيم الأمريكية، أو حلفاء أمريكا، أو الأمن الأمريكي، أو المثل الديمقراطية التي بررت دائمًا مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ويرى أن التظاهر بأن إيران لا تهيمن على المنطقة ببطء هو كارثة في طور التكوين، وهي نتيجة غير مقصودة لـ"محور" بايدن. لأنه عاجلاً أم آجلاً، مع نمو القوة والنفوذ الإيراني، قد يعني ذلك الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى.

كلمات دليلية
التعليقات (0)