تقرير : سد النهضة الأمن يدعو لحل إفريقي و تعاطف شفوي أمريكي

profile
خالد يونس كاتب صحفي
  • clock 13 يوليو 2021, 2:39:44 م
  • eye 1050
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كما ذهب ملف أزمة سد النهضة والنزاع بين مصر والسودان من جانب وإثيوبيا من الجانب الآخر كما عاد، حيث رفعت المنظمة الدولية يدها عن الملف وطالبت أطراف النزاع باللجوء إلى الاتحاد الإفريقي لوضع حل له وكذلك إعطاء فرصة للمفاوضات المباشرة.

وزير خارجية مصر سامح شكري قال: إن مجلس الأمن تجنب وتجاهل إدانة التعبئة الثانية لسد النهضة، مشيرًا إلى أن مشاورات المجلس تعقّدها الاعتبارات السياسية والمواءمات، للحفاظ على المصالح مع الدول الثلاث.

وأضاف شكري خلال تصريحات على فضائية محلية بعد انعقاد مجلس الأمن، إن إثيوبيا تدعي المظلومية في أزمة السد، لافتا إلى أن القاهرة والخرطوم تريدان مفاوضات معززة بوساطة رباعية ولها توقيت محدد لحل الأزمة.

وكان مجلس الأمن قد عقد الخميس الماضي جلسة بشأن نزاع سد النهضة هي الثانية من نوعها بعد أولى العام الماضي لتحريك جمود المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان من دون صدور قرار فيما دعت دول دائمة عضوية بالمجلس أطراف الأزمة إلى العودة للمفاوضات الإفريقية المتعثرة منذ أشهر.

وقال شكري إن بلاده لديها الاستعداد للتعامل مع أي بادرة إيجابية في أزمة السد وستستمر في متابعة الأمر بمجلس الأمن ومع شركائها الأفارقة والدوليين.

وبخصوص القرار المطروح حول السد من تونس كونها الممثل العربي بالمجلس ولم يُقر بعد، قال وزير الخارجية المصري إن “القرار (الذي يطالب بوساطة رباعية بإطار زمني 6 أشهر) تسعى به مصر لتعزيز جانب المراقبين بما يسمح بإبداء الحلول والمقترحات لحلحلة الأمر أو رصد ما يحدث”.

واستدرك: لكن الأمر في المجلس له اعتبارات سياسية ومواءمات وتشابك مصالح، وربما يتطلب الأمر تعديلًا على القرار، وعامة يستغرق قدرًا من الوقت (لم يحدده).

وتطرق شكري إلى خطاب إثيوبيا بمجلس الأمن الخميس معتبرًا أن حجة أديس أبابا ضعيفة وتحمل تكرارًا لنفس حديث المظلومية.

وقال إن المطلوب سودانيًا ومصريًا هو مفاوضات معززة بما طرحناه سابقا (لدور) المراقبين (الوساطة الرباعية) سواء من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وغيرهما بما يمكنهم من تقديم حلول لتيسير العملية التفاوضية.

وأضاف: بالتأكيد (يضاف لذلك) أن المفاوضات يجب ألا تكون بلا نهاية لا بد من توقيت.

جاهزون للتعامل مع كل السيناريوهات

من جانبه قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي إن الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه، وإن بلاده جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات بشأن أزمه السد، لافتا إلى وجود تنسيق كامل بين جميع أجهزة الدولة للتعامل مع الأزمة من دون تسرع في اتخاذ أي قرار حتى يتم تحديد الوقت المناسب لتنفيذ أي سيناريو.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتعاون مع وزارة الري المصرية أمس السبت.

آبي أحمد: أكثر من مجرد سد

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن مشروع سد النهضة أكثر من مجرد سد للإثيوبيين وإنما رمز سيادة الدولة ووحدتها الوطنية، وفق تعبيره.

وطمأن دول حوض النيل بأن بلاده لا تريد الإضرار بها، لكنها تريد الاستخدام العادل لنهر النيل، وأن باب أديس أبابا مفتوح للمنفعة المتبادلة.

وأضاف أن استكمال بناء سد النهضة من أهم المشاريع التي ستساهم في حل مشكلات إثيوبيا وتعزيز اقتصادها.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي قد قال إن بلاده حققت نجاحًا دبلوماسيًا، بينما قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ إن جهود واشنطن متواصلة عبر الاتحاد الأفريقي، لحل أزمة سد النهضة.

وكانت الخرطوم طرحت في فبراير/شباط الماضي مبادرة أيدتها مصر بتوسيع دائرة الوساطة لتشمل بجانب الاتحاد الأفريقي نظيره الأوربي وواشنطن والأمم المتحدة ليرفع دورهم من مراقبين لوسطاء وهو ما ترفضه إثيوبيا مكتفية بالقول إن الحل أفريقي فقط.

وشدد وزير الخارجية المصري على أن قضية السد وجودية ولن تتهاون الدولة في الدفاع عن حقوق الشعب المصري وتسعى للوصول لحل وتشجع إثيوبيا على ذلك وتشجع أيضا المجتمع الدولي ليعزز جهود التوصل لاتفاق.

وكان وزير خارجية إثيوبيا دمقي موكنن حسن قد قال الأربعاء إن رفع مصر والسودان قضية السد للمجلس تدويل وإضفاء للطابع الأمني دون داع وعادة ما تنفي أديس أبابا وجود ضرر من الملء الذي بدأ هذا الشهر على القاهرة والخرطوم.

روسيا تدعو لمفاوضات مباشرة 

من جانبه قال مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن خلال جلسة الانعقاد، إن روسيا تتابع التطورات ووضع سد النهضة، وتعترف بأهمية هذا المشروع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يوفر المياه للملايين الذين يعيشون في إثيوبيا، وهي دولة تعاني من انقطاع الكهرباء، وفي الوقت نفسه نشير إلى المشاغل المشروعة التي عبرت عنها مصر والسودان بشأن التبعات السلبية الممكنة لتشغيل هذا السد، في غياب اتفاق حول تقاسم الموارد المشتركة، فلا بديل لتسوية هذا النزاع إلا من خلال السبل السياسية بمشاركة الدول الثلاث، ونحن على قناعة بأن السعي نحو حل يجب أن يجري في إطار محتوى اتفاق الخرطوم، لقد تم إحراز الكثير على المستوى الثلاثي في مجال طريقة عمل هذا السد.

وتابع المندوب الروسي: «التفاهم المتبادل والثقة أمران أساسيان، أما صب الزيت على النار والتهديد باستخدام القوى أمر يجب منعه وتفاديه، وسنكون صريحين، نعبر عن قلقنا إزاء تنامي الخطاب التهديدي الذي لا يؤدي إلى حل متفاوض عليه، فنحن على ثقة بأن الاتفاقات حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب ألا تؤدي إلى تهديد السلم والأمن، وبرأينا أن التوصل إلى اتفاقات حول ملء السد وتشغيله قد يؤدي إلى نزع فتيل التوتر بين الأطراف، ويساعد في التوصل إلى اتفاق متفاوض عليه ومقبول من قبل كل الأطراف، وأن أفضل طريقة هي التفاوض على الوثيقة بين كل دول حوض النيل التي يجب أن تحدد طرق استخدام المياه بشكل متساوِ».

واضاف: « كما نقدر المشاركة الفعلية للاتحاد الإفريقي لحل هذه المسألة بما في ذلك لجنته للخبراء الفنيين والقانونيين، وقدرة هذه المنظمة الإقليمية على حل هذه الأزمة المائية لن تستخدم بشكل كامل بعد، وبالتالي ندعو رئيس الاتحاد الإفريقي إلى مضاعفة جهوده في هذا المجال، فرفع عدد الوسطاء أو مراقبي المفاوضات لن يضيف قيمة برأينا إلا أن مشاركتهم ممكنة بموافقة الأطراف».

واختتم مندوب روسيا: «نتقدم بمقترح ملموس لكل الأطراف المعنية، بما أنها كلها موجودة معنا في نيويورك لماذا لا تقوم وساطة رئيس الاتحاد الإفريقي بعقد مشاورات جانبية حول السد؟. برأينا سيشكل هذا أفضل مساهمة يقدمها المجلس للتوصل إلى حل في روح المبادئ التي نتشاركها جميعًا، أي الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، ونشدد هنا على استعداد روسيا لتقديم المساعدة لحل هذه المشكلة المعقدة؛ فإثيوبيا ومصر والسودان أصدقاء مقربون لنا، ونأمل فعلًا أن يتمكنوا في وقت قريب من حل هذه المشاكل، ويتفقوا على أساليب ملء السد والتوصل إلى حلول بتقديم تنازلات. ونود التأكيد على استعدادنا لتقديم وسائل الرصد عن بعد لملء السد إذا ما طلبت منا الدول الثلاث القيام بذلك.

مندوب أمريكي للقرن الإفريقي

وفي أحدث تصريحات له قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة، جوناثان كوهين، إن بلاده تدرك مدى أهمية الأمن المائي لمصر، مشددا على دعم الولايات المتحدة لحل تفاوضي بين مصر وإثيوبيا والسودان.

وأوضح السفير، في مقابلة مع جريدة «إيجيبت دايلي نيوز» الناطقة بالإنجليزية، أن «الولايات المتحدة تدرك جيدا مدى أهمية الأمن المائي لمصر، نحن نؤيد حلا تفاوضيا بين مصر وإثيوبيا والسودان لحل خلافاتهم بشأن سد النهضة».

وأشار السفير، في المقابلة التي نشر الحساب الرسمي للسفارة على «فيسبوك» مقتطفات منها مساء أمس، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عين مبعوثا خاصا للولايات المتحدة لمنطقة القرن الأفريقي، هو جيفري فيلتمان، لافتا أنه «سيكون على رأس مهامه العمل على حل الخلاف حول السد الإثيوبي وقيادة ما تقوم به الإدارة الأمريكية من جهود في هذا الصدد».

تفهم أوروبي

وفي أحدث رد فعل أوروبي قال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة، جوزيب بوريل، إن الاتحاد يدعو إلى الحوار والتفاهم السياسي في قضية سد النهضة.

وأضاف بوريل في بيان : «نتفهم قلق مصر والسودان من سد النهضة».

وأكد الممثل السامي أن «أزمة سد النهضة ليست مطروحة على أجندة اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، وإنما سنناقشها عند الحديث عن إقليم تيجراي الإثيوبي».

التعليقات (0)