- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
تقرير :التعاون الصيني المصري
أكد دبلوماسيون صينيون ومصريون، أن هناك "آفاقا واسعة" لتطوير العلاقات بين بكين والقاهرة،
والتي شهدت "طفرة" في مختلف مجالات التعاون خلال السنوات الماضية، وذلك خلال ندوة عقدتها السفارة الصينية بالقاهرة اليوم (الثلاثاء)،
بمناسبة الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال السفير يانغ فوتشانغ نائب وزير الخارجية الصيني الأسبق، إن "الصين ومصر دشنتا العلاقات الدبلوماسية في 30 مايو 1956،
وحينها كنت أدرس في القاهرة، وشاهدت هذه اللحظة التاريخية".
وأضاف يانغ، وهو سفير الصين الأسبق لدي مصر والكويت، أن "العلاقات الصينية المصرية قد مر على إقامتها 65 عاما من المجد"،
مشيرا إلى أن "إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين "لعبت دورا نموذجيا في تنمية العلاقات الصينية مع الدول العربية والأفريقية،
وفتحت الباب للصين لدخول هاتين المنطقتين، ولن تنسي الصين هذا أبدا".
وتابع أنه "باستعراض العلاقات المصرية الصينية خلال أكثر من نصف قرن، فإن ما نراه هو صداقة مخلصة،
وتعاون وثيق، وتبادل الطرفان الاحترام والدعم ليحافظا على هذه العلاقة الطبية".
وأوضح أن "الصين ومصر دولتان ناميتان، وكلاهما يعتز بسيادته واستقلاله وكرامته الوطنية،
ولا يحب التدخل المتغطرس في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويطبق سياسة خارجية سلمية".
وأردف يانغ أنه "فى الكفاح ضد فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، دعم الجانبان بعضهما البعض، وعارضا تسييس الوباء،
ولقاح كورونا الذى يتم إنتاجه في مصر، بالاشتراك مع شركة سينوفاك الصينية، سيكون متاحا في أواخر يونيو القادم،
ولن يفيد مصر فقط لكن أيضا دول أخرى في افريقيا، ما يعكس بشكل تام مسؤولية البلدين في مواجهة الوباء".
واستطرد أن "الصين تعتقد أن التنمية هي مفتاح حل جميع المشاكل، وطبقت سياسة الإصلاح والانفتاح على مدى أكثر من 40 عاما،
ما أدى إلى تحسن قوتها الاقتصادية.. ومصر بعد أن مرت بالربيع العربي ركزت أيضا على التنمية الاقتصادية..
ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 14.5 مليار دولار في عام 2020، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر".
وأشار إلى أن الصين تنفذ العديد من المشروعات في مصر، من بينها المنطقة الصناعية الصينية في السويس،
و"هناك رضا من الجانب الصيني" عن هذه المنطقة، فضلا عن منطقة حي الأعمال المركزية بالعاصمة الجديدة،
والتي ستضم أعلى برج في أفريقيا، و"هذا فخر لمصر والصين أيضا".
ونوه بأن "الصين ومصر حضارتان عريقتان لهما مدخرات ثقافية عميقة، ويلتزم الجانبان دائما بالتسامح والصدق..
ولا يتدخلان في الشؤون الداخلية (للدول).. ودعم الجانبان بعضهما البعض.. وسوف يستمران في التطور، ولا يمكن لأي قوة تخريب هذه الصداقة القوية" بينهما.
بدوره، قال السفير تشاي جون مبعوث الصين الخاص لقضية الشرق الأوسط، إنه "بالنظر إلى 65 عاما المنصرمة،
كان هناك بين البلدين الاحترام والثقة المتبادلة والمودة العميقة، وبالنظر للعصر الحديث يسير البلدان جنبا إلى جنب، ولديهما آفاق واسعة".
وأضاف تشاي، أن "الصين مستعدة للعمل مع مصر لاغتنام هذه المناسبة لتحسين العلاقات الثنائية نحو هدف أكبر، والسير نحو جعل العلاقات الصينية المصرية نموذجا رائدا".
من جانبه، قال السفير طارق الوسيمي مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية، إن مصر تعتز بكونها أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات رسمية مع الصين.
وأضاف الوسيمي، خلال الندوة أن ذكرى مرور 65 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية تتزامن مع إعلان الصين تحقيق نجاحات مبهرة،
نتاج جهود بذلت في برامج الإصلاح والتنمية على مدار أكثر من 40 عاما، حيث تمكنت من القضاء على الفقر المدقع.
وتابع "مما لا شك فيه أننا نسعى للاستفادة من الخبرة والتجربة الصينية في هذا الصدد".
وأكد أن "الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين ترتكز على الاحترام المتبادل ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحفاظ على المصالح الحيوية والأمن القومي".
وأشار إلى أن "أهمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين تجلت في إدارة أزمة انتشار جائحة كورونا،
حيث تمكنا بفضل تنسيق الجهود والتعاون المشترك من دعم موقفنا في مواجهة الجائحة والتعامل مع تداعياتها،
ونتطلع لاستمرار تنسيق الجهود لتخطي هذه المحنة، ونشيد بنجاح الصين في السيطرة على الجائحة".
وواصل "نقدر قيام الصين بتوفير مساعدات طبية ومستلزمات وقائية، وتبادل المعلومات والأبحاث العلمية،
وتوج هذا التعاون مؤخرا بالتوقيع على اتفاق لتصنيع لقاح سينوفاك في مصر".
ووصف ما تحقق في مختلف مجالات التعاون بين مصر والصين خلال السنوات السبع الماضية بـ "الطفرة"، مشيرا إلى أن "التعاون انطلق نحو آفاق جديدة ومجالات مبتكرة".
ولفت إلى أن الصين ساهمت بخبراتها ومساعداتها المادية والفنية في المضي قدما لتنفيذ العديد من المشروعات الهامة في مصر،
مثل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ووسائل النقل والمدن الذكية وعلوم الفضاء وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وغيرها.
واستطرد أنه "رغبة منا في تحقيق التكامل المنشود، اتخذت مصر قرارا بالانضمام لمبادرة الحزام والطريق،
خاصة أن أهداف المبادرة تتسق مع جهودنا لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور التنمية بقناة السويس".
وأشاد بجهود المنطقة الصناعية الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب الاستثمارات،
ووصف بـ "المثمر" التنسيق بين البلدين في إطار آليات التعاون متعدد الأطراف.