- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
"تكتيك العصابات".. داعش يتحرك مجددا في العراق والجيش يرد
"تكتيك العصابات".. داعش يتحرك مجددا في العراق والجيش يرد
- 20 ديسمبر 2022, 3:23:31 ص
- 520
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في خضم هدوء نسبي استمر شهورا عدة، يعود تنظيم داعش الإرهابي لتهديد أمن واستقرار العراق مجددا بعد خروقات أمنية بمحافظتي كركوك وديالى.
وجاء الخرق الأول، السبت الماضي، عند ناحية الرياض في أطراف كركوك، شمال العراق، بتفجير عبوة ناسفة استهدفت رتلاً لقوة من الشرطة الاتحادية مما أسفر عن مقتل 8 عناصر بينهم ضابط فضلاً عن إصابة أكثر من 12 آخرين.
وليل الإثنين، هاجم عناصر من تنظيم داعش الإرهابي قرية التحويلة عند محافظة ديالى الحدودية، باستهداف مركبات مدنية أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 9 آخرين، بحسب مصادر أمنية.
تحد أمني متواصل
ويمثل الإرهاب أحد أهم التحديات المعقدة التي تواجهها الحكومات المتعاقبة على العراق ما بعد 2003، مع الاختلاف النسبي ما بين حقبة وأخرى في مستوى التهديد والمعالجات المتخذة.
ورغم انتهاء العراق من خوض أشرس حرب في تاريخه الحديث باسترجاع آخر المدن التي اجتاحها داعش في خريف 2014، إلا أن ذلك لم ينه ملف الإرهاب بشكل نهائي ببسط الأمن والاستقرار بشكل تام.
وبعد نحو شهور على إعلان العراق الانتصار على داعش، عادت خلايا الإرهاب بالاصطفاف والتجمع وشن الهجمات مجدداُ ولكن باستراتيجيات محددة وأساليب أقل حدة.
وغالباً ما كانت تتحدث تقارير أمنية واستخبارية، عن أهمية تعضيد الجهد الفني واللوجستي وتحديث العقلية العسكرية باعتماد خطط تستند على المعلومة والتقنيات الحديثة لرصد حركة الإرهابيين ووأدها في معاقلهم.
محاولة فاشلة
وعن الأحداث التي شهدتها كركوك وديالى، يقول المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، لـ"العين الإخبارية"، إن "ذلك لم يكن خرقاً أمنياً بقدر ما كان تحركاً لعصابات داعش تحاول من خلاله أن تناور على الأرض وتستغل أي فرصة لتفريغ إرهابها وإثبات وجودها المتلاشي والزائل".
وأوضح الخفاجي، أن "القوات الأمنية العراقية استطاعت وبعد جهود كبيرة على مستوى التخطيط والاستعداد العسكري والتهيئة وفق آليات متعددة من بسط الاستقرار ودحر داعش بشكل كبير جداً".
ولفت إلى أن "تلك العصابات باتت غير قادرة تماماً على تهديد أمن الدولة وما يحدث محاولات لتنظيم ميت سريرياً وتكتيكياً بعد أن فقد كل قدراته ومصادر قوته".
وتابع: "استطاعت الأجهزة الأمنية، خلال العام الجاري وبضربات سلاح الجو العراقي، قتل أكثر من 200 عنصر من تنظيم داعش خلال العام الحالي بينهم الكثير من قيادات الخط الأول".
وعن المناطق الرخوة التي يستغلها التنظيم، يؤكد الخفاجي أن "تلك التسمية لا تنطبق على تلك الأماكن كون أن القوات الأمنية قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة سواء في التواجد الميداني أو من خلال أجهزة الرصد والكاميرات الحرارية والتقنيات الحديثة".
تكتيك العصابات
وكان نائب رئيس البرلمان العراقي شاخوان عبدالله، دعا التشكيلات الأمنية إلى شن حملات مباغتة ونوعية لوقف مخططات داعش وهجمات الغفلة الأمنية بين الحين والآخر.
ووصف مناطق (الرشاد والرياض وأطراف العباسي) بأنها "قنابل موقوتة" تهدد أمن كركوك والمحافظات المجاورة.
وحذر عبدالله، خلال تصريح تابعته "العين الإخبارية"، من أن "النشاط الإرهابي لداعش جنوب وجنوب غربي كركوك يشهد تصاعدا ملحوظا مستغلا الفراغات والغفلة الأمنية لشن ضربات تستهدف القطاعات الأمنية وتخلف خسائر بشرية لا يمكن تعويضها".
وأشار عبدالله إلى أن "عناصر داعش نفذت خلال الفترات الماضية هجمات مباغتة وغير متوقعة وقسم منها طال مناطق لم تشهد حوادث أمنية طيلة فترات التدهور الأمني جنوبي كركوك، ما يتطلب إعادة النظر بالخطط الأمنية وإغلاق الفراغات وطرق التسلل الممتدة من تلال حمرين ومخمور وصولا الى مناطق قراجوغ وحدود كركوك- صلاح الدين".
من جانبه، قال المحلل الأمني سرمد البياتي، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "المعركة ضد الإرهاب تحتاج إلى وقت طويل ولا يمكن ادعاء الحسم فيها في الوقت القريب".
وأوضح البياتي، أن "التنظيم الإرهابي قد انتقل وبعد خسارته للمدن التي احتلها قبل سنوات إلى استراتيجية العصابات المنظمة التي تضرب وتنسحب دون خيار الصدام والمواجهة، وعادة تلك الاستراتيجية تفرض المزيد من الوقت حتى تستطيع القوات الأمنية من وقف خطر تلك التحركات".
ويؤكد البياتي، على أن المعالجات تكمن في "اتباع خطط حديثة تبتعد عن العقلية الكلاسيكية التي تدار فيها الحروب والمعارك التقليدية باعتماد الجهد الاستخباري والغطاء الجوي".