- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
توسيع بريكس.. انتصار للصين وروسيا أم طلقة تحذيرية للغرب؟
توسيع بريكس.. انتصار للصين وروسيا أم طلقة تحذيرية للغرب؟
- 30 أغسطس 2023, 11:41:24 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بسبب الخلافات البينية بين دول في "بريكس" وتنافسها على النفوذ العالمي، وشراكة بعض هذه الدول الأمنية مع الولايات المتحدة، فإن توسيع المجموعة قبل أيام لا يمثل انتصارا للصين وروسيا، لكنه بمثابة طلقة تحذيرية للغرب كي ينهي سباته الاستراتيجي في دول "الجنوب العالمي".
تلك القراءة قدمها الباحث سي. راجا موهان، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy)، مشيرا إلى أن منتدى "بريكس"، الذي يضم 5 اقتصادات ناشئة كبرى هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أعلن عن توسيع التكتل بـ6 أعضاء جدد.
ففي ختام قمة "بريكس" بجوهانسبرج، في 24 أغسطس/ آب الجاري، دعت المجموعة السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين للانضمام إليها بداية من مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل.
واعتبر موهان أن "توسيع بريكس لا يبشر بصعود نظام عالمي ما بعد الغرب، ولا يمثل انتصارا كبيرا للصين وروسيا ومحاولاتهما لبناء كتلة مناهضة للغرب بين دول الجنوب العالمي، أو أن بريكس هي جوهر حركة عدم الانحياز الجديدة".
وقال إن "توسيع قائمة الأعضاء لا يحول بريكس إلى كتلة قوية، بل إن هذا التوسع من شأنه أن يقوض التماسك الضئيل بين دول المجموعة قبل التوسع، فالمواجهة الجيوسياسية المتنامية بين الصين والهند تلقي بظلالها بالفعل على المجموعة وأي محاولة لإنشاء أجندة متماسكة".
و"ومع الأعضاء الجدد تأتي صراعات جديدة، فمصر وإثيوبيا على خلاف حاد حول مياه نهر النيل، والسعودية وإيران عدوان إقليميان على الرغم من محاولتهما بوساطة بكين تحقيق السلام. وستزيد خطوط الصدع هذه وغيرها من صعوبة تحويل الوزن الاقتصادي المشترك لدول بريكس إلى قوة سياسية مؤثرة في الشؤون العالمية"، كما أردف موهان.
وأضاف: "أولئك الذين يعتقدون أن بريكس حركة عدم انحياز جديدة هم على حق عن غير قصد في جانب واحد، وهو أنها ستكون مجموعة غير فعالة، ولن تحول الخطابة الصاخبة حول القضايا العالمية إلى نتائج ملموسة وعملية".
شراكة مع واشنطن
كما أن "مصر والسعودية والإمارات هم شركاء أمنيون وثيقون للولايات المتحدة، وحتى لو كانت لديهم خلافاتهم مع واشنطن، فمن غير المرجح أن يتخلوا عن الضمانات الأمنية الأمريكية مقابل وعود صينية غير مختبرة"، كما أضاف موهان.
وتابع: "في خطابه أمام قمة جوهانسبرج، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج دول بريكس إلى ممارسة التعددية الحقيقية ورفض محاولة إنشاء دوائر صغيرة أو كتل حصرية".
وأردف: "حسنا، أصبحت الهند بالفعل جزءا من اثنتين من "دائرتين صغيرتين"، الأولى هي الحوار الأمني الرباعي مع أستراليا واليابان والولايات المتحدة؛ والأخرى هي منتدى يجمع الهند مع إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة. وفي جوهانسبرج، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى إنشاء "سلاسل توريد مرنة وشاملة"، وهو تعبير ملطف واضح للحد من الاعتماد الاقتصادي على الصين".
موهان رأى أن "التنافس بين دول بريكس على النفوذ العالمي ربما يكون أكثر أهمية بالنسبة للمجموعة من مصلحتها المشتركة المفترضة في مواجهة الغرب، وبدلا من تشكيل مسرح جديد للتنافس مع الغرب، فإن منتدى بريكس سيكون مسرحا للتنافس في حد ذاته".
وزاد بأن "هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا والصين الترويج لتحالف مناهض للغرب، والتاريخ يخبرنا أن موسكو وبكين تبالغان في تقدير احتمالات توحيد المجتمعات غير الغربية ضد الغرب".
إشراك الجنوب العالمي
لكن إعلان توسع "بريكس"، بحسب موهان، "يخبر الغرب بأنه يجب عدم اعتبار (نفوذه في دول) الجنوب العالمي أمرا مفروغا منه، بل يجب على صناع القرار الغربيين أن يشركوا نخب جنوب العالمي ويجدون طرقا أفضل لإعادة إشراك الدول النامية".
وأضاف أن "أعظم التهديدات التي يواجهها الغرب الحديث من العالم غير الغربي جاءت مع صعود النزعة القومية في آسيا وأفريقيا، إذ ساعد إنهاء الاستعمار (الغربي) والمنافسة مع الكتلة الشيوعية لكسب الأصدقاء في الجنوب العالمي الغرب على استعادة الأرض".
واستدرك: "لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991، سرعان ما تم نسيان الدروس المستفادة من الحرب الباردة (1947-1991)، وتحول الغرب إلى السخرية من الجنوب العالمي وتوبيخه، وهنا تدخلت الصين وروسيا، مستغلتين الاستياء المناهض للغرب في الجنوب العالمي".
وللحفاظ على "تفوقه العالمي"، دعا موهان الغرب إلى أن "ينزل من القاعدة العالية التي وضعت نفسها عليها منذ نهاية الحرب الباردة، وأن يتصارع في الوحل مع التحدي الصيني والروسي".
وتابع أن "الغرب نجح في التغلب على التحديات التي واجهت تفوقه العالمي خلال مرحلة طويلة من المنافسة بين القوى العظمى، عندما وجد طرقا أكثر تعاونا لإشراك النخب غير الغربية، وهو ما يمكن فعله الآن. وقد يكون توسع بريكس فاشلا، لكنه بمثابة طلقة تحذيرية مفادها أنه يتعين على الغرب إنهاء سباته الاستراتيجي في الجنوب العالمي".
ترجمه "الخليج الجديد"