- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
جدعون ليفي: ربما صفقة الأسرى جيدة لحماس.. لكن البديل أسوأ لإسرائيل
جدعون ليفي: ربما صفقة الأسرى جيدة لحماس.. لكن البديل أسوأ لإسرائيل
- 9 فبراير 2024, 11:28:30 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: جدعون ليفي
الشروط في الصفقة التي تلوح في الأفق مع حماس يتم عرضها دائما في إسرائيل كـ"ثمن مؤلم". متمسكون بالفرضية التي تقول "كل ما هو خير لحماس هو شر لإسرائيل، وكل ما هو شر للفلسطينيين هو خير لنا"، لعبة مجموعها صفر.
إسرائيل اقنعت نفسها بأنه محظور عليها التوقيع على صفقة تكون جيدة حتى ولو بأي شيء لحماس لأنها ستكون بالضرورة سيئة بالنسبة لها. وهي حتى ستكون مؤلمة. مسموح التشكيك بهذه الفرضيات. هناك مركبات التي هي جيدة لإسرائيل ولحماس أيضا. "الثمن" ليس دائما حقا ثمن، وهو ليس دائما مؤلما كما يريدون أن نعتقد.
إطلاق سراح السجناء الأمنيين ووقف الحرب سيكون جيد لحماس أيضا. وربما يكون أيضا جيد لإسرائيل. على أي حال البديل سيكون أسوأ على إسرائيل.
حماس لن تطلق سراح مخطوفين بدون شروط، كما لم تطلق إسرائيل في أي يوم سراح سجناء بدون مقابل، وكان لديها آلاف السجناء وكذلك الآن. إسرائيل علمت الفلسطينيين بأن إطلاق السراح المبكر هو أمر محتمل فقط في صفقات تبادل الاسرى والمخطوفين.
المخطوفون، بالمناسبة، يوجد لدى الطرفين. الكثير من المعتقلين الفلسطينيين تم اختطافهم من قبل الجيش من الأسرة وحتى أنه لم يتم تقديمهم للمحاكمة. السجون في إسرائيل تكاد تنفجر من كثرة السجناء الأمنيين، الذين خلافا للطريقة التي يتم عرضهم فيها في وسائل الإعلام الدعائية، ليسوا جميعهم "مقاتلين".
يوجد بينهم الكثير من السجناء السياسيين في نظام محظور فيه على الفلسطينيين أي عملية تنظيم من أي نوع كان، وهناك أيضا سجناء تمت إدانتهم على أمور تافهة وحكم عليهم بأحكام فظيعة.
إذا كانت ما تزال هناك حاجة إلى إثبات وجود الابرتهايد في إسرائيل فمن السهل جدا فعل ذلك بمنظومة القضاء المنفصلة التي يستخدمها لليهود والفلسطينيين.
في السجون يوجد أيضا فلسطينيون ولكن الكثيرين منهم قضوا عشرات السنوات في السجن، وحتى أنهم يستحقون اطلاق سراحهم في يوم من الأيام، بالضبط كما يحق ذلك لنظرائهم اليهود. بتحرير شيوخ الكفاح المسلح لن يلحق أي ضرر بإسرائيل.
هناك أيضا اشخاص، الذين اطلاق سراحهم حتى يبشر بالخير لإسرائيل، على رأسهم مروان البرغوثي، لكن ليس هو فقط. لو أن إسرائيل كانت معنية بجدية بشريك لخلق تغيير في واقع الحروب التي لا نهاية لها، فإن هذا الشريك يوجد في السجن الإسرائيلي.
القيادة القادمة للفلسطينيين توجد بين مجدو ونفحة. كل نضالات التحرر في التاريخ، بما في ذلك نضال الشعب اليهودي، أنبتت قادة شجعان خرجوا من سجون محتليهم. ستكون هناك عائلات يهودية ثاكلة فقدت اعزاءها قبل سنوات وما تزال لا تريد رؤية تحرير من قتلهم، هذا مفهوم. ولكن أيضا آخرون يتم اطلاق سراحهم، لحماية قلوب العائلات. هذه العائلات لا يمكنها املاء ما هو جيد لإسرائيل.
العملية الأكثر حكمة التي كان يمكن لإسرائيل ويجب عليها اتخاذها منذ فترة هي اطلاق سراح سجناء كبادرة حسن نية، وليس فقط كخضوع في المفاوضات.
لذلك، لا توجد احتمالية لحدوث ذلك، هذا امر ذكي جدا. اطلاق سراح 1500 سجين كما تطلب حماس ليس كارثة وغير مؤلم. هو سيؤدي الى اطلاق سراح المخطوفين. الكارثة والألم ستكون فقط اذا لم يتم تحريرهم.
ليس كارثة وغير مؤلم أيضا التوصل الى وقف هذه الحرب اللعينة التي فقدت فيها إسرائيل صورتها الإنسانية، بدون أن يكون لها ما تنتظره من الإنجازات الدراماتيكية من هذا القتل والدمار الذي لا يميز والذي شوهد مثله فقط في اكثر الحروب وحشية. احترامها سيتضرر، وحماس سيتم تتويجها كمنتصرة في الحرب، منتصرة مشكوك فيها ولكنها منتصرة، منتصرة توجت بها النصر في 7 أكتوبر.
حتى لو تحقق "الانتصار المطلق" لبنيامين نتنياهو، الذي لن يتحقق بالطبع في أي يوم، فان حماس انتصرت في الحرب. لذلك، من الأفضل وضع حد لها.
يجب التنازل عن الشعارات المعيبة التي يلقمونها للاسرائيليين، والفحص ببرود وتأني: هل الصفقة حقا هي صفقة سيئة جدا؟ ما السيء فيها؟ هل يوجد افضل منها؟
هآرتس