- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
جدل فلسطيني حول السفر من مطار “رامون” الإسرائيلي
جدل فلسطيني حول السفر من مطار “رامون” الإسرائيلي
- 26 أغسطس 2022, 7:51:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رام الله- قيس أبو سمرة:
يدور جدل فلسطيني بالضفة الغربية، بين مؤيد ومعارض، حول السفر عبر مطار “رامون” الإسرائيلي، دون اللجوء إلى الأردن، في حين تؤكد السلطة رفضها للفكرة بشكل قاطع.
وكانت سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية قد أعلنت بداية أغسطس/ آب الجاري، أنها ستسمح بتسيير رحلات خاصة لنقل ركاب فلسطينيين من مطار رامون اعتبارا من الـ22 من هذا الشهر.
لكنها عادت وأعلنت، الأحد الماضي، تأجيل برنامج الرحلات لأسباب غير معروفة.
ويوم الإثنين، تم تسيير رحلة تضم 24 فلسطينيا من هذا المطار، إلى قبرص بتنظيم من شركة طيران إسرائيلية.
من جهته، قال منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، في منشور ترويجي للمطار على صفحته بفيسبوك، الثلاثاء، إن هدف المطار هو “تسهيل الخدمة المقدمة للفلسطينيين”.
ويواجه الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة معاناة كبيرة في عملية سفرهم للخارج، نظرا لعدم وجود مطار فلسطيني، وبسبب القيود الإسرائيلية الكبيرة.
وحاليا، يضطر الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية، الراغبون بالسفر إلى الخارج، إلى استخدام مطار الملك علياء الدولي، في العاصمة الأردنية عمّان، بعد أن يجتازوا المعبر الواصل بين الضفة والأردن.
ويحمل المعبر 3 أسماء، الأول فلسطيني وهو “الكرامة” والثاني أردني وهو “جسر الملك حسين” فيما تطلق عليه إسرائيل اسم “اللنبي”.
وفي معبر الكرامة يمر المسافرون عبر 3 محطات فحص أمني، فلسطينية وإسرائيلية وأردنية قبل أن يسمح لهم بدخول الأردن باتجاه مطار الملكة علياء الدولي.
ويتمكن قلة من الفلسطينيين، من الحصول على تصاريح خاصة للسفر عبر مطار “بن غوريون” الإسرائيلي في مدينة تل أبيب.
وافتتح مطار رامون (تمناع) في عام 2019، ويقع بالقرب من مدينة إيلات في أقصى جنوب البلاد، ويبعد عن مدينة القدس نحو 300 كيلومتر.
رفض فلسطيني رسمي
يقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن القيادة الفلسطينية ترفض بشكل قاطع فكرة السفر عبر مطار رامون.
وقال: “الإعلان الإسرائيلي عن السماح للفلسطينيين باستخدام مطار رامون هو محاولة لتحسين صورة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ذر للرماد في العيون”.
ودعا جموع الفلسطينيين إلى عدم التعامل مع “كل الإغراءات التي تقدمها إسرائيل”.
وقال: “ما نريده هو إعادة تشغيل مطار القدس الدولي (مطار قلنديا) ليكون مطار الدولة الفلسطينية”.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة المواصلات الفلسطينية موسى رحّال، إن الموقف الرسمي هو “رفض فكرة استخدام مطار رامون”.
وأضاف: “رسالتنا واضحة للمواطن الفلسطيني بعدم استخدامه”.
وأضاف: “توجد أولويات واستحقاقات بموجب الاتفاقيات الدولية، منها تسليم مطار القدس الدولي (قلنديا)، وإعادة إعمار مطار غزة الدولي (دمرته إسرائيل في انتفاضة الأقصى التي بدأت عام 2000) والسماح بإنشاء مطار جديد في الضفة الغربية، على أن تدار جميعها من قبل الفلسطينيين”.
ودعا أيضا إلى “تسهيل الإجراءات على معبر الكرامة (مع الأردن)”، مشيرا إلى وجود مضايقات إسرائيلية لحركة المسافرين الفلسطينيين في الاتجاهين.
وأردف: “بشكل رسمي الحكومة (الفلسطينية) ضد فكرة مطار رامون، ونحن نسعى دائما لتحقيق الحلم الفلسطيني وفق الأولويات وما تم الاتفاق عليه”.
وذكر أن مطار “رامون” يُمثّل “مصلحة اقتصادية إسرائيلية بالدرجة الأولى، وفيه مس بالسيادة الفلسطينية، وله بُعد سياسي يتعلق بالتطبيع، وطمس الهوية الفلسطينية”.
وتابع: “مطار رامون ضد المصلحة الفلسطينية والأردنية كونه يمس بالاقتصاد الفلسطيني والأردني، وأيضا فيه تعزيز لسياسة الفصل العنصري”.
ولفت رحال إلى أن من سلبيات استخدام مطار رامون “عدم قدرة الجانب الفلسطيني على معرفة هويات المسافرين من خلال المطار”، مضيفا: “قد يستخدمه أشخاص محكوم عليهم قضائيا أو مطلوبون للقضاء الفلسطيني، ويمكن لهؤلاء التهرّب من التزاماتهم”.
وذكر أن عملية السفر عبر هذا المطار، تتم وفق إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب بدون التنسيق مع السلطات الفلسطينية.
مؤيدون ومعارضون
انقسمت آراء الفلسطينيين في الضفة الغربية، بين مؤيد ومعارض، حيال استخدام المطار.
ويرى المؤيدون أن استخدام “رامون” يُسهل عملية السفر المرهقة على المواطنين، المجبرين على السفر أولا للأردن.
وفي هذا السياق، يقول المواطن إبراهيم ناجي، إنه “مع السفر عبر مطار رامون”.
وقال: “إذا ما كان هناك تسهيلات للمسافرين على المعابر الإسرائيلية، ولا تجعلني أنتظر طويلا، وأسعار منافسة، فلماذا نرفض؟”.
ولا يرى ناجي أن السفر عبر مطار رامون “تطبيعا للعلاقات مع الاحتلال”.
وأضاف: “منذ عشرات السنوات ُيسمح للتجار وبعض الفئات من المجتمع الفلسطيني بالسفر عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي، لماذا الرفض الآن؟”.
وتابع :”نستغرب رفض الجهات الرسمية الفلسطينية فكرة السفر من رامون، بينما بقيت ساكتة طوال السنوات عن السفر عبر (مطار) بن غوريون”.
ويتفق حسام شحادة مع ناجي، حيث يقول: “بصراحة، السفر عبر (معبر) جسر الملك حسين متعب جدا ومرهق للغاية”.
وأضاف: “السفر عبر مطار الملكة علياء الدولي مُكلف ماديا أيضا”.
وفي المقابل، يرفض فلسطينيون السفر عن المطار الإسرائيلي.
وتقول الفلسطينية ميرفت عمر، إن “المعاناة عبر السفر من خلال الأردن، لا تبرر أبدا السفر عبر مطار إسرائيلي”.
وأضافت: “مطار رامون، مشروع اقتصادي فاشل يريدون إنقاذه من خلال الفلسطينيين بعد أن فشل في جذب الإسرائيليين”.
وتابعت: “السفر عبر الأردن به فوائد، منها أنه يتيح لأبناء الضفة زيارة أقاربهم (في الأردن)، والمرور بلا وصمة تطبيع مع قاتلك، ولا رحلات مشتركة مع الإسرائيليين”.
ويتفق جاد عبيد مع عمر، حيث يقول إن هناك “ألف سبب يدفعه لمقاطعة مطار رامون”.
وأضاف: “قراري الشخصي الوطني هو مقاطعة مطار رامون ولكل المنتجات الإسرائيلية… هذا احتلال، نضالنا ضده وجودي، إما نحن وإما هو”.
وطالب عبيد السلطات الأردنية بتسهيل عملية السفر، بهدف “قطع الطريق على السلطات الإسرائيلية”.