- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
جلال نشوان نكتب: النازية تطل برأسها والعالم يصمت صمت القبور
جلال نشوان نكتب: النازية تطل برأسها والعالم يصمت صمت القبور
- 19 أبريل 2022, 10:45:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كثيرة هي الأسئلة التي تدور في ذهن المحللين وقراء المشهد للأزمة الأوكرانية خاصة عند بدء الحملة العسكرية الروسية على إوكرانيا ، كيف ظهرت النازية وأصبحت في صدارة المشهد وبقوة؟ومن يدعمها؟ كان الخطاب الروسي في بداية الأزمة يصب في اتجاه أن روسيا تسعى لإجتثاث النازيين ، الذين أبادوا الأقليات الروسية في جمهوريتي لوغانسك ودونتيسك.
وفي الحقيقة انبثقت النازية، من حزب( العمال القومي الاشتراكي الألماني) ، الذي تأسس عام 1919، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ونمت شعبيته في عشرينيات القرن الماضي، بعد خسارة ألمانيا للحرب، ومعاناة الألمان من الفقر والبطالة، جراء العقوبات المالية التي فُرضت على ألمانيا بعد الحرب، حيث تولى( أدولف هتلر ) قيادة الحزب النازي. وفي عام 1933، دُعي الحزب لتشكيل الحكومة بعد فوزه بأكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات.ومنذ اللحظة الأولى لوصول حزبه إلى السلطة، عمد هتلر لفرض القيم النازية على جميع جوانب الحياة في البلاد، مستخدماً الإرهاب والتخويف. وعندما تُوفي الرئيس الألماني، ( هيندنبورغ، عام 1934) أعلن هتلر نفسه قائداً أعلى للبلاد
ولعل أبرز ما آمن به النازيون هو ( نقاء العرق الآري، وعظمة ألمانيا، وحب الفوهرر أو أدولف هتلر لدرجة العبادة) واستخدم الحزب الكثير من الأساليب الدعائية لحشد الدعم الشعبي؛ إذ دأب على عقد تجمعات كبيرة، واستخدم مكبرات الصوت لبث الرسائل النازية في الأماكن العامة، ومنذ اللحظة التي تولوا فيها السلطة، عام 1933 ، اضطهد النازيون الأشخاص الذين لم يؤمنوا بأفكارهم ، كأعضاء في المجتمع الألماني، وأبرزهم اليهود. وظل العالم يقف بالمرصاد لأي وجود للنازية ويعتبرها من المحرمات وتجاوز لكل الخطوط الحمراء، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً:
لماذا حارب العالم النازية والآن يصمت صمت القبور؟
الغرب يسير وفق مصالحه ، فنراه ليلاً ونهاراً ، يكيل المدح والثناء على المقاومة الأوكرانية ، بينما يعتبر مقاومة الشعوب للإحتلال إرهاباً، إنه عالم العوامة ، الطافح، بالخداع والكذب ، حيث يطالب بتطبيق بالديمقراطية ، وهو بعيد بعد الأرض عن السماء عن الديمقراطية عالم تسوده فوضى المعايير ، وللأسف النظام الرسمي العربي ، صدق تلك الإكذوبة عدة عقود الأزمة الأوكرانية الروسية ، كشفت الكثير من المعتقدات والوهم الذي سوقوه الي الدول الفقيرة والعرب، لقد شاهد العالم عصابات النازيين وهي ترتكب الجرائم ، ومع ذلك صمت وغض الطرف عن ذلك. والان العالم يشاهد عصابات النازيين الألمان وهم يشاركون في الحرب ضد روسيا ، وليس أدل على ذلك أن الحكومة الألمانية ، غضت الطرف عن الآلاف من النازيين المتطوعين في أوكرانيا العالم يتغير ، وما كان محرماً بالأمس ، أصبح مجازاً اليوم قبل الحرب ، ارتكب النازيون الألمان العديد من الجرائم بحق المهاجرين من جنسيات مختلفة ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ، ظهر العنصريون البيض ، عندما خسر ترامب مقعده الرئاسي ، وقد رصدتهم عدسات الكاميرا وهم ملثمين.
النازية تطل برأسها وقد وضعت على أجندتها رحيل المهاجرين ، وهذا يدل دلالة واضحة على العنصرية البغيضة التي تحمل في طياتها الفكر العنصري الغربي والأمريكي معاناة المهاجرين في أوروبا وامريكا ، تتفاقم يوماً بعد يوم والأهم من ذلك هو الهزيمة الروحية الداخلية؛ وهي أخطرها قاطبة وهي كفاح يومي من أجل البقاء، فيخجل المهاجر من نفسه ولكنته ولغته ونسبه وأرضه ودينه وثقافته، فيحاول ارتكاب المحرمات من شرب الخمور في أقتابه، وتغبير ملامح وجهه و لسانه، بل وحتى تلوين قزحية عينيه، وصباغ شعره بالأشقر، عسى أن يرضى عنه العنصريون ولن يرضوا عنه.
ذات مرة ، تنكر أحد المهاجرين ، حيث غير ملامح وجهه ومع ذلك كشفه النازيون ، ونجا من الموت بأعجوبة لقد أزهقت النازية ملايين الضحايا الذين وقعوا بسبب الحروب ، جراء أفكارها العنصرية، إلا أن هذه الأفكار ما زال موجودة في عقائد وأنظمة بعض الأحزاب والمجموعات اليمينية المتطرفة، وباتت تسمى اليوم بالنازية الجديدة. حقاً: لقد فقد الغرب كل معايير الأخلاق ، وهاهو اليوم يصمت تجاه تنامي النازية ، ويصور كتائب ٱزوف النازية الأوكرانية ، بكتائب الأبطال الذين يواجهون المارد الروسي ، في حين أنه تجاهل حرب الإبادة التي شنتها تلك العصابات في شرق أوكرانيا العالم يتغير ، وقادم الأيام يحمل في طياته الكثير وان غدا لناظره قريب.