جلال نشوان يكتب: حكومة ميقاتي ، في مهب الرياح

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 1 نوفمبر 2021, 12:29:52 ص
  • eye 609
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الأمور  وصلت إلى منحني ، من الصعب تداركه ، فاللبنانيون أصيبوا  بصدمة ، والإرتدادات  قوية ، عصفت بالجميع ، واستدعاء  سفراء الخليج ، يتواصل ، وأوامر  بمغادرة سفراء لبنان ، ويبدو أن قوة ارتداداتها  فاقت انفجار بيروت ، وقراء المشهد السياسي يتوقعون من قرداحي تقديم استقالته.

وفي الحقيقة يطرح مراقبون عدة سيناريوهات لمصير حكومة ميقاتي التي اجتمعت خلال شهر بعد تشكيلها 3 مرات فقط، وفشلت في عقد اجتماع في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بسبب مطالبة وزراء حزب الله وحركة أمل بعزل المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.

جورج قرداحي أدلى بتصريحات قبل تقلده منصبه بشأن حرب اليمن فجّرت أزمة بين دول خليجية ولبنان.

وفي الحقيقة ، يبحث المسؤولون اللبنانيون وعلى مدار الساعة  عن سبل لمعالجة تداعيات التدابير السعودية غير المسبوقة تجاه لبنان، بعد أن طلبت مغادرة سفير بيروت لديها، واستدعت سفيرها من لبنان وليد البخاري للتشاور، وأعلنت وقف استقبال جميع الواردات اللبنانية؛ وذلك على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن، وتضامنه مع الحوثيين.

وفي الواقع لا يختلف اثنان  على إن  لحظة استعصاء سياسي وأمني واقتصادي، وضعت الإجراءات السعودية -في رأي كثيرين- علاقات لبنان مع المملكة ودول عربية على مفترق طرق خطير، مع اتخاذ البحرين والكويت إجراءات مماثلة 

ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :

ماهي السيناريوهات القادمة ؟

،وهل يدخل لبنان مرحلة التصعيد السياسي أم ضبط التوتر؟

جهود  مكثفة لمعالجة الأزمة والحيثيات المعرقلة لجلسات الحكومة

  أزمة دبلوماسية بأبعاد سياسية واقتصادية مع المملكة العربية السعودية  يبحثها لبنان عبر تشكيل خلية أزمة وزارية برئاسة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمعالجة تداعيات هذا التطور؛ والاتصال  بالأميركيين  لأقناع  بالعدول عن قراراتها الأخيرة وعودة المياه إلى مجاريها.

 وأزمة حكومية؛ إذ يُتوقع  أن تهدد الإجراءات السعودية تماسك الحكومة، لأن نسيجها يعكس طبيعة المحاصصة والتوازنات السياسية في لبنان.

 قرداحي إدلى  بتصريحات إعلامية قبل تقلده منصب وزير الإعلام، وصف فيها الحرب في اليمن (بالعبثية ) وقال إنها يجب أن تتوقف، ووصف ما يفعله الحوثيون بالدفاع عن النفسى

لقد بلغ  تدهور العلاقات مع السعودية  مرحلة تتطلب وساطة خارجية، نتيجة عجز لبنان عن الصمود أمام التصعيد السعودي والخليجي

ومعالجة الأزمة تتطلب رأب الصدع من الداخل أولا، ثم التوافق حول آليته، وأن يكون مقبولا من السعودية، ومن القوى الوازنة في لبنان، "المنقسم عموديا بين محور إيران وحلفائها ومحور السعودية وحلفائها 

 الخلية الوزارية  لمعالجة الأزمة  تبحث عن حلول  "لأن وزير الخارجية جزء من حكومة يديرها حزب الله، والعلاج منوط مباشرة برئيسي الجمهورية والحكومة ، إذن كيف يمكن الخروج من المإزق ؟ 

 دول مجلس التعاون الخليجي أخذت   بمواقف السعودية بعين الاعتبار، "مما يضع لبنان أمام خطر عزلة خليجية قاسية  فهل من وساطة لتخفيف التوتر  ، خاصة أن فرنسا تدرك فنون اللعبة 

أن تراجع السعودية عن تصعيدها، غير وارد ، بسبب تحفظها من إدارة حزب الله للمشهد بكل حيثياته  ولا يتوقع نجاح أي وساطة خارجية. وإذا كانت الوساطة فرنسية فستكون مردودة لأن الرياض ترى الحكومة وليدة تواطؤ إيراني ،فرنسي عزز نفوذ حزب الله، حسب رأيه. كذلك يرى أن "مصر لن تتدخل بوساطة ليست لمصلحة السعودية وموافقتها.

 اللافت للنظر  إن   (اجتماع المجلس الوطني للإعلام)  خرج بقرار بأنه لا  يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه ، مؤكدا أن هناك أحد الوزراء طالبه بالاستقالة 

ومن كومة هذه الأزمة جاء قول قرداحي بأنه  جزء من حكومة متكاملة ولا يمكن له اتخاذ  أي قرار منفرداً  على الرغم من أنه ليس  طامحا بأي منصب ، فشهرته سبقت اسمه  واضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح، مشيرا إلى أن تصريحاته عن حرب اليمن لم يكن طرفًا فيه بل قاله كصديق.

وان الرجل  ملتزم بالبيان الوزاري ولم يهاجم ولم يشتم يوما السعودية والإمارات ولا ينكر جميل المملكة، قائلا: "لم أخطئ بحق أحد كي أعتذر.. ولا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة من عدمه و

لا يجوز أن بظل في لبنان عرضة للابتزاز لا من دول ولا سفراء ولا أفراد  

في ظل هذه  الإجواء يتساءل اللبنانيون كيف يملون علينا من يبقى في الحكومة ؟  ومن لا يبقى؟ ، ألسنا دولة ذات سيادة؟".

ويبدو  أن الأزمة بين بعض دول الخليج والحكومة اللبنانية مستمرة لعدم وجود الثقة والتفاهم الكامل بين الطرفين، هناك تباينات وخلافات البعض منها بسبب طبيعة التركيبة اللبنانية القائمة على التعدد والاختلاف، وهناك وجهات نظر سياسية في لبنان، منها متعاطف مع الخليج، ومنها مختلف ومتباين مع هذه الدول.و دائما يحدث

نوع من الأزمة؛ سرعان ما يتم عملية تطويق لها، لأنها أزمة عابرة مرتبطة بأن المنطقة تمر بمرحلة انتقالية وهناك مفاوضات وتسويات وتفاهمات لم تتبلور بعد، وهذه التفاهمات هي التي ستحدد مصير العلاقات اللبنانية الخليجية.

 قسوة الأزمة وارتداداتها  تتطلب  بأن يكون هناك حوار عميق بين لبنان ودول الخليج من أجل تفاهمات جدية ومستمرة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية اللبنانية وطبيعة الخليج، ولكن الجميع يعرف بأن مرحلة انتقالية خطيرة لم تتضح فيها معالم العلاقات الدولية بين دول المنطقة، لذلك سوف تستمر هذه العلاقات متوترة إلا أن ترسو على قواعد ثابتة ومستقرة 

فى هذه  المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان سياسيًا واقتصاديًا، لم يعد غريبا أن نشاهد تصريحات عدائية تجاه محيطه العربي على لسان المراهقين سياسياً  التي من شأنها 

 القول إن لبنان اليوم يعيش أسوء أيامه طوال تاريخه، فبعض  النخب اللبنانية التي سطعت في سماء السياسة والاقتصاد والإعلام عربياً منذ استقلال لبنان  تمترس  اللبنانيين خلف المحاصصة ، الأمر الذي أثقل لبنان كاهله  وجعله في تيه ، لذا فإن الجميع أم اختبار حقيقي  ، بحيث إذا لم ينزل الجميع من أعلى الشجرة ،  ستشتعل  الأمور وتزداد  تقزيماً ويفاقم الخلافة أزماتهم، ويحبط التقارب مع المحور العربي والدولي

وهنا نتساءل  ماهو دور  الرئيس اللبناني ميشال عون وكيف يعالج الأزمة ؟ 

،الرئيس اللبناني أدلى بدلوه وحاول تخفيف الأزمة قائلاً   إن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بشأن السعودية، تعكس رأي الوزير الشخصي، وليس رأي الحكومة ولا رأي الرئاسة.

 نجيب ميقاتي رئيس الوزراء الجديد الذي عصفت به الأزمة وبحكومته يراهن على انقشاع الأزمة وان لبنان  حريص على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية، مؤكدا أن الرئيس عون طلب منه تأكيد الموقف الواحد أن التصريح لا يمثل الحكومة بل تصريح نابع من رأي شخصي قبل تشكيلها.

أسئلة كثيرة  تداهمنا : 

ما مصير حكومة ميقاتي وهل ستصمد أم هذه الرياح العاتية.

الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير وان غداً لناظره قريب.

 

التعليقات (0)