- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
جمعية أعداء سيد درويش وأحفاده
جمعية أعداء سيد درويش وأحفاده
- 13 يونيو 2021, 10:11:28 ص
- 898
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ثار الفنان إيمان البحر درويش بعض الصخب بسبب كتابته لتدوينة دعا فيها الشعب المصرى لكى يستفيق ويصحو من نومته الدائمة ، ويهب للدفاع عن نهر النيل قبل الضياع ، حيث سخر درويش (الحفيد) من السلطات الرسمية التى تضيع الوقت فى أعمال شكلية ولا تفعل أمرا حاسما ، وقد إعتبر البعض أن هذا النداء أو الإستنهاض الغاضب لا يجوز ، وفيه تطاول مرفوض شكلا وموضوعا ، وبدأت على الفور السيمفونيات المعاكسة تنهال على الرجل وتحرض عليه وتسخر منه ومن جده العظيم سيد درويش وتدعوه بأن يخرس ويلتزم حدوده ؟
ومختصر القول وفصل البيان وبشكل قاطع نحن نرى أن إيمان البحر درويش لم يخطئ ، وما قاله دفاعا عن نهر النيل ونقدا للمواقف الرسمية السلبية، هو أقل ما يمكن فعله وقوله فى هذا المقام الخطير والتهديد الوجودى للبلاد والعباد ، بل إنه بتدوينته تلك كشف أيضا عوارا رهيبا يسود مواقف الفنانين والرياضيين والغالبية العظمى من مشاهير المصريين الذين تحولوا إلى أراجوزات وراقصى ستريبتيز ، حيث فضح إيمان بموقفه هذا عوار تلك النخبة وأوضح أنهم مجرد نماذج أنانية قميئة مجسدة لخيال الظل وعرائس الماريونيت التى تحركها الأيدى الخفية ولا تحركهم اية كوارث تحيق بشعبهم ووطنهم ؟
لقد كان من المفترض أن ينتبه الناس لصيحات وصرخات إيمان البحر درويش ، وأن يدعمه المئات بل الآلاف من الفنانين والمثقفين متضامنين ومؤيدين ورادعين ، لهذا السفه الداعى للجبن والهوان والمانع لكل كلمة حق تطلق دفاعا عن مصير أمة بأسرها ، هذا السفه والإنحطاط الذى وصل فى دونيته إلى محاولة الإساءة للجد سيد درويش بجريرة موقف حفيده المنطقى البديهى الذى يحذر من إبادة مصر شعبا ووطنا ، لكن يبدو أن الفنانين متفرغون فقط لجمع الأموال والعمل كأدوات دعاية وإعلان للمدن والشقق التى يبنيها المليارديرات والتى ستستورد المياه العذبة طازجة من لندن وباريس مباشرة بعد جفاف النيل وذهاب أثره ؟
إن حال مصر لم يتغير عبر الأجيال، وما يواجهه الحفيد إيمان درويش بسبب موقفه الإيجابى تجاه ما يراه من كارثة محدقة ، هو نفس ما واجهه وعاناه الجد الفنان سيد درويش عندما دافع عن هذه الأمة وطالب بحريتها وإستقلالها وحق أبنائها وفقرائها فى العيش والحرية والحياة والإستقلال ، حيث تطاول عليه سخائم القوم ووجهوا له (اللوم ) أو الإهانة ، مما دفعه هو والمؤلف بديع خيرى من كتابة وغناء رائعة "أهو ده إللى صار " والتى واجهت تلك الشرذمة التى تستنكر المواقف الوطنية وتراها خروجا عن الصف أو قلة أدب وتجاوز؟
ففى بداية الأغنية يبدو واضحا أن الشاعر بديع خيرى والفنان سيد درويش كانا متأثرين بسبب مهاجمة البعض لهما لمواقفهما السياسيةو الوطنية الشريفة ، وبدلا من أن يجد الرجلان المساندة والدعم إذا بجحافل الصغار يوجهون لهما أقذع وأقبح الصفات والإتهامات والتخوين وأقذر الإساءات التى وصفها المؤلف والمطرب من فرط أدبيهما بأنها ( لوم ) كما جاء فى مطلع الأغنية :-
اهو ده اللي صار،،،
وادي اللي كان !
ملكش حق !
ملكش حق تلوم عليا،،
تلوم عليا إزاي يا سيدنا؟
وخير بلادنا مهوش في ايدنا!
قولي عن اشياء تفيدنا !
و بعدها إبقي لوم عليا !!
وفى نفس الأغنية يتوجه الفنان سيد درويش بحديثه إلى مصر نفسها لائما ومعاتبا ، شارحا بمرارة وموضحا ومفسرا لبديهيات يفترض أنها معلومة للكافة، بأن الخصم وسبب البلاء هو الفاسد المجرم ، وهو العايب ، وليس أولئك الشرفاء الذين يتصدون له ؟
ثم ينصح درويش ( الجد) فى أغنيته بأن على مصر أن تأخذ "بالها من الحبايب" فهم أنصارها المدافعون عن حقوقها ؟
مصر يا أم العجايب !!
شعبك أصيل !!
والخصم عايب !؟
خلي بالك من الحبايب ،،
دولا انصار القضيه ،،،
وهكذا وكإننا لن نتغير أبدا ، فرغم الأخطار والكوارث التى تحيق بنا وتتهددنا ، ورغم كل ما مر علينا من دروس وعبر ، لم نتعلم بعد ، ومستمرون فى نفس المنوال الذى يسحق كل من لديه ولو مثقال ذرة من ضمير ؟