اصدر المرصد العربي للإعلام تقريره الشهري عن أوضاع الصحفيين والأعلاميين خلال شهر مايو : 

رغم ان شهر مايو ايار من كل عام هو الشهر الذي يتضمن في مطلعه (3 مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة)، فإن مصر بمؤسساتها الصحفية والإعلامية لم تبعا بهذه الذكرى، بل إنها شهدت المزيد من الانتهاكات بحق حرية الصحافة، حيث قامت الشرطة بالقبض على أحد شيوخ مهنة الصحافة وهو الصحفي توفيق غانم مؤسس موقع إسلام أون لاين، ومدير مكتب وكالة الأناضول السابق في القاهرة، كما وافق مجلس النواب على تعديلات لقانون العقوبات تجرم تصوير ونشر وقائع جلسات المحاكم بدون تصريح.

وتعرض الصحفيون المحبوسون لمخاطر صحية جديدة في محبسهم مثل الصحفي جمال الجمل الذي تدهورت صحته كثيرا خاصة وأنه يعاني بالفعل قبل دخوله السجن للعديد من الأمراض المزمنة بحكم سنه، وقد تم نقله إلى مستشفى السجن ورفضت إدارة السجن نقله للعلاج في مستشفى خاص على نفقته، كما تدهورت صحة الكاتب الصحفي عامر عبدالمنعم بسبب الإصابة القديمة بفيروس بالعين لا تستجيب للعلاج، ومن جهتها لا تستجيب إدارة السجن لمحاولة أهله علاجه بالخارج أو الإفراج عنه لظروفه الصحية، نظرًا لتدهور الحالة بإستمرار منذ القبض عليه في ديسمبر الماضي، هذا بالإضافة إلى عدم موافقة إدارة سجن طرة بالسماح للصحفي إسماعيل الاسكندراني للخروج مؤقتًا لدفن والدته التي توفت هذا الشهر.  

ورغم المطالب المتعددة بتحرير الإعلام المصري تطبيقا لنصوص الدستور التي ضمنت حرية واستقلال الإعلام وعدم تركزه، إلا أن السلطات المصرية تصر على تصدر الشركة المتحدة  للإنتاج الإعلامي المالكة لنحو 90% من وسائل الإعلام الخاصة ( قنوات –صحف- مواقع- شركات انتاج) للمشهد الإعلامي، حيث شهد شهر مايو تعديلات إدارية في الشركة بقصد زيادة حضورها، وعرض حصة منها للاستثمار في البورصة المصرية لتوسيع نشاطها.

وفقًا لما أمكن رصده خلال مايو/آيار فقد بلغ عدد الانتهاكات (15) انتهاكًا، جاء على رأسها انتهاكات المحاكم والنيابات بـ(7) انتهاكات، ثم انتهاكات السجون بـ(3) انتهاكات، فيما تساوت إنتهاكات الحبس والاحتجاز المؤقت والمنع من التغطية بإنتهاكين لكل منهما، ثم تشريعات مقيدة للنشر بانتهاك واحد، فيما بلغ عدد وفيات كورونا من الصحفيين خلال هذا الشهر (3) حالات. 

أولاً: حبس واحتجاز مؤقت (انتهاكان)

في 14 مايو قامت قوات الأمن بإحتجاز الكاتبة الصحفية والاعلامية نور الهدى زكي من ميدان التحرير بعد رفعها علم فلسطين تضامنًا مع الأحداث الجارية داخل الضفة الغربية وغزة، ولم تستمر وقفتها السلمية إلا لدقائق معدودة قبل أن ينقض عليها رجال الأمن و"المخبرين" ونزع العلم من يدها والاستيلاء على متعلقاتها الشخصية وإحتجازها داخل إحدى بنايات ميدان التحرير وتم التعامل معها بعنف لفظي وجسدي على حد قولها على صفحتها بالفيس بوك، واستمر الاحتجاز لساعات وهي مستلقية على الأرض تتعرض للتهديدات من قبل رجال الأمن رغم كشفها عن شخصيتها وبطاقتها الصحفية، وتم الإفراج عنها لاحقًا في ذات اليوم.

في 21 مايو قامت قوات الأمن بالقبض على الصحفي توفيق غانم من منزله في مدينة 6 أكتوبر ومصادرة متعلقاته الشخصية، وقامت بإخفائه قسريًا إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس في 26 مايو، والتي قامت بتوجيه تهمة الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وتقرر حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 238 لسنة 2021 حصر أمن دولة عليا.

ويبلغ غانم من العمر 66 عامًا، وليس له أي نشاط سياسي، وهو المؤسس والرئيس السابق لموقع إسلام أون لاين ومدير مكتب وكالة الأناضول السابق في القاهرة، وأعلنت أسرته أنه مصاب بمرض السكري وأمراض أخرى بسبب تقدم عمره، ويحتاج إلى أدوية بشكل يومي. 

إخلاء السبيل: 

أصدرت السلطات المصرية قرارا بإخلاء سبيل المعد التلفزيوني شادي أبو زيد، وكانت محكمة مستأنف قصر النيل قد قضت في شهر ديسمبر 2020 بتأييد حبس الإعلامي شادي أبو زيد 6 أشهر في واقعة الفيديو المسيء لوزارة الداخلية.

ثانيًا: انتهاكات المحاكم والنيابات (7 انتهاكات)

في 10 مايو قررت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس المصور الصحفي حمدي الزعيم 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، والمتهم فيها ببث ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.

في 12 مايو قررت محكمة جنايات القاهرة تجديد حبس المصور الصحفي عبد الرحمن الورداني في القضية رقم 1365 لسنة 2018 حصر أمن دولة، والمتهم فيها بنشر أخبار وبيانات كاذبة، والانتماء لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون. 

في 20 مايو قررت محكمة الجنايات بالقاهرة، تأجيل جلسة نظر تجديد حبس محمد صلاح ليوم 13 يونيو المقبل ، ولم يحضر صلاح أخر جلستين لتجديد حبسه، ويواجه صلاح تهمًا بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وتمويل تلك الجماعة، ونشر أخبار وبيانات كاذبة باستخدام حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن الدولة العليا.

في 24 مايو قررت الدائرة الثالثة إرهاب، جنايات القاهرة، تجديد أمر حبس الصحفي مصطفى الأعصر، على ذمة القضية رقم 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة، والمتهم فيها بالإنضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

في 26 مايو قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في غرفة المشورة، تجديد حبس الصحفية إسراء عبدالفتاح 45 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمتهمة فيها بث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.

في 31 مايو قررت الدائرة الثالثة إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، تجديد حبس الصحفي أحمد علام لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات فى القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة، بتهم الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.

في 31 مايو قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بغرفة المشورة تجديد حبس الصحفي خالد غنيم 45 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، والمتهم فيها ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

ثالثًا: انتهاكات السجون (3 انتهاكات)

كشفت السيدة عبير محمد، زوجة الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم، المحبوس احتياطيا منذ 6 أشهر، عقب زيارتها الأخيرة له في محبسه خلال هذا شهر مايو عن تدهور حالته الصحية، وقالت أن حالته تتدهور نتيجة إصابته بفيروس في العين حيث لا يستجيب للعلاج وأصبح الالتهاب لديه مزمن بناء على تشخيص طبيب السجن، كما أوضحت عبير أن زوجها يشعر بآلام شديدة جدا أسفل الظهر نتيجة الجلوس الدائم على الأرض، إضافة إلى مرضه بالسكر وأخذ علاج الأنسولين، وطالبت نقابة الصحفيين بالتدخل ومواصلة الضغط لحين الإفراج عن زوجها نظرًا لخطورة الحبس على صحته. 

وأعلنت المحامية هدى عبدالوهاب، عن تدهور حالة الكاتب الصحفي جمال الجمل ونقله إلى مستشفى السجن بعد شكواها للنيابة بشأن حالته الصحية وحاجته الضرورية للعلاج، ويأتي ذلك بعد أيام من تردد أنباء تفيد تدهور صحة الجمل واشتباه إصابته بفيروس كورونا المستجد وظهور مضاعفات مرضية عليه داخل محبسه بسجن طره. 

كما رفضت إدارة السجن السماح للصحفي إسماعيل الإسكندراني الذي يقضي عقوبة السجن بالمشاركة في توديع جثمان وحضور عزاء والدته التي وافتها المنية و التي لم تره طيلة مدة حبسه منذ نوفمبر 2015. 

رابعًا: منع من التغطية (انتهاكان)

في 19 مايو كشف صحفيان بمحافظة شمال سيناء، منعهما من التغطية الإعلامية لعملية نقل المصابين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مستشفى العريش العام، من قبل بعض العاملين بالمستشفى، وأعلن أحدهما تعرضه للاعتداء اللفظي والجسدي من جانب طاقم العمل داخل المستشفى، والصحفيان هما أحمد أبو دراع مراسل جريدة المصري اليوم، ومحمد عرفات مراسل موقع فيتو، وتقدم الصحفيان بشكوى رسمية لنقابة الصحفيين بشأن الواقعة.

خامسًا: تشريعات مقيدة للنشر (انتهاك)

وافق مجلس النواب، خلال جلسته العامة، يوم الاثنين 10 مايو، برئاسة المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس على مجموع مواد مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، والتي تجرم تصوير ونشر وقائع جلسات المحاكم بدون تصريح، وتنص المادة بعد التعديل على " يُعاقب بغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه كل من صور أو سجل أو بث أو نشر أو عرض مقاطع لوقائع جلسة محاكمة مخصصة لنظر دعوى جنائية أثناء انعقادها بأي وسيلة كانت، بدون تصريح من رئيس الجلسة، وبعد أخذ رأي النيابة العامة".

سادسًا: استهداف الصحفيات (انتهاك)

في هذا الشهر قررت محكمة جنايات القاهرة تجديد حبس الصحفية إسراء عبدالفتاح 45 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، وهي بذلك أتمت عامين في الحبس الاحتياطي، وهو ما دفع المحامي أحمد راغب بالتقدم بطلب للنائب العام لإخلاء سبيلها لأنها محبوسة احتياطياً منذ أكتوبر من عام 2019 لتجاوزها المدة القصوي للحبس الاحتياطي والمقدرة بثمانية عشر شهراً وفقاً لقانون الإجراءات، وأكد الطلب المقدم أن الفقرة الرابعة من المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية حددت المدد القصوي للحبس الاحتياطي التي لا يجوز تجاوزها فى مرحلة التحقيق الإبتدائي وسائر مراحل الدعوى الجنائية ستة أشهر في الجنح وثمانية عشر شهراً في الجنايات، وسنتين إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة هي السجن المؤبد أو الإعدام.

سابعًا: وفيات كورونا (3 وفيات)

في 1 مايو توفت الكاتبة الصحفية سعدية شعيب، مدير تحرير جريدة الأهرام ورئيس قسم المرأة الأسبق، حيث وافتها المنية عن عمر ناهز ٦٢ عاما، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد. 

في 2 مايو توفى الصحفي الشاب محمود عرفات، بجريدة الدستور متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد. 

في 11 مايو توفى الكاتب الصحفي عصام عامر رئيس تحرير ومجلس إدارة جريدة الديار متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.