- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
حسن مدبولي : تريزا ماى فضيلة الإستقالة و فارق السنوات الضوئية !!
حسن مدبولي : تريزا ماى فضيلة الإستقالة و فارق السنوات الضوئية !!
- 4 يوليو 2021, 5:48:57 م
- 888
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شغلت السيدة تريزا ماى منصب وزيرة داخلية بريطانيا لمدة ست سنوات ، وذلك عقب تولى حزب المحافظين السلطة فى إنجلترا عام 2010 ، و كان من أهم إنجازاتها كوزيرة هو شدة عدائها ومكافحتها لما أطلقت عليه بالإرهاب الإسلامى ، حيث قامت بوضع العديد من الإجراءات لمكافحة تلك (الظاهرة) كان من بينها إنشاء برنامج يلزم المدرّسين بإبلاغ الشرطة عن أية آراء أو تصرفات إسلامية "مشبوهة" يلاحظونها على الطلاب،
كما إشتهرت تلك السيدة أيضا بمساندتها لقرارات منع الدعاة المسلمين من دخول بريطانيا، وقد كان هذا العداء السافر ضد الثقافة الإسلامية ،كفيلا بصعودها لكى تتبوأ منصب رئيس وزراء بريطانيا العظمى عام 2016 خلفا لديفيد كاميرون الذى إستقال عقب موافقة الشعب البريطانى على الإنسحاب من الإتحاد الأوروبى فى الإستفتاء الذى أجرى فى ذلك الوقت؟
ورغم أن تريزا ماى كانت من الداعين للبقاء بالإتحاد الأوروبي مثلها مثل رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون ، إلا إنها وفور توليها لرئاسة الوزراء، تعهدت بتفعيل قرار الخروج من ذلك الاتحاد ،وإستبعدت تنظيم استفتاء ثاني حول الموضوع، ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى للإتحاد الأوروبى ،بل أكدت على إنها ستعمل على وضع خطة للانسحاب الفورى مع إقامة علاقات تجارية جديدة مع أوروبا،قبل نهاية عام 2016 العام الأول لها فى السلطة ،
لكن تريزا ماى إستمرت فى مفاوضات عبثية طويلة لإبرام إتفاق (ملزم) ينسق عملية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى دون جدوى ولا طائل ، فكانت تضع شروطا ، فيرد عليها الإتحاد الاوروبى بشروط مقابلة، وهكذا حتى إمتدت المفاوضات لمدة ثلاث سنوات دون التوصل لأى إتفاق، وتفاقمت الأمور للأسوأ حتى شعر البريطانيون بالتهديد والجمود وعدم الإستقرار وفقدان الثقة فى المستقبل ، ووسط حالة من الغضب وعدم الرضا، إنهالت الضغوط على رئيسة الوزراء بسبب انتهاجها لسياسات غير فعالة وغير حاسمة وإصرارها على عدم طرح خطط بديلة للخروج من هذا الإتحاد ، وظلت الضغوط مستمرة ضدها حتى إعترفت بأخطائها وتحملت المسئولية، وقامت بتقديم استقالتها من رئاسة الوزراء ، ومن الحزب الذى كانت تقوده وتمثل مصالحه، وذلك فى عام 2019 ، لتلحق بزميلها ديفيد كاميرون ، و تولى السيد بوريس جونسون رئاسة الوزراء خلفا لها ونجح فى كسر جمود المفاوضات وإنهاء تلك الأزمة لصالح بريطانيا وحفاظا على مصالحها القومية ؟؟
فلم تتوقف الحياة عام 2016 عندما إستقال ديفيد كاميرون لان الشعب قرر الانفصال عن الاتحاد الاوروبى ، كما لم يتحدث المرتزقة عن انهيار الدولة البريطانية عندما استقالت تريزا ماى هى الأخرى بسبب فشلها فى عقد اتفاق ملزم يحافظ ويحمى مصالح الشعب البريطانى ، بل جاء رجل جديد ، وقدم حلولا بديلة وإستطاع إنهاء المعضلة ، وفى نفس الوقت لم يلتف أيا منهم على إرادة الشعب البريطانى السيد الفعلى فى البلاد ؟؟؟