حسن مدبولي يكتب : الزمالك سيناريو تخيلى

profile
حسن مدبولي كاتب مصري
  • clock 12 يونيو 2021, 8:48:47 م
  • eye 1016
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل المباريات النهائية الحاسمة للزمالك فى بطولة الأندية أبطال الدورى بأفريقيا 2020  ،بدا واضحا وكأن هناك على مايبدو ضغطا هائلا قد مورس ضد المدعو كارتيرون مدرب الزمالك لكى يهرول مغادرا البلاد على عجل، بحجة وجود عرض مالى خليجى أفضل من عقده السارى مع الزمالك ؟ و كان غريبا ومثيرا أن كارتيرون نفسه رفض علنا القبول بزيادة عقده للبقاء فى مصر وبما يوازى المقابل المعروض عليه خليجيا  و صمم الرجل الفرنسى بكل صلافة على الهروب ومغادرة البلاد ليلا ؟ و الأكثر إثارة للإستغراب، أن ذلك الهروب المشين لم يمنعه من العودة مجددا بعين وقحة واثقة من الدعم والمساندة  بعد انتهاء الموسم الافريقى بهزيمة الزمالك !! فلم يعد المال من وجهة نظره أمرا مغريا مقارنة بالعودة الرومانسية المفاجئة  لأحضان الزمالك، أو كما  يحاول أن يوحى لنا أولئك الذين يروجون لعودته المشبوهة عقب انتهاء المأمورية ؟ 

 المثير للدهشة هنا أن  الإعلام المصرى الذى لا يترك الزمالك فى الشاردة والواردة ، إلتزم الصمت والخرس تماما هذه المرة، وتجاهل مسخرة كارتيرون الذى هرب قبل مبارايات فاصلة،ثم عاد عقب الهزيمة المصطنعة وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه ؟ كما لم يتناول هؤلاء الإعلاميون أيضا عملية إهدار المال العام التى نتجت عن طرد المدير الفنى البديل باتشيكو الذى أمرت له الفيفا بمبلغ مليون واربعمائة ألف يورو تعويضا عن طرده من النادى لإفساح الطريق لعودة الهارب كارتيرون ؟

 وفى موازاة كل ذلك وقبل النهائيات ايضا، كان قد تم إصدار قرار من اللجنة الأوليمبية المحلية بعزل رئيس نادى الزمالك لمدة أربع سنوات وتم نشر الخبر بطريقة هيستيرية مستفزة و متعمدة ؟ كما تم إيفاد لجان تفتيش مالية (شكلية) لإحداث بلبلة وهرج ومرج بالنادى ، تمهيدا لقرار وزارى مؤكد لطرد المجلس المنتخب  بسبب حجج ومخالفات واهية تم إرتكاب ماهو أسوأ منها بمراحل فى أندية أخرى ولم يتم المساس بمجالس إدارتها ؟ 

وكما كشفت بعض الفضائح المسربة عن وجود إعلاميين وفنانين يتحركون بالريموت والسامسونج، ففى الغالب أيضا هناك لاعبون وإداريون ومسئولون فى مجال الرياضة وكرة القدم واقعون تحت السيطرة، وينفذون الأوامر بكل دقة، سواء على حساب العدالة،أو حتى على حساب الإنتماء والإخلاص  والمبادئ والشرف؟ 

وبالطبع كانت النتيجة البديهية لكل تلك الترهات ،هى تنفيذ المهمة بسلاسة ودون تعقيدات  ، فباتت مصر (مزأططة وفرحانة) مبتهجة بالانتصارات المصطنعة المزيفة والتوافه الباهتة المملة المتكررة ؟

و  فى خضم هذا النصر (العظيم والقاضية) التى قصمت ظهر (الأعداء)  نسى المصريون أو تغافلوا عن قضاياهم الهامة مثل الجزر المفقودة ، أو الشرفاء المكبلون بالأغلال  والأحزان، أو الكارثة التى تحيق بالنهر العظيم مصدر البقاء ،وشريان الحياة والذى كاد أن يزول وينسد ويتوقف سريانه دون (إختيار) رد فعل ملائم ؟ وإكتفت الغالبية  بالإمتلاء والإرتواء الكروى ، وسجدوا لله شكرا على منحهم  نعمة تشجيع الفريق الذى يفوز دائما  ؟

 لكن ومع النجاح المذهل للمسرحية الهزلية ، بقيت بعض الرتوش والرضوض والتأثيرات الجانبية السلبية،التى تبدو  بسيطة جدا و من السهل إحتواءها وعلاجها  فإذا كان جمهور الفريق المهزوم حزينا فمن الممكن  إعادة تأهيله بكلمة وتنهيدة  ( ما تزعلوش)

أما مصطفى محمد الهداف الذى صمم على الهروب من فريقه بعد إكتشافه عبثية دوره وعدمية شرف المنافسة، فالزمالك ملئ بالمواهب من الناشئين الذين هم أفضل منه فى المستوى (ثم ضع كم إسما ليستكمل بهم كارتيرون  بقية الفصل الثانى للمسرحية )

 وبالنسبة للاعب فرجانى ساسى الذى اكتشف اللعبة  هو الآخر، ورفض تجديد عقده ولن يشارك مع الفريق فى الموسم القادم فلا شئ يهم ،و الزمالك لن يسقط أبدا، فهذا أمر مستحيل، فالكيان الكبير صاحب التاريخ المشرف لن يقف على لاعب أيا كان حجمه وإسمه ورسمه ، آى والله،  والزمالك العظيم لن يعتمد بعد الآن على لاعبين خونة مرتزقة يبحثون عن المال والمصالح الخاصة ( برتم عالى جدا وبلهجة مسرحية  مفقوسة مع تصعيد نغمة ولاد النادى )

أما عن أرض فرع النادى  بإكتوبر، والتى توجد مطالبات بنزع ملكيتها من النادى،  فالأمر  أبسط بكثير مما يبدو ، فأولا ما هى فائدة وجود فروع تانية للنادى ؟وهل الأهم للنادى  بناء فريق جديد من اللاعبين لإسعاد الملايين وإعادة الأمجاد ؟  أم بناء فرع من الأسمنت والطوب والحديد لتتمتع به أقلية قليلة من الأعضاء ؟ مع الأخذ بالإعتبار بإنه لا يمكن حاليا الجمع بين بناء الفريق، وبناء الفرع،  فتلك تكلفة ضخمة جدا جدا ، وبلدنا تحتاج كل( مليم ) لبناء مشروعات أخرى أكثر أهمية ؟

ولا ينبغى لأحد أن يقوم بعمل مقارنة عن قيام بعض الأندية الأخرى بإفتتاح فروع لها فى أكثر من مكان، فالنادى المنافس مثلا إفتتح فروعه وتعاقد مع لاعبيه ووفر التمويل اللازم لهم قبل بدأ إنشاء العواصم الإدارية والمشاريع الإستراتيجية الجديدة ، ووقتها لم تكن  البلد تحتاج إلى أموال كما تحتاجها الآن ، وإلا لكان قد تم منعه هو الآخر من إفتتاح فروع وجلب لاعبين ،فلا خيار ولافاقوس فى مصلحة الوطن، وبلدنا  فوق الجميع آه أومال إيه ؟ فالأمر مختلف جذريا ، والقياس غير موضوعى ولا منهجى ، وأبسط طرق النجاح والرقى والتقدم لوطننا الغالى  هو طريق التمسك بالموضوعية والعلمية والمساواة والعدالة وعدم التفرقة بين الجميع !!؟

التعليقات (0)