توفى السيد أحمد جبريل القائد الفلسطينى المعروف يوم السابع من يوليو 2021 ، عن عمر تخطى الثمانين عاما ، وقد نعاه البعض محاولين رسم  صورة نضالية لمسيرته ، وقدموه وكأنه القائد الفذ المؤسس لكفاح الشعب الفلسطينى ، بينما ينضح التاريخ الفعلى لهذا الشخص بممارسات مخزية ساهمت فى تشويه صورة الفلسطينيين فى العالم بسبب حماقتها ، بل وأودت تلك الممارسات بحياة الكثيرين من المناضلين والمدنيين العرب والفلسطينيين أنفسهم،،، ولعل فى تحوله لأداة قمعيةللنظام السورى ضد الفلسطينيين اللاجئين المقيمين فى مخيم اليرموك على الأراضى السورية ، ومواقف جبريل وشركائه المخزية ضد الربيع العربى الذى بدأ 2011 ، بالإضافة كذلك لدوره المخزى فى نشر ثقافة التصفية وإرهاب الخصوم والمخالفين  والذى تجلى فى تصفية العديدين من قادة العمل الفدائى الفلسطينى،والمساهمة فى قتل الالاف من الفلسطينيين واللبنانيين  بالمخيمات المقامة على الأراضى اللبنانية فى السبعينيات والثمانينيات ، ما يؤكد على عدم مصداقية من يقدمون الرجل كمناضل تاريخى  ؟ 

تعريف عام :- 

- هو من مواليد قرية يازور ضواحي حيفا عام 1938، وهاجرت اسرته عام 1948 إلى سوريا وكان عمره عشر سنوات، وحصل مع أسرته على الجنسية السورية كغيره من الفلسطينيين ايام شكري القوتلي عام 1956 ثم التحق بالجيش العربى السورى  وترقى ليحصل على رتبة ضابط.

- وفي عام 1965 اسست المخابرات السورية   "جبهة تحرير فلسطين" وبتمويل منها ،وكلف احمد جبريل كضابط مخابرات سوري برئاستها ، وذلك ردا على قيام الفلسطينيين بتأسيس حركة فتح ، ثم  انضمت تلك الجبهة الوليدة  الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة المرحوم الدكتور جورج حبش والتي تاسست عام 1967 كامتداد لحركة القوميين العرب.ولكن  بعد عشرة شهور من ذلك الانضمام  وقبل ان تكتمل اعمال هيكلة الجبهة الشعبية التنظيمية وقبل ان تنتهي من اعدادها للبرنامج السياسي الوطني ولاجهاضها وتوجيه ضربة لها لزعزعة ثقة الشعب بها أعلن أحمد جبريل عام 1968 انشقاقه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبدون اي سبب او خلاف سياسي معها وقام  مع ما يقارب من ثلاثين شخصا انشقوا معه، بتشكيل مايسمى بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) باسناد ورعاية لوجستية كاملة من المخابرات السورية بوصفه احد ضباطهم السابقين، وقد تزامن تشكيل جبهته مع إقدام المخابرات السورية على اعتقال المرحوم الدكتور جورج حبش نهاية العام حيث امضى قرابة سنة كاملة  في السجون السورية تعرض خلالها لتعذيب وحشي وانقذ من السجن بعملية شجاعة قادها ونفذها المرحوم الدكتور وديع حداد، عن طريق اختطافه من سيارة السجن وتهريبه الى بيروت، ويومها ارسل  المرحوم  الرئيس جمال عبد الناصر طائرة خاصة لنقله من بيروت للقاهرة،،،، 

نماذج من ممارسات أحمد جبريل وتنظيمه المدعوم من سورية :- 

1 - لم يمض على انضمامه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سوى حوالي عشرة شهور، أي لم يكتمل بعد بنيانها التنظيمي ولم يتشكل برنامجها السياسي، حتى أعلن أحمد جبريل في أكتوبر 1968 انشقاقه عنها، مشكّلا مع ما لا يزيد عن ثلاثين شخصا ما سمّي حتى اليوم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)

 ومن المهم التدقيق في دور المخابرات السورية في انشقاق أحمد جبريل، خاصة أنّ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المرحوم الدكتورجورج حبش، كان قد جرى اعتقاله أواخر عام 1967 في دمشق من قبل المخابرات السورية، وأمضى قرابة العام في السجن ؟؟؟

2 -لعب أحمد جبريل وتنظيمه دورا قذرا بعد دخول الجيش السوري عام 1976 محتلا للبنان  فكان أداة تنفيذية لما يريده الجيش السوري، خاصة أثناء حصار مخيم تل الزعتر حيث اصطف جبريل ورجاله علانية مع حزب الكتائب المسيحى المتطرف، لمحاصرة  مخيم تل الزعتر لمدة  62 يوما قبل اقتحامه وارتكاب مذبحة مروعة ضد المتحصنين بداخله ، وكان عدد قتلى المخيم قرابة5000 فلسطيني  وما يقرب من 2000 لبنانى ؟  

3 - قام في أغسطس 1977 بتفجير المقر الرئيسي لجبهة التحرير الفلسطينية في حي الفكهاني ببيروت أثناء اجتماع عام للجبهة، حيث تمّ تدمير المبنى بشكل كامل، وكان عدد القتلى في هذا الانفجار الجبريلي الإجرامي يفوق 200 شخص من المناضلين الفلسطينيين ، ومن المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين ، وذلك لأجل تصفية حسابات شخصية وخلافات سياسية مع بعضى الرافضين لممارساته، علما بأن هذا التفجير  موثق في اليوميات والذاكرة الفلسطينية؟ 

4 -قام أحمد جبريل وتنظيمه بدور  رئيسي لمساند جيش حافظ الأسد أثناء  حصاره لياسر عرفات ومقاتليه في مدينة طرابلس اللبنانية، حيث قصفوها بكافة أنوا الأسلحة موقعين مئات القتلى، ولم ينقذ عرفات ومقاتليه سوى البحرية اليونانية والفرنسية ، وذلك فيما عرف بالخروج الثانى من بيروت عام 1983، بعد خروجه الاول على يد القوات الاسرائيلية عام 1982 ،، 

5 - المشاركة  في حرب المخيمات الأولى في لبنان (1985 - 1986) التي قادتها حركة أمل بزعامة نبيه بري ضد المخيمات الفلسطينية والتى راح ضحيتها ما يزيد عن ألف قتيل فلسطينى غير مئات المفقودين إلى اليوم؟ 

6 -الحرب الإجرامية  التي قادها أحمد جبريل وجماعته والمنشقون عن فتح، والتى عرفت بحرب المخيمات الثانية، والتى تم خلالها حصار مخيم شاتيلا من صباح الثالث من أبريل عام 1988 حتى مساء السابع والعشرين من يوليو 1988،  حيث سقط فيها مئات من الفلسطينيين، وتم تهجير الآلاف منهم إلى مخيمات الجنوب اللبنانى بحجة أنّهم من أنصار عرفات، ولا ينسى الفلسطينيون جولات أحمد جبريل في المخيم بعد احتلاله والصور التي تمّ التقاطها له ومرافقيه وسط الدمار وقرب جثث الضحايا من الفلسطينيين.

7-  التأييد المطلق للجرائم  الوحشية التى إرتكبها نظام بشار الأسد ضد الشعب السورى ، وارتكاب مجازر ضد الفلسطينيين المؤيدين للشعب السورى فى مخيم اليرموك حيث قام المرتزقة التابعين له بقتل المئات من سكان المخيم ومن قادة الفصائل الأخرى الذين تعاطفوا مع الثورة السورية،

ومنذ بدء اندلاع الثورة السورية عام 2011، اتخذ جبريل موقفاً قمعيا ً مناهضا للربيع العربى ، حيث قام بدعم القوات الحكومية السورية، و شارك فصيله بالقتال إلى جانبها ضد فصائل المعارضة السورية ، بل وحتى في مواجهة مقاتلين فلسطينيين متعاطفين مع ثورة الشعب السورى ،،