- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
حمدي عبدالعزيزيكتب : أسئلة الملئ الثاني
حمدي عبدالعزيزيكتب : أسئلة الملئ الثاني
- 22 مايو 2021, 10:49:57 ص
- 1365
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قلنا من البداية أن جزءاً مهماً من مشكلتنا مع سد النهضة هو مايتمثل في حالة التعتيم التي تفرضها السلطات المصرية علي الشعب المصري فيما يتعلق بحقيقة الموقف ومسارات التفاوض ..
وهاهي تصريحات وزير الخارجية المصري الأخيرة تثبت هذه الحقيقة وتلقي بحالة من التضارب الشديد في مواقف السلطات المصرية من قضية سد النهضة وتطوراتها ..
فبعد أن كنا أمام الرفض المبدئي لعملية الملئ الإثيوبي الثاني للسد باعتبارها إجراءاً منفرداً يعمق الإضرار بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل ، وبعد أن كنا منذ أسابيع أمام خطوط حمراء لن تسمح مصر بتجاوزها ..
بعد كل هذا وبعد مرور أسابيع فقط علي هذا التصاعد المعلن للمواقف الرسمية المصرية .. هانحن أمام موقف جديد وكلام جديد علي لسان وزير الخارجية المصري الذي يعبر عن موقف (الدولة المصرية) يقول فيه أن ((مصر لديها ثقة بأن الملء الثاني للسد لن يكون مؤثرا على المصالح المائية المصرية، وتستطيع مصر أن تتعامل معه من خلال الإجراءات المحكمة في إدارة مواردنا المائية، وأن أي تفاقم للوضع هو مرتبط بوقوع ضرر ..)) !!!
لا أحد يعرف ماذا حدث بالضبط لينقلب الموقف من عملية الملئ من إعتباره تجاوزاً لخطوط حمراء إلي كونه لن يكون مؤثراً علي مصالح مصر المائية ..
وهل لايمثل السماح بالملئ الثاني دون توصل لاتفاق ملزم للجانب الإثيوبي يضمن لمصر حقوقها التاريخية في مياه النيل ويضمن عدم المساس بحصتها في المياه طبقاً للمعاهدات الدولية الموقعة بين مصر وإثيوبيا والسودان ، وتضمن كذلك عدم تضرر مصر من جراء إتمام بناء وتشغيل السد ..
هل لايمثل ذلك تنازلاً استراتيجياً مصرياً علي نحو يهدر كل الفرص اللازمة لتدارك مافات من خسائر استراتيجية تسببت فيها السياسات المتعاقبة علي إدارة أزمة المياه مروراً باتفاق المبادئ 2015 الذي اعترف لإثيوبيا بحق بناء السد دون أن يقابل هذا الإعتراف أي بند ملزم للطرف الإثيوبي ، علي نحو جعل من الإتفاق تنازلاً مصرياً مجانياً دون مقابل .. ؟
ألايمثل كلام وزير الخارجية المصري - إذا كان هو مايعبر عن نهج الدولة المصرية تجاه السد - تنازلاً جديداً فادح الأثر يمنح إثيوبيا الحق في اتخاذ ماتراه من إجراءات وخطوات منفردة للتصرف في مياه النهر ليصبح كما صرح الإثيوبيون من قبل (بحيرة إثيوبية) لانهراً دولياً تتشاطء فيه مصر ..
ربما سيجعل هذا بعضاً منا يتسائل :
ولما كان الملئ الثاني لايمثل أي ضرر
فأين يكمن الضرر إذن؟
وأين هي الأزمة
وعلاما كانت الضجة التي ملأت أدمغة المصريين وأصابتهم بصداع الخوف من الجفاف المائي بها لسنوات ، ولصالح من ؟
وربما سيتسائل منا الكثيرون هل المشكلة هي سد النهضة أم أن المشكلة تتعلق بمشاريع دولية أخري تدور حول مياه النيل ، وتدور حولها كثير من الأسئلة التي لم يكلف مسئول ما نفسه عناء الإجابة عليها من بعيد أو قريب (ولو علي سبيل مواجهة ونفي الشائعات المغرضة) ..