خبير يتحدث لـ "180 تحقيقات" حول التقارب التركي السوري: نهج عقلاني، يفترض مقاربات أكثر مرونة لحل سياسي في سوريا

profile
  • clock 14 سبتمبر 2022, 10:24:23 ص
  • eye 753
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تزايدت تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن إمكانية حصول تقارب مع النظام السوري، وشكَّلت تصريحات وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، في ملتقى السفراء الأتراك في أنقرة في 11 آب/ أغسطس 2022، دليلًا واضحًا على استعداد أنقرة لإعادة النظر في علاقتها السياسية مع سورية؛ إذ قال: "إن تركيا تدعم المصالحة السياسية بين المعارضة السورية ونظام الأسد".

كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في رحلة عودته من مدينة لفيف الأوكرانية في وقت سابق- بأن بلاده لا تهدف إلى هزيمة بشار الأسد في سوريا، إذ قال "يتعين الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا من أجل إفساد مخططات ضد المنطقة".

وأضاف أردوغان أن بلاده "ليست لديها أطماع في سوريا، وتُولي أهمية لوحدة أراضيها، وعلى النظام إدراك ذلك"، وأردف "لا يمكن التخلي عن الحوار بين الدول، ويمكن أن يتم في أي وقت، ويجب أن يتم".

جديد التطورات على الملف التركي السوري هو ما قالته مصادر خاصة لـوكالة "سبوتنيك"، الثلاثاء، إنّ "جهاز الاستخبارات التركي "أبلغ أعضاء ما يسمى الائتلاف السوري المعارض بضرورة مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام الجاري".

وأضافت المصادر أنّ "هذا البلاغ الذي يشكل مفصلاً في حياة هذا الكيان الذي يتخذ من تركيا مقراً لنشاطاته، أتى بعد قرار سياسي تم اتخاذه في تركيا مؤخراً على خلفية التقارب السوري- التركي برعاية روسيا"

البحث عن تفاهمات

يقول د.اياد المجالي الباحث في العلاقات الدولية، إن التجاذبات السياسية وجزئياتها المترافقة مع بدايات الحرب على سوريا، لم تعد تُمثل عوائق لا يمكن تجاوزها، أو عدم إمكانية وضعها في أطر التقارب والتنفيذ، بل على العكس. فقد بات من الضروري البحث عن تفاهمات تُمهد الطريق لإعادة صوغ التحالفات، بما يؤسس لخارطة طريق سياسية في سوريا، تُحقق للجميع مكاسب وامتيازات بالمعنى السياسي.

ويتابع المجالي في حديثه لموقع "180 تحقيقات"، تبدو ابعاد التحول في السياسة الخارجية التركية أكثر عمقا في تأثيرها على علاقاتها مع الأطراف الإقليمية العربية، النتائج التي بدأت تظهر بالأفق للدبلوماسية التركية على شكل مؤشرات تؤكد بان أنقرة تعمل وفق.. ضرورات إستراتيجية.

ويرى الدكتور المجالي، أن التطورات العالمية، أجبرت تركيا على اتخاذ موقف سياسي جديد حيال الملف السوري، خاصة أن موقف تركيا – أردوغان، لجهة مقاربة الأزمة السورية، بات أكثر مرونة، وتحديداً بعد الدعوات والضغوط الداخلية، التي يتعرض لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من قبل أحزاب المعارضة التركية.

نهج عقلاني

ويضيف المجالي لموقع " 180 تحقيقات"، إن الظروف والتطورات الإقليمية والدولية، وتحديداً بما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، فإن هذه المعطيات دفعت تركيا للبحث عن نهج عقلاني، للتعاطي مع الفوضى القائمة في الملف السوري، ومعالجة الهواجس والتحديات التي تؤطر سياق عودة العلاقات السورية التركية، وإعادة تفعيل الخيارات الدبلوماسية، لإيجاد مخرج للأزمات في المنطقة بمستوياتها كافة؛ الأمر الذي يؤكد بأن أنقرة تُعيد برمجة بوصلتها السياسية نحو المنطقة العربية.

ويشير د. المجالي، المُعطى الأهم الذي أُوسس على خليفة التجاذبات الداخلية التركية، وكذا المشهد العام في الإقليم، يُعطينا مشهداً جلياً، وضرورة إستراتيجية، تُجبر تركيا "مرحلياً"، لإيجاد حل للملف السوري وتأطير تحولاتها الاستراتيجية، الأمر الذي بات بُحكم الضرورة لـ حزب العدالة والتنمية، وبما يُفضي حالة من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، مع احتواء لحالة النزيف التي أصابت القاعدة الشعبية لـ أردوغان، وحزب العدالة والتنمية.

يختم الدكتور المجالي حديثه لموقع " 180 تحقيقات"، إن الوقائع والمعطيات التي يعيشها الداخل السوري، تفترض مقاربات جديدة على الدولة السورية اتخاذها، وقد يبدو واقعياً ومنطقياً أن تُفتح قنوات التقارب مع تركيا، إذ ليس من مصلحة دمشق وكذا أنقرة، إبقاء حالة العداء بشكلها الحالي، ومن الأجدى أن تمسك دمشق خيوط المشكلة، وتعمل على تحريكها بما يتناسب والمصلحة السورية.

التعليقات (0)