- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: مليارية القمم وهاوية الأمم في فلسطين
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: مليارية القمم وهاوية الأمم في فلسطين
- 11 نوفمبر 2024, 11:27:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لطالما شكلت فلسطين والقدس القضية المركزية للعالم العربي ومنظمة التعاون الإسلامي، ومصدر وحدتها وقوتها وعملها المشترك، بإجماع العالمين المليارية بالدول الأعضاء التي تسعى حثيثًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وحماية القضايا والمصالح الحيوية التي تهم العرب والمسلمين بمختلف أنحاء العالم، لخطورة السياسات التصعيدية التي تدفع المنطقة نحو حافة الهاوية..
ودائمًا كانت المواقف العربية والإسلامية تجاه كافة القضايا الحساسة خاصة القضية الفلسطينية ثابتة راسخة وما تزال كذلك، تناشد في كل محفل المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وإنهاء النزاع، بوضع حلاً كخيار استراتيجي ناجح وفرصة تاريخية ومرجعية مشتركة، يجب أن يستند إليها الحل السلمي العادل والشامل للنزاع العربي - الإسرائيلي، وتؤكد تمسكها بالسلام وسيظل خيارًا إستراتيجيًا استنادًا إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ممن ماتت على اعتاب أحداثنا الأخيرة بعد طوفان الاقصى، إذ أظهرت مسودة القمة العربية الإسلامية التي خلصت إليها أعمال القمة العربية - الإسلامية، استنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، وضرورة حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، وفاعلية إلزام إسرائيل احترام القانون الدولي، والتحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة، ويُوسع من رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد للبنان، وانته سيادة العراق وسوريا وإيران، دونما تدابير أممية حاسمة، فضلاً عن تخاذل الشرعية الدولية.. فالقوة العربية السلامية والمليارية بعددها قوة وقامة رادعة لتلك الأباطيل الماسونية.
فالقمة امتدادا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023.. وقد جاء التنديد والرفض بالإجماع من الدول الـ 57 المشاركة في القمة وإقامة اتفاقيات ثلاثية بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والإسلامي، لرفض الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، فضلاً عن الإخفاء القسري والنهب، والتطهير العرقي، وضرورة حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل والتنديد بمنع الأونروا وإعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة والمنظمات الإغاثية في تقديم المساعدات، واستهدف أراضي لبنان وانتهاك سيادته، ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية، بل وكانت هناك قضايا أخرى لاهتمام القادة؛ مثل التداعيات الإنسانية لأزمة السودان، والتصعيد الحوثي في البحر الأحمر.. الذي أثر على الاقتصاد العالمي والمصري، كون فلسطين تؤثر على جيرانها وحدودها مع مصر حيث رفح أو محور فلاديلفيا ومملكة الأردن الشقيقة التي تحمل على عاتقها مهاترات دولة الاحتلال، لتأتي القمة بشعارها "وحدة الصف لوقف العدوان الإسرائيلي"، ولا أحد يزايد على عروبتنا، فقد تم إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة تضم تركيا والسعودية ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا، حيث تواصل مجموعة الاتصال العمل على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين، وإدانة استهداف اليونيفيل، وسياسة العقاب الجماعي ومطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
إن قمة العام الماضي قد شهدت في الرياض تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل وزعزعة إمداداتها النفطية.. والأن جاء التضامن بعد الحرب في قطاع غزة السابع من أكتوبر 2023 وتسبّبها بمقتل 1206 إسرائيلي، وخطف 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
مقابل استشهاد 43603 دم فلسطيني، غالبيتهم مدنيون، وامتدت الحرب إلى لبنان مقتل قادة حزب الله وحماس، وصل مداها لضرب طهران.
لقد قام العرب عبر اللجنة الوزارية العربية الإسلامية.. بجولات مكوكية لحشد الدعم لقرارات القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية، منذ أن بدأتها في 20 نوفمبر 2023، بعقد اجتماع مع نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد هان جينغ، والمواقف التي اتخذتها الصين فيما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة، التي تتطابق مع المواقف العربية والإسلامية، والدور الإيجابي للصين في مجلس الأمن، والتقت اللجنة بوزير خارجية جمهورية الصين الشعبية السيد وانغ يي، الذي أكد دعم بكين الدعوة الصادرة عن قمة الرياض لحل الدولتين وفق القرارات الدولية ذات الصلة، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. كذلك توجهت إلى موسكو وعقدت اجتماعًا رسميًا مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، الذي أكد تضامنه مع العرب كدولة الصين، والالتقاء بالرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، الذي ساءت علاقاته بدولة الاحتلال بعد التعدي علة ملكية فرنسا بالقدس ورجال قنصليتها، اعتراف مملكة إسبانيا بدولة فلسطين الشقيقة، وغيرها من دول أوربا وإقامة اجتماعات أوسلو، حتى اجتماع تنسيقي بنيويورك سبتمبر الماضي، تلك الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل وتمدها بآلات القتل، لكن قد تتوقف بقدوم إدارة ترامب الجديدة.. فهل تفلح القمم في انهاء الحرب؟. @drIbrahimgalal