-
℃ 11 تركيا
-
19 مارس 2025
د. إياد القرا يكتب: تحليل| نتنياهو ولعبة الدم: حربٌ لإنقاذ مستقبله السياسي
د. إياد القرا يكتب: تحليل| نتنياهو ولعبة الدم: حربٌ لإنقاذ مستقبله السياسي
-
18 مارس 2025, 9:47:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
د. إياد القرا يكتب: تحليل| نتنياهو ولعبة الدم: حربٌ لإنقاذ مستقبله السياسي
نتنياهو ينفذ مخططه لإعادة الحرب على غزة، بعد أن جهّز المؤسسة الأمنية لتكون طيعة بين يديه، فاختار رئيس أركان جديدًا مستعدًا لتنفيذ أوامره دون تردد، وأبقى على رئيس الشاباك الذي قدّم بنك أهداف جاهزًا للجيش مقابل البقاء في منصبه، ولو مؤقتًا.
هذا التصعيد منح نتنياهو عدة مكاسب داخلية:
• امتصاص الاحتجاجات ولو بشكل مؤقت.
• إرضاء اليمين المتطرف، بمنح بن غفير استعراضًا دمويًا عبر قتل 450 فلسطينيًا، معظمهم أطفال، وهو ما يلقى ترحيبًا في الأوساط الإسرائيلية المتطرفة والإعلام العبري.
• تهدئة الأصوات المعارضة داخل حكومته، وخاصة سموتريتش، الذي كان يضغط لتوسيع العدوان.
واشنطن.. شريك دائم في العدوان
التصعيد الإسرائيلي جاء بغطاء أمريكي كامل، رغم تصريحات ترامب بعدم رغبته في الحروب، لكن يبدو أن إسرائيل استثناء في سياسته، حيث تواصل واشنطن دعم الاحتلال بشيك مفتوح، متجاهلة كل الانتهاكات.
حماس تتعامل بمرونة.. ونتنياهو يفقد صوابه
على الجانب الآخر، تعاملت حماس بمرونة مع المقترحات الدولية، حيث وافقت على إدراج المزيد من الأسرى في المرحلة الأولى، وأبدت استعدادها لمناقشة قضايا أخرى تتعلق بمزدوجي الجنسية، بشرط الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
هذا ما جنّ جنون نتنياهو، الذي لا يريد بأي حال الوصول إلى المرحلة الثانية، لأن ذلك يعني:
• وقف إطلاق نار طويل الأمد، ما يعني انتهاء الحرب، وفقدانه ذريعته للبقاء سياسيًا.
• التزام الاحتلال بتفاهمات أوسع قد تمنح حماس مكاسب سياسية، وتكشف فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها.
لذلك، وكما وصفه صحفي إسرائيلي، فإن هذه ليست حربًا أمنية، بل “حرب سلامة نتنياهو”، التي يشنها فقط لإنقاذ نفسه سياسيًا.
ما القادم؟
حتى اللحظة، لم ينجح الوسطاء في وقف العدوان الإسرائيلي، رغم استمرار المساعي الدولية، حيث استمر الاحتلال في عملياته حتى خلال فترات “التهدئة”، ما أدى إلى استشهاد 170 فلسطينيًا.
يبدو أن نتنياهو سيواصل التصعيد لأيام أخرى، على أمل انتزاع تنازلات إضافية من حماس، في ظل عجز المجتمع الدولي عن لجمه، وضغف الضغط من الوسطاء والدعم الامريكي، واستمراره في استغلال الدم الفلسطيني كوسيلة للبقاء السياسي، رغم كونه مطلوبًا للعدالة الدولية.








