د.رعد هادي جبارة يكتب: ما هو مآل التواجد الإيراني الداعم لسوريا؟

profile
د.رعد هادي جبارة باحث ودبلوماسي سابق
  • clock 11 أبريل 2024, 11:43:41 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

التقرير المهم بشأن عملية قصف القنصلية في السفارة الإيرانية في دمشق على يد الكيان الصهيوني، يستحق التوقف عنده طويلا. فهو معد -كما قيل للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني- لاستجلاء الدور السوري -وحتى الروسي- في استهداف 18 من كبار الضباط والقياديين الإيرانيين بشكل يلفه الغموض، وعدد من القياديين في حماس وحز ب الله.

وعلى افتراض صحة التقرير، فإن العجيب أن الروس والسوريين لم يقدموا حتى الآن أي تبرير لعجزهم عن حماية الضباط الإيرانيين الكبار ولم يعطوا أي مبرر لعدم مقتل أي جنرال روسي أو سوري في الغارات الصهيونية، رغم قدرة تل أبيب على القيام بذلك في الغارات التي تشنها على سوريا بالمئات.

بل إن بعض فقرات التقرير المفترض الذي نشرته صحيفة الجريدة بالأمس ملفتة للنظر:

- تبين لطهران أن دمشق تعرقل التحقيق بشأن اختراقات أمنية للسوريين أدت لنجاح تل أبيب في اصطياد الجنرال موسوي، في 2023. والأسد على علم بهذا الأمر.

- غالبية كوادر حزب الله الذين قتلوا في سوريا بيد الصهاينة كانوا على صلة بأجهزة الأمن السورية والروسية وتم الوصول إليهم عبر تتبع الهواتف الروسية المشفرة المخصصة للتواصل الأمني.

 

-المسؤولون السوريون باتوا على قناعة بقرب نهاية الأزمة السورية وأصبحت دمشق تميل إلى التخلص من العسكر الإيراني وأن السوريين قرروا الاستعانة بالضربات الإسرائيلية للضغط على طهران لسحب عسكرييها من الشام.

- امتنع الأسد عن الاقتناع بالانخراط في مساعدة حماس لأنها سبق وأن شاركت في قتال الجيش السوري.

-الأسد قال لـ"عبداللهيان" بإن سوريا قررت أن لاتدخل في حرب ضد إسرائيل، وأن الدعم العسكري الذي طلبته من طهران لم يكن هذا هدفه.

- وبالتالي، فإن الأسد يقف أمام محاولات طهران وحماس ونصرالله لزج سورية في حرب لن تكسب منها شيئاً.

- الأولوية للأسد الآن باتت تعزيز سلطته على أرجاء بلده فقط، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحزب الله وتقويض النفوذ العسكري الإيراني بسوريا.

طبعا، إذا سلّمنا بصحة هذا التقرير ومضمونه، فثمة استنتاجات أولية:

- دمشق ترغب في إخراج عسكريي إيران منها هكذا، من خلال تسريب المعلومات بشأن اجتماعاتهم وتحركاتهم، والتباطؤ في حمايتها من القتل، ليخرجوا هم ويعودوا لبلدهم، إما إحياء أو في توابيت.

- سوريا ليست جزءا من محور إيراني لقتال الكيان، بل دولة مستقلة رافضة للتطبيع معه حاليا وصديقة لإيران وحليفة لروسيا.

- المطلوب الآن ليس فقط سحب التواجد العسكري الإيراني، بل كذلك مغادرة الفصائل العسكرية المتحالفة معها، وهم القادمون من لبنان والعراق وأفغانستان، حيث انتهت الحاجة إليهم تقريبا.

- سؤال: هل كان ذهاب فصائل عراقية مسلحة لسوريا بقرار إيراني أم عراقي؟

- التساهل أو التغاضي الروسي والسوري عن العمليات المتكررة لقتل كبار الضباط الإيرانيين بدمشق أصبح لا غبار عليه، وهناك امتعاض في نفوس الإيرانيين منه.

التعليقات (0)