د. غسان مصطفى الشامي يكتب: ذبح القرابين في المسجد الأقصى .. حرب دينية وتحد لمشاعر المسلمين

profile
د. غسان مصطفى الشامي كاتب فلسطيني
  • clock 5 أبريل 2023, 8:59:55 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يواصل قطعان المستوطنين اقتحامات باحات المسجد الأقصى المبارك، وممارسة طقوسهم التلمودية، وتشديد جرائمهم بحق المرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى ، فيما  تعتزم ما تسمى جماعات الهيكل إلى تكثيف تواجدهم في باحات المسجد الأقصى والتحشيد لتنفيذ طقوس ذبح القرابين في الأقصى وذلك ضمن طقوس ( عيد الفصح) العبري خلال الأيام القادمة؛ حيث تتم هذه الجرائم والانتهاكات أمام مرأى العالم دون حسب أو رقيب أو أي اعتبار لمشاعر المسلمين في تدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرية العبادة في الاعتداء على المرابطين والمعتكفين في هذا الشهر الفضيل. 
- إن طقوس ذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى المبارك تعد جريمة خطيرة تنذر بحرب دينية، وتصعيد خطير خلال الأيام القادمة ؛ وتعد جريمة ذبح القرابين مقدمة لتنفيذ مخططات صهيونية أوسع بحق الأقصى تستهدف تنفيذ مخططات بناء الهيكل والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، وتشديد الخناق على المصلين والمرابطين ومنع المعتكفين في إحياء ليال الشهر الفضيل.
إن طقوس ذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى تمثل جزء أساسي من مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، حيث لم يمر يوم دون اقتحامات للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى أو ممارسات طقوسهم الدينية فيما أجرت جماعات الهيكل والجماعات الدينية المتطرفة طقوس تجريبية في بداية هذه الأسبوع لذبح القرابين في منطقة  الحائط الجنوبي خلف المسجد الأقصى، تمهيداً لطقوس  النهائي داخل باحات المسجد المبارك.

يجب على أبناء أمتنا العربية والإسلامية أن يدركوا خطورة هذه الجرائم بحق الأقصى، بل إن طقوس ذبح القرابين في باحات الأقصى ليس حدثا عاديا، أو حدثا يمكن أن يمر مرور الكرام دون مواجهة أو تصدي له، بل إن شعبنا والمرابطين سيقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الأقصى ووقف هذه الجرائم . 
وقد قامت عصابات "الهيكل المزعوم" و ما تسمى حركة "نعود للجبل" برصد مبالغ مالية كبيرة كمكافآت للمستوطنين الذين يحاولون ذبح "قربان" في المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؛ بل ودعا قادة قطعان المستوطنين إلى تنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح العبري، وبعث 15 حاخاماً رسالة إلى رئيس الحكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير طالبوا فيها بالسماح للمستوطنين بذبح قرابين عيد الفصح هذا العام.
- إن جماعات الهيكل المزعوم تعمل منذ عشرات السنين على تنفيذ هذه الطقوس حيث عملت جماعات الهيكل منذ عام 2014م على إحياء طقوس "القربان" داخل المسجد الأقصى عملياً، وقامت فعليا بإجراء تدريبات لتحقيق ذلك، ووفق معتقداتهم الدينية الزائفة، التي تدعو إلى ذبح القربان عشية عيد الفصح الذي يوافق مساء الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان المبارك، وأن ينثر دمه عند قبة السلسلة التي يزعم قطعان المستوطنين أنها بنيت لإخفاء آثار ما يسمى ( المذبح التوراتي) .
وحسب المعلومات المتوفرة فإن إحياء طقوس القربان يشكل إحياءً معنوياً لما يسمى ( هيكل سليمان) وذلك ليتحول المسجد الأقصى المبارك في نظر الصهاينة إلى (هيكل)  وإن كانت معالمه غير يهودية، فيما يعتقد قادة غلاة المستوطنين أنّ الوقت حان لتقديم القربان بعد الإحياء العملي لطقوس القربان في عدة أماكن حول الأقصى منذ عام  2014م وفي ضوء وجود حكومة  صهيونية يمينية فاشية تشكل غطاء لطقوسهم المزعومة، وتشكل دعم كبير لقطعان المستوطنين لفعل أي أعمال أو طقوس تحت حراسة سلطات الاحتلال وقواته.
- إن طقوس إدخال القرابين إلى باحات المسجد الأقصى يعد خطوة عملية في وجهة نظر الصهاينة في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى؛ بل إن هذه الجريمة تصب الزيت على النار وتنذر بمعركة وحرب دينية ضد الصهاينة لمواجهة هذه الجرائم بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك. 
- وعلى مدار الأيام الماضي كثف المستوطنون اقتحامات المسجد الأقصى المبارك ضمن مخططاتهم حيث بلغ عدد المرات التي تم اقتحام باحات الأقصى (25) مرة، بهدف التنغيص على المصلين وتعكير أجواء الشهر الفضيل، فيما تواصل أليات الاحتلال أعمال الهدم والحفريات في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، وتواصل أعمال بناء مصعد كهربائي لخدمة السياح الصهاينة الأمر الذي يشكل خطر كبير على المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك من الانهيار المفاجئ. 
إن شعبنا الفلسطيني المرابط لن يقف مكتوف الأيدي في وجه جرائم الاحتلال في الأقصى وفي وجه هذه المخططات الخطيرة، بل سيدافع عنها بكل قوة وباسلة وبكل تحد لهذه الجرائم؛ والواجب على أبناء أمتنا الإسلامية دعم ومساندة شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذه المخططات ودعم المرابطين والمعتكفين في نضالهم ورباطهم ضد مخططات الصهاينة وقطعان المستوطنين. 
إلى الملتقى ،،

التعليقات (0)