تكبير الخط تصغير الخط

سيقول نتنياهو سياسيا وسوف يسجل التاريخ أن المستوطنة الصهيونية ستمر في أحداث جارفة و وستشهد انهيارا في العقد الاجتماعي بين جنسيات و عرقيات المستوطنة التي لم تنجح في الدمج الثقافي بين تلك المركبات الثقافية المتنافرة .

اليمين الشعبوي بن غفير وسموتريتش سيقوم نتنياهو تحت أقدامهم بمطالبهم ما يح ل نتنياهو إلى جند على رقعة الشطرنج ويفقد قدرته على القيادة وخاصة داخل حزب الليكود الذي يشهد تذمر من عملية تشكيل الحكومة على حسابهم .

الابتزاز ينجح في إدارة المفاوضات بينهم ونتنياهو دون أن يدركون انهم يدفعون نتنياهو إلى الحائط و في مرحلة ما سوف يتوقف عن تقديم أي شيء حيث لم يبق أي شيء ليقدمه لأحزاب اليمين والحريديم، وستنهار المفاوضات والاتفاقيات ؛ نتنياهو يدرك أن ثمن نجاته من قضايا الفساد الصعود على أنقاض النظام السياسي و تدمير المؤسسة العسكرية.

غانتس في معادلة نتنياهو 

انه الوحيد الذي يمكنه أن يقدم لنتنياهو حبل النجاة و لكن عليه أن يتنازل لمصلحة الدولة عن قوانين تجاوز صلاحيات المحكمة العليا والقضاء والصلاحيات وترك مسار المحكة في طريقه الصحيح لمحاكمته أو عقد صفقة مع النائب العام و ترك الساحة السياسية أو إقناع درعي بالبقاء خارج تشكيلة الحكومة واستبداله بوزير من حزب شاس بديلا عنه، وتشكيل حكومة من الليكود وحزب شاس و غانتس معسكر الدولة كمرحلة أولى. 

إنقاذ الدولة

انها ورقة نتنياهو الوحيدة لإقناع غانتس المعسكر الوطني وحتى يش عتيد لبيد لتشكيل حكومة واسعة وترك الأحزاب الصغيرة خارج اللعبة و عقابها بالبقاء في صفوف المعارضة.

إن الخطر الذي تمثله الصهيونية الدينية على المؤسسة العسكرية والسياسية، وعلاقات المستوطنة؛ الدولية والاقليمية وعلى العقد الاجتماعي؛ التماسك  الداخلي؛ قد تكون طريق نتنياهو لتشكيل حكومته، لكنه يعرف كم سوف يضحي من مصالحه الشخصية ويتنازل لشركاء المعارضة، وهذا يتنافى مع عقلية وسيكولوجية نتنياهو وزوجته سارة الاستحواذية والمخاطرة بفقدان كل شيء .

نتنياهو يضحي بكل شيء ليبقى على قدميه دون ان يدرك أنه يضع بذور انهيار المستوطنة أو هي الطريقة لاستفزاز المعارضة وخاصة غانتس للشراكة معه وهذا ما المح اليه غانتس؛ اذا شراكة نتنياهو مع بن غفير وشموترتس والحريديم تهدد مصالح الدولة ونظامها الديمقراطي؛ سوف يضطر للذهاب إلى الشراكة مع نتنياهو في عملية انقاذ للدولة.

الخلاصة

نتنياهو حتى إن نجح في تشكيل حكومته السادسة لن تحظى بالاستقرار و الانسجام الداخلي، وسوف تعصف بها الطموحات الشخصية، والبرامج المنفردة المتضاربة المصالح.

اتوقع ان نتنياهو سوف يضطر للانسحاب تحت ضغط اعضاء الليكود المتمردين عليه، وسوف يعيش لحظة طرد شارون من الليكود عندما اضطره للانحساب من الليكود وتشكيل حزب كاديما؛ اللعبة التي ادارها في السابق ضد شارون. 

خيارات نتنياهو صعبة جدا ونتائج الانتخابات زادت من وضعه الحرج سياسيا ولم تنقذه؛ انه فريسة ديماغوجية هو زرعها وشعبوية هو رعاها.