- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: البطاقة الرابعة: مصلى قبّة الصخرة
د. ناصر محمد معروف يكتب: البطاقة الرابعة: مصلى قبّة الصخرة
- 29 ديسمبر 2022, 1:00:26 ص
- 427
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مائدتي إليكم في ظل اقتحامات المسجد الأقصى (28/12/2022)
مصلى قبة الصخرة هو أبرز معالم المسجد الأقصى، فقبته مبنية على الصخرة التي هي في أعلى مكان في المسجد الأقصى، وكما أن الكعبة تعتبر محور ومركز المسجد الحرام؛ فإن الصخرة تعتبر محور ومركز المسجد الأقصى.
ومصلى قبّة الصخرة يعتبر هو البناء الوحيد الذي لم يتغير معلمه بشكله الذهبي كما نراه، وقد بناه الخليفة عبد الملك بن مروان، حيث أوكل ببنائه رجاء بن حيوة الكندي ويزيد بن سلام، وانتهوا من بنائه عام (72 هـ) الموافق (691م).
ومصلى قبّة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة، والتي يتراوح قطرها بين (13 و18 مترًا)، وتوجد بالصخرة مغارة تُسمّى مغارة الأرواح أسفل جزء منها تعلوها فتحة، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرة بقطر حوالي 20 مترًا، مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها (35 مترا)، يعلوها هلال بارتفاع (5 أمتار).
أما عن قدسية مكان مصلى الصخرة فقد قيل: إن نبي الله إبراهيم عليه السلام كان يتقرب إلى الله ويذبح ذبائحه عند هذه الصخرة ، وقد اتخذ نبي الله داود محرابا له عند هذه الصخرة ، وهو الذي ادعى اليهود أن نبي الله سليمان قد بنى فيه هيكلا لهم، وبعد مجيء عيسى عليه السلام ، كان اليهود يتوجهون إلى الصخرة بقبلتهم، وعُرِف تقديس الصخرة عند اليهود بعد ذلك.
عرف المسلمون أن ترك الصخرة دون بناء سيظل يعطي أملا لليهود في المكان، كما ستظل محاولاتهم لأداء طقوسهم عندها ، فكان لا بد من أن يفعلوا ما يلي:
أولا: منع اليهود من سكنى القدس وبناء مصلى الصخرة:
(1) منع اليهود من دخول مدينة القدس وقد اشترط عمر ذلك على النصارى من سكان مدينة القدس عندما وقع العهدة العمرية، خوفا من استخدام اليهود هذه الأماكن لعبادتهم ومشاركة المسلمين في هذا المكان، وقد سمح للنصارى حيث أن عندهم كنيسة القيامة ، بنوها يؤدون طقوسهم فيها، ولا خطر على المسجد الأقصى منهم في ذلك.
(2) اخفاء معالم الصخرة بالابناء الذي بناه عبد الملك بن مروان، ليمحو ذكريات الماضي عنها، وينسف أطماع اليهود فيها، وقد خصص لها خراج مصر لسبع سنين ، فكانت بهذا المظهر البهي الذي يشير الى حضارة المسلمين ويزيل كل الأطماع في المكان.
ثانيا: التركيز في الصور والإعلام على قبة الصخرة:
ظلت الصخرة مطمعا لليهود، وظل حلمهم بأن يأتي اليوم الذي يهدمون فيه هذه الصخرة ويقيمون هيكلهم مكانها، فكان لزاما على المسلمين أن يبقوا هذا المعلم حياً تحت أنظار المسلمين ، فما دام هذا المعلم يراه المسلمون قائما، فأمورهم بخير بإذن الله، ولذلك بعد احتلال اليهود لفلسطين، بدأ المسلمون يركِّزون على قبة الصخرة في إعلامهم وصورهم، حتى تبقى أمام أنظارهم يراقبونها خشية أن يُعْتَدى عليها على حين غفلة.