- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: معالم المسجد الأقصى... باب الأسباط ... سور البلدة القديمة
د. ناصر محمد معروف يكتب: معالم المسجد الأقصى... باب الأسباط ... سور البلدة القديمة
- 5 فبراير 2023, 6:54:08 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحديث في هذه البطاقة عن باب الأسباط الموجود في سور البلدة القديمة، حيث لا يوجد في سور الجهة الشرقية للبلدة القديمة سوى باب واحد هو باب الأسباط ، وقد أعيد ترميمه في العهد المملوكي، ونقش أربعة أسود على جانبي الباب من أعلى، حيث نُقِشَ أسدين متقابلان على اليمين وأسدين متقابلان على الشمال، وقد كانت الأسود شعارا لحكم الظاهر بيبرس في العهد المملوكي، ثم جاء عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أعاد إنشاء السور فأعاد ترميمه (عام945ه).
ويعتبر باب الأسباط في سور البلدة القديمة، أكبر الأبواب حجماً في مدينة القدس، حيث يعلوه برج ثلاثي الأطراف، وعلى جانبيه محرابان يعلوهما قوسان صغيران مدببان، ويعلوه قوس كبير وقد نقشت عليه الكتابة باللغتين العربية والتركية، فيها اسم السلطان سليمان القانوني، والقائم على الترميم الحاج حسن آغا
كما ويوجد على الواجهة الشرقية لباب الأسباط، التي تقابل الداخل للبلدة القديمة، زخرفات معمارية مميزة وبارزة، بالإضافة إلى طلّاقات الزيت الحار والرماح على جهتي الباب، والحجرة الدفاعية الموجودة في منتصف الباب فوق قوسه بالضبط.
ويفضي باب الأسباط في سور البدة القديمة إلى طريق طويل تسمى طريق المجاهدين ، حيث تقع في أحد البيوت على طرفه قبور بعض المجاهدين ممن شاركوا في جيش صلاح الدين الأيوبي لتحرير المدينة من الصليبيين، وتسمى هذه الطريق أيضا طريق الآلام، التي توصل إلى شارع الواد وسط البلدة القديمة.
وما يميزه أن للمسجد الأقصى بابا أيضا يسمى باب الأسباط حيث يقع في شرق الجهة الشمالية لسور المسجد الأقصى، وبين باب الأسباط سور البلدة القديمة، وباب الأسباط سور المسجد الأقصى، فقط ما يقارب (80 مترا)، وفيها ساحة صغيرة تسمى ساحة الغزالي.
ويعتبر باب الأسباط في سور البلدة القديمة، هو الأكثر استقطابا لزوار البلدة القديمة وزوار المسجد الأقصى، وهو من الأبواب التي بناها السلطان العثماني سليمان القانوني.
ولباب الأسباط أسماء كثيرة، منها: "باب الأسود"، نسبة إلى الأسود المنقوشة على جانبيه، ويسمى أيضا: باب "ستي مريم"، لقربه من كنيسة "القديسة حنة" التي هي -حسب المعتقدات المسيحية- مكان ميلاد السيدة مريم عليها السلام، وهي نفسها المدرسة الصلاحية، وكذلك يسمى "باب القديس اسطفان"، و"باب أريحا" أو "الغور"، بوصفه يفضي إلى الشرق باتجاه أريحا، إلا أن الاسم المعتمد والمستخدم من قبل المقدسيين هو "باب الأسباط" وقد اختلف في سبب تسميته بالأسباط فقيل نسبة إلى أسباط (أولاد) نبي الله يعقوب، وقيل: نسبة إلى الحسن والحسين سبطي رسول الله ﷺ.
وما يميز باب الأسباط في سور البلدة القديمة:
(1) إنه يؤدي إلى معظم الأبواب الموجودة في سور المسجد الأقصى، منها: باب: (الأسباط، حطة، الملك فيصل، باب الغوانمة).
(2) إن قاصد المسجد الأقصى من خلاله، لا يحتاج إلى المرود داخل أسواق أو شوارع البلدة القديمة، إنما فقط ما عليه إلا أن يداخل من باب الأسباط الذي يقع في السور، ثم الالتفات يساراً إلى ساحة صغيرة تعرف بساحة الإمام الغزالي، ومنها يصل مباشرة إلى باب الأسباط، أحد أبواب الأقصى.
ويرتبط باب الأسباط بذكرى أليمة عند المقدسيين والعرب، حيث إن الإحتلال اقتحم بدباباته وقوات المظليين البلدة القديمة، من خلاله، وكان ذلك في العاشر من يونيو ــ حزيران (1967م)، بعد أن قصف مئذنة الأسباط واستشهد عدد من الجنود الأردنيين، ليعلن الاحتلال سيطرته على المسجد الأقصى.
والعام (2017م) في يوليو ــ تموز تحول باب الأسباط إلى ميدان رئيسي لاعتصام الفلسطينيين في القدس، احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية بحقّ المسجد الأقصى، خاصة إغلاقه ومنع الصلاة فيه، ووضع بوابات إلكترونية على أبوابه، وهي الإجراءات التي اضطر الاحتلال لاحقا إلى إزالتها بعد هبة مقدسية لم يستطع الاحتلال صدها إلا بالتراجع عن قراراته.