- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ذكريات الزلازل.. روايات مسنين أتراك للتغلب على الكارثة (صور)
ذكريات الزلازل.. روايات مسنين أتراك للتغلب على الكارثة (صور)
- 8 فبراير 2023, 6:09:49 ص
- 455
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وسط حالة من الصمت والذهول، استعد عدد من كبار السن في أضنة التركية لقضاء ليلتهم الثانية في مدرسة تحولت إلى مأوى بعد الزلزال المدمر.
هؤلاء الأشخاص غادروا منازلهم دون أن يأخذوا أي شيء معهم وتوجهوا إلى المدرسة سيرا على الأقدام بمساعدة الأقارب أو الجيران الأصغر سنا للنجاة بحياتهم، ورغم أن منازلهم باتت غير مستقرة جراء الزلازل فقد عاد أبناؤهم وأحفادهم إليها لجلب الضروريات الأساسية، والتي تتمثل في الأغلب الأغطية وعبوات الأدوية.
في المدينة الواقعة بجنوب تركيا، جلس المسنون الذين ارتدوا قبعات من الصوف في قاعة بالمدرسة، ورغم برودة الجو إلا أن الوضع كان أفضل مقارنة بغيرهم ممن يخيمون حول النيران أو يجلسون في سياراتهم بالخارج، وتذكر كثيرون تجاربهم السابقة مع الزلازل في هذا البلد الذي يقع فوق خط صدع في القشرة الأرضية.
وأودى الزلزال الذي وقع في الساعات الأولى من صباح الإثنين بحياة 6300 شخص على الأقل في أنحاء تركيا وسوريا.
لم أكن خائفا
كمال البالغ من العمر 86 عاما، وابنته البالغة من العمر 60 عاما يترنحان ويتشبثان ببعضهما أثناء خروجهما من منزلهما المتداعي واستطاع بالكاد الوصول إلى المدرسة سيرا على الأقدام.
وروى كمال وقد رفع ساقيه على كرسي آخر ووضعهما تحت غطاء ليشعر بالدفء "لم أكن خائفا على نفسي، كنت قلقا على بناتي".
وكان محاطا ببناته الثلاث وأطفالهن الذين يمثلون عدة أجيال من النازحين.
وقالت إحدى بناته وتدعى إليفيه، إنها عادت إلى شقتهم لجلب الأدوية التي وصفها الأطباء له لعلاج الأمراض التي يعاني منها في قلبه وظهره ودمه، وأضافت لرويترز "اعتقدت أنني سأموت."
كانت إليفيه البالغة من العمر 73 عاما في نحو التاسعة والأربعين من عمرها عندما نجت من كارثة زلزال 1999 في إزميت والذي أوقع أكثر من 17000 قتيل، وقالت إن هذه المرة لم يكن الحال أسهل.
وأضافت وهي تحيط نفسها بعدد من الأغطية على المنصة الخشبية بالقاعة مع حفيدتها نعيمة البالغة من العمر 15 عاما "ارتجفنا وبكينا - أنا وابنتي وحفيدتي".
وقال قوجة خليل بوداك، وهو في الثمانينيات من عمره، إنه نجا من زلزال وهو في سن الثامنة وكان محظوظا لنجاته من الزلزال الجديد الذي وقع عندما كان يزور ابنه في أضنة.
وأضاف بوداك الذي كان محاطا بزوجته وأبنائه "حاولت التشبث بالخزانة، كانت تهتز، وقال ابني أبي لا تخافوا فأسرعنا بارتداء ملابسنا والخروج من المنزل".
وفر رجل يبلغ من العمر 62 عاما يرتدي بدلة رياضية رمادية اللون مع زوجته، كانت تضع وشاحا حول رأسها وتحدق بعينها على مد البصر.
وقال "هذا أول زلزال في حياتي. وعندما حدث، واجهت صعوبة في الوقوف".
كانت المباني السكنية من حولهم تتصدع بل وانهارت أثناء سيرهم معا إلى المدرسة، والتي قالوا إنها كانت تعاني نقصا في العمالة رغم الجهود الجبارة التي بذلها المتطوعون الشباب.