رئيس الجبهة التركمانية العراقية حسن توران لـ"180" تحقيقات.. يكشف أزمة انتخابات مجلس  محافظة كركوك.. بعد 2003 أصبحت كركوك مركزًا للأزمة العراقية

profile
  • clock 3 يوليو 2024, 5:08:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رئيس الجبهة التركمانية العراقية حسن توران لـ"180" تحقيقات  : 

- أزمة انتخابات مجلس  محافظة كركوك عميقة  و المشهد السياسي العراقي معقد للغاية 

- بعد 2003 أصبحت كركوك مركزًا للأزمة العراقية لأسباب أبرزها الصراع على  هويتها ومستقبلها الاداري

- الحلول السلمية والتوافقية أمرٌصعبٌ لكنه ضروري لتحقيق استقرار طويل الأمد

 -كركوك بحاجة ماسة  الى حلول مستدامة تضمن العيش الرغيد والتنمية والاستقرار لكل أبنائها

حاوره - يلمان زين العابدين هاجرأوغلو -مدير مكتب موقع ١٨٠  تحقيقات في العراق 

أكد رئيس الجبهة التركمانية العراقية بكركوك حسن توران أنه  بعد عام 2003، أصبحت محافظة كركوك مركزًا للأزمة العراقية لعدة أسباب، أبرزها الصراع على  هويتها ومستقبلها الاداري وإدارتها، مضيفاً أن كركوك مدينة غنية بالنفط، وهو ما يجعلها موضع اهتمام كبير من مختلف الأطراف ، منتقداً  تأجيج  الصراع في المحافظة واقحام الاحزاب الكردية للمادة 140 في الدستور وتسميتها ضمن المناطق المتنازع عليها. 

وأضاف في حواره مع "180" تحقيقات  أن مشهد كركوك بعد 2003 يعكس تعقيدات العراق بشكل عام، حيث تتداخل العوامل العرقية، والسياسية، والاقتصادية، مع الأبعاد الإقليمية والدولية، مما يجعل الحلول السلمية والتوافقية أمرًا صعبًا لكنه ضروري لتحقيق استقرار طويل الأمد، وبحاجة الى حلول مستدامة تضمن العيش الرغيد، والتنمية والاستقرار لكل ابنائها.

وشهدت  كركوك محاولات لتغيير تركيبتها السكانية عبر العقود، سواء من قبل النظام البائد أو من بعد 2003 تعريبا وتكريدا لطمس هويتها التركمانية                                                                                                                                           .         

وجرت  انتخابات مجالس محافظات   في محافظة كركوك في 18  من شهر ديسمبر 2023  وبعد مرور أكثر من 6 اشهر  لم تصل المكونات   والأحزاب المشاركة  في الانتخابات في كركوك الى تشكيل مجلس المحافظة واختيار المحافظ،  لتسليط الضوء على هذه الازمة وتداعياتها  ونتائجها التقت "180 تحقيقات " مع السيد رئيس الجبهة التركمانية العراقية  حسن توران وكان هذا الحوار : 

 

 - بعد ٢٠٠٣ اصبحت  محافظة كركوك محور الازمة  العراقية  حيث تعرضت. هذه المدينة الغنية بالنفط  الى التغير الديمغرافي  مجددا مثلما كانت تتعرض الى سياسة  التغير في البنية الاساسية  لتغير الوجه الحقيقي لهذه المدينة .. كيف تقرأ  هذا المشهد ؟

 

 

بعد عام 2003، أصبحت محافظة كركوك مركزًا للأزمة العراقية لعدة أسباب، أبرزها الصراع على  هويتها ومستقبلها الاداري وإدارتها. فكركوك مدينة غنية بالنفط، وهو ما يجعلها موضع اهتمام كبير من مختلف الأطراف كما اجج الصراع في المحافظة اقحام الاحزاب الكردية للمادة 140 في الدستور وتسميتها ضمن المناطق المتنازع عليها 

 

وشهدت  كركوك محاولات لتغيير تركيبتها السكانية عبر العقود، سواء من قبل النظام البائد أو من بعد 2003 تعريبا وتكريدا لطمس هويتها التركمانية

 

كما ان لكركوك الأهمية الاقتصادية وهي الثروة النفطية في كركوك حيث اضافت بعدًا آخر للأزمة. والسيطرة على الموارد النفطية يمكن أن توفر مصادر تمويل كبيرة، وهو ما يجعل كركوك هدفًا استراتيجيًا  لاي مشروع سياسي 

 

كما ان  اقحام المادة 140 في الدستور جعل لقضية كركوك بعدا اقليميا ودوليا وارتكب الاحتلال الامريكي اخطاء كارثية في تغيير ديمغرافية المدينة عندما اضاف 106 الف ناخب غير كركوكي لسجلات الناخبين قبل اول انتخابات محلية ونيابية لازالت المحافظة تدفع ثمنها 

 

في النهاية، مشهد كركوك بعد 2003 يعكس تعقيدات العراق بشكل عام، حيث تتداخل العوامل العرقية، والسياسية، والاقتصادية، مع الأبعاد الإقليمية والدولية، مما يجعل الحلول السلمية والتوافقية أمرًا صعبًا لكنه ضروري لتحقيق استقرار طويل الأمد، وبحاجة الى حلول مستدامة تضمن العيش الرغيد، والتنمية والاستقرار لكل ابنائها.

 

- هل تعتقد بان الاحزاب التركمانية لم تعمل بثقلها  السياسي للحد من هذا التغير بعد ٢٠٠٣ ؟

 

 

الأحزاب التركمانية في العراق، وعلى وجه الخصوص في كركوك، قد واجهت تحديات كبيرة في محاولتها للحد من التغيرات الديمغرافية والسياسية التي حدثت بعد عام 2003.

والاحزاب التركمانية دفعت ضريبة مؤتمر لندن الذي رسم الخارطة السياسية لعراق مابعد الاحتلال الامريكي بمعادلة ثلاثية شيعية سنية كردية واقصت المكون الرئيسي الثالث في العراق وهم التركمان ولم يسمح للتركمان لاختيار ممثلهم في مجلس الحكم من قبل الاحزاب التركمانية بل فرض الممثل عليهم فرضا ، بينما حظي الاخرون بدعم قوي .

 

وجدت الأحزاب التركمانية نفسها في مواجهة مع قوى أكبر وأكثر نفوذًا، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، وهي التي دافعت عن امن واستقرار كركوك وهويتها التركمانية طيلة عملها السياسي.

 

كما أن التمثيل السياسي للتركمان في الحكومة الاتحادية والمؤسسات الامنية والتنفيذية والتشريعية كان محدودًا ولم يصل مستوى الطموح القومي، مما أثر في قدرتهم على التأثير في السياسات العامة المتعلقة بكركوك، بسبب وجود تهميش سياسي متعمد ومستمر على المكون التركماني.

 

ولا ننسى أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في كركوك والمناطق المحيطة بها جعلت من الصعب على الأحزاب التركمانية تنظيم أنشطتها السياسية والاجتماعية بفعالية، وكان هناك استهداف دائم للشخصيات والقيادات التركمانية للحد من نشاطها السياسي فتعرضت القيادات التركمانية السياسية والاجتماعية والاكاديمية والاطباء ورجال الاعمال للتهديد والاغتيالات لتغييب التركمان عن المشهد السياسي

 

تظل هناك فرصة لتعزيز وحدة الموقف التركماني وزيادة تأثيره من خلال التحالفات والمساعي الرامية لتحقيق تطلعات الشعب التركماني.

 

- كيف كانت الحكومة المركزية في بغداد تتعامل مع سياسة التغير الديمغرافي الذي طبقت في كركوك ؟

كان تعامل الحكومات المتعاقبة مع قضية كركوك كحالة حساسة ومعقدة ونظرا لوجود القوات الامريكية فلم يكن للحكومة المركزية اي خطوة جادة لمنع التغيير الديمغرافي كما ان الحكومة المركزية تأخرت كثيرا في السيطرة على الملف الامني في كركوك وتركته بيد الحزبين الكرديين وهذا الموضوع ساهم في تفاقم التغيير الديمغرافي ورغم صدور اكثر من قانون من مجلس النواب لتدقيق سجل الناخبين ولكن ومع الاسف الشديد لم يتحقق شئ ملموس

 

- هل تعتقد بان ما حصل في كركوك من تطبيق سياسة التغير الديموغرافي يطل بضلاله على نتائج الانتخابات التي اجريت مؤخرا  في كركوك  لتشكيل الحكومة المحلية؟

 

نعم، يمكن القول إن سياسة التغيير الديمغرافي التي تم تطبيقها في كركوك ألقت بظلالها على نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة في المدينة. وتأثير هذه السياسات على النتائج الانتخابية يظهر من  خلال حصول بعض الاحزاب على مقاعد اكثر من استحقاقها عبر تصويت الغرباء وحصول تزوير مقنن في سجل الناخبين، رغم ان القانون الانتخابي اوصى بضرورة اجراء تدقيق سجل الناخبين في كركوك.

 

-  إذن لماذا لم تشكل لحد الآن مجلس محافظة  كركوك ؟

 

عدم تشكيل مجلس محافظة كركوك حتى الآن يعود إلى عدة أسباب معقدة ومتداخلة، بسبب الخلافات السياسية وفقدان الثقة بين المكونات،  وكركوك تضم مجموعات عرقية رئيسية، تشمل التركمان والعرب والكرد وكل مجموعة تسعى للحصول على أكبر قدر من النفوذ السياسي والإداري. هذه التوترات العرقية تجعل من الصعب التوصل إلى توافق حول تشكيل حكومة محلية  في المحافظة، وبسبب وجود خلل واشكالية في سجل الناخبين كما قدمنا.

واطلق السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مبادرة حوار للوصول الى حلول توافقية لتشكيل الحكومة المحلية في كركوك ونسعى  جادين لإنجاح المبادرة.

 

أنتم الجبهة التركمانية العراقية  ما هو لمشروع الذي  تناضلون من اجله لتشكيل الحكومة المحلية ؟

 

إن أهدافنا ومشروعنا لتشكيل الحكومة المحلية في كركوك يمكن أن يتمحور حول عدة نقاط رئيسية لضمان حقوق ومصالح كل المكونات وتحقيق التوازن الاداري والامني مع بقاء الامن اتحاديا  في المحافظة، وهذا ما قدمناه الى قادة القوى الوطنية والقوى الفاعلة والفائزة والرأي العام في كركوك، وهي المبادرة التركمانية "رؤية كركوك ٢٠٢٤-٢٠٢٨".

 

وتتضمن رؤيتنا تطبيق الادارة المشتركة، والعمل على ضمان تمثيل عادل للمكونات في مجلس محافظة كركوك ودوائر الدولة، ونسعى أن يتناسب التمثيل مع حجم السكان التركمان في المحافظة، واقترحنا مبدأ تدوير المناصب العليا بين مكونات المحافظة.

 

وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال استثمار مواردها النفطية بشكل عادل وتوجيه العائدات نحو تحسين البنية التحتية والخدمات العامة لجميع السكان، وتعزيز التعاون مع الحكومة المركزية والقوات الأمنية لضمان الأمن والاستقرار في كركوك، مما يتيح بيئة آمنة للتنمية والعيش المشترك.

 

ونؤكد دوماً على اهمية الحوار الدائم بين جميع المكونات في كركوك للوصول إلى حلول توافقية تضمن الاستقرار والتنمية.

 

من خلال هذه المبادرة يمكن للجبهة التركمانية العراقية أن تسعى مع باقي المكونات الى لتشكيل حكومة محلية في كركوك تكون عادلة وشاملة وتعمل على تحسين حياة جميع سكان المحافظة.    

 - كيف تتعاملون مع نتائج الانتخابات  او المقاعد التي حصلت عليها. الاحزاب العربية والكردية أي الى أي جهة تتجهون للتحالف ؟

 

التعامل مع نتائج الانتخابات والمقاعد التي حصلت عليها الأحزاب العربية والكردية والمكونات جميعا تتضح بصورة حقيقية بعد تدقيق سجل الناخبين وهذا مانسعى اليه وخاصة بعد ان كسبنا الدعوى القضائية في المحكمة الاتحادية والتي الزمت المفوضية بتدقيق سجل ناخبي كركوك قبل الانتخابات النيابية القادمة اما تحالفنا فسيكون مع الاطراف التي تؤمن بالشراكة الحقيقية في كركوك وتؤمن بالعيش المشترك وتوافق على تولي المكونات الثلاث لمنصب المحافظ وتحقيق الادارة المشتركة بنسبة 32‎%‎

 

- كيف يمكن  للحفاظ على  الوجه الحقيقي لكركوك ؟

 

الحفاظ على الوجه الحقيقي لكركوك، بما يعكس تنوعها العرقي والثقافي والتاريخي، يتطلب اتباع نهج شامل يركز على التعايش السلمي والتنمية، وتحقيق الادارة المشتركة، وتعزيز برامج ومشاريع ثقافية واجتماعية مشتركة واحياء التراث الكركوكي الاصيل والاهتمام بالآثار وصيانتها ومنع اندثارها  واقامة مواسم ثقافية وحلقات نقاشية وتطوير مركز المدينة القديم والاهتمام بقلعة كركوك

 

 - هل هناك سيناريو لإعادة الانتخابات  في كركوك ؟

 

إعادة الانتخابات في كركوك قبل تدقيق سجل الناخبين لا يفضي لنتائج مغايرة ولذلك فهو خيار غير مطروح ونامل ان يحصل توافق لمشروعنا الذي طرحناه ليتسنى تشكيل حكومة كركوك المحلية.

كلمات دليلية
التعليقات (0)