- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
رامي أبو زبيدة يكتب: التجنيد من خلف الستار بوابة الموساد لجمع المعلومات عن المقاومة
رامي أبو زبيدة يكتب: التجنيد من خلف الستار بوابة الموساد لجمع المعلومات عن المقاومة
- 22 أكتوبر 2021, 9:20:32 ص
- 18056
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تابعت بعض التفاصيل التي نشرتها صحيفة صباح التركية عن خلية الموساد التي تم اعتقالها، والتي وضحت فيها كيف قام أحد عملائها بتجنيد واحد من المقبوض عليهم لمتابعة الفلسطينيين المقيمين في تركيا.
حيث تشير التفاصيل أن أحد المتهمين الذين عملوا لصالح الموساد في تركيا كان يتواصل معه أحد عملاء الموساد على أنه يريد أبحاثا ودراسات، وكان يطلب منه إعطاءه معلومات على شكل دراسة مقابل المال، دون إدراكه بأنه يعمل لصالح جهة إسرائيلية.
المتهم المذكور، كان لديه شركة في إسطنبول تقدم خدمات استشارية للطلاب في الخارج، وكان أول ارتباط له مع أحد عناصر الموساد عام 2018 الذي تواصل معه عبر رقم أجنبي من خلال تطبيق "واتساب"، ليبلغه بأن لديه زبائن يقيمون في ألمانيا من أصول عربية، يرغب أبناؤهم في الدراسة في تركيا، طالبا منه تزويده بالمعلومات، كما طلب منه دراستين منفصلتين عن المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في تركيا ومعلومات حول فلسطينيين علقوا في مطار إسطنبول بسبب إجراءات كورونا، والجهات التي قدمت لهم المساعدة.
قد تبدو تلك المعلومات والدراسات من وجهة نظر المتهم طبيعية وأنها تأتي ضمن نطاق عمله كصاحب مؤسسة تقدم خدمات استشارية للطلاب في الخارج، لكن الذي قد يكون خفي على هذا المتهم وغيره كثر أن هذه الطريقة في التجنيد الاستخباري تسمى التجنيد من خلف الستار او التجنيد الاحتيالي.
وهي من الأبواب والمنافذ العديدة التي يستغلها الاحتلال وأجهزة الاستخبارات في اختراق الصف الفلسطيني وقد يشكل التجنيد من خلف الستار بوابة واسعة لجمع المعلومات والتحريض ضد المقاومة، فما هو التجنيد من خلف الستار.
أجهزة العدو الصهيوني الاستخبارية تعمل ضمن مخطط يشتمل على التحديث المستمر للمعلومات، فقد ينقصها عنوان او اسم او خبر او معلومة او رقم هاتف او تقرير او رقم حساب او وثائق او صورة او تحديد أماكن العمل للمقاومة او تفاصيل بسيطة لإكمال ملف او هدف على بنك أهدافها استعداً لأي مواجهة مع المقاومة، فتقوم بتكليف من له القابلية على استحصال ما ينقصها دون ان يدري الى اين سيكون نتاج هذا الجهد ذاهب.
ويعتبر التجنيد بالاحتيال او ما يسمى بالتجنيد من وراء ستار من أبشع وأقذر أنواع التجنيد، فالمجندون والمستهدفون بمعظمهم لا يدرون بأنهم مجندون لخدمة الاحتلال وهم يعملون بكل جد واجتهاد في أعمال يرونها أعمالاً إنسانية او فكرية او وطنية دون ان يعلموا أن جهدهم يذهب لصالح الاحتلال، فالعدو لم يجد طريقاً لتجنيدهم الا من خلال ألاعيب وحيل تستثير في المستهدفين الابداع والحماسة ليقوموا بأعمال تصب بمصلحة العدو وتغذية وجمع المعلومات التي تخدم خطط الاحتلال في مواجهة المقاومة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً.
في كل انواع التجنيد الاستخباراتية، المجند يعرف انه مرتبط بجهة استخبارية محددة يعمل لحسابها ويستلم اموالاً لقاء واجبات محددة بأوامر تحدد ما هو مطلوب منه وماهية المعلومات والأعمال المطلوبة من قبل اجهزة الاستخبارات المشغلة له بشكل صحيح ودقيق كما يعلم انه جاسوس او متعاون لجهة ما ضد مجتمعه وبلده ويدرك مخاطر ما يقوم به وعواقبه وتكون له اسبابه التي اقتنع او اجبر على اساسها في القبول بالعمل مع العدو.
اما في حالة التجنيد من خلف الستار فإن العميل لا يدري أنه عميل او أنه مجند لخدمة عدوه، ويمارس عمله سواء بتفاعله على مواقع التواصل او الاعلامي او العلمي او الاجتماعي او البحثي او الإنساني او التجاري او أي عمل آخر دون أن يعلم انه يعمل ويوجه لصالح خدمة أهداف عدوه بالنيل من مجتمعه وبيئته التي يعيش فيها.
غالباً ما يتم هذا التجنيد من خلال واجهات تصنعها الاجهزة الاستخبارية المعادية للمقاومة كأن تكون قناة تلفزيونية او موقع اخباري او يكون مركز أبحاث او منظمة إنسانية او منظمة دولية أو حملة ظاهرها ايجابي وأهدافها خبيثة أو أية واجهة يختارها الاعداء سواء كان اختيارها لذاتها او لكي تكون واجهة لعمل آخر, فمثلما تعمل استخبارات العدو من خلال واجهات متعددة للسرية والكتمان, فكذلك هي تعمل - من خلال التجنيد من خلف الستار- على إخفاء النوايا والأهداف والمتطلبات عن المجند الذي لا يدري أنّ هنالك أيدٍ خفية من خلف الستار تطلب منه أعمالاً تحتاجها الاستخبارات او أنه يساعدها في التمويه من حيث لا يعلم.
ويعتبر التجنيد من خلف الستار تجنيدا غير مباشر اَي إنه تجنيد بالواسطة, وهو تجنيد ناعم يتم عادة تحت سمع وبصر الأجهزة المعادية ويتم دوماً تحت شعارات رنانة ومثيرة ومقبولة وغير منفرة, لذلك هو آفة خطيرة لابد من التنبه اليها لاسيما وانه يستهدف الطاقات النشطة والخبرات ويستخدم الذكاء ليصل لما يريد من خلال جيش من المجندين من خلف ستار ، لذلك خليك صاحي لتحمي مجتمعك وبيئة المقاومة بكل مقدراتها ... خليك صاحي كي لا تقع ضحية لابتزاز الاحتلال وعملاؤه ... خليك صاحي و لا تقدم المعلومات بالمجان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بدون قصد، تخدم خطط الاحتلال في مواجهة المقاومة.