تكبير الخط تصغير الخط

أعلنت جزر المالديف، دخول قرار حظر دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية إلى أراضيها حيّز التنفيذ، وذلك في خطوة رسمية جاءت عقب مصادقة البرلمان على التعديل يوم الإثنين، وموافقة الرئيس محمد معيزو عليه في اليوم التالي، بحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة.

وأوضح البيان أن هذه المصادقة تعكس موقف الحكومة الحازم تجاه الجرائم المتواصلة والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن القرار يأتي استجابة للفظائع المستمرة في قطاع غزة.

قرار مؤجل منذ عام.. والرسالة واضحة

رغم أن مجلس الوزراء كان قد اتخذ هذا القرار منذ نحو عام، إلا أن الحكومة لم تقم بإضفاء الطابع الرسمي عليه إلا خلال هذا الأسبوع، في سياق تزايد الجرائم الإسرائيلية وتصاعد الغضب الشعبي والإسلامي تجاه الممارسات الوحشية بحق الفلسطينيين.

هذا القرار ليس الأول من نوعه في عهد الرئيس محمد معيزو، حيث سبق له أن أعلن في يونيو الماضي نية بلاده حظر دخول الإسرائيليين إلى هذه الوجهة السياحية الفاخرة، بالإضافة إلى إطلاقه حملة وطنية لجمع التبرعات تحت شعار "المالديفيون يتضامنون مع فلسطين".

وفقاً لآخر الإحصائيات المتوفرة من إدارة الهجرة في المالديف، فقد دخل البلاد 59 شخصاً يحملون جوازات سفر إسرائيلية خلال شهر فبراير الماضي فقط. ورغم أن العدد لا يبدو كبيراً، إلا أن رمزيته تحمل دلالة خاصة في ظل الموقع السياحي العالمي الذي تحظى به المالديف.

يُذكر أن المالديف هي دولة أرخبيلية صغيرة تقع جنوب الهند، وتُعد من أبرز الوجهات السياحية الفاخرة في العالم، ويغلب على سكانها الانتماء للمذهب السني.

السياق الإقليمي: إسرائيل تواصل حربها على غزة

تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه الإدانات الدولية لإسرائيل على خلفية عدوانها المتواصل على قطاع غزة، والذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، وأسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 51,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وسط صمت دولي وانتقادات لاذعة للمنظمات الحقوقية تجاه ممارسات الاحتلال.

وقد شهدت المالديف، إلى جانب عدد من الدول الإسلامية والعربية، مظاهرات جماهيرية وفعاليات تضامنية واسعة دعماً للقضية الفلسطينية ورفضاً للجرائم الإسرائيلية المستمرة.

رسالة تضامنية من المالديف للعالم الإسلامي

من خلال هذا القرار، تُوجه المالديف رسالة واضحة بأنها تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتُحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب يومياً في غزة والضفة الغربية.

ويُتوقع أن يحظى هذا الموقف بتأييد شعبي واسع داخل البلاد، واهتمام إعلامي ودبلوماسي على المستوى الدولي، في وقتٍ تزداد فيه الدعوات لفرض عزلة قانونية وأخلاقية على الاحتلال الإسرائيلي.