رضا طاهر الفقي يكتب: السيد عبد العاطي الملاك المتنكر في جسد ادمي ....

profile
رضا طاهر الفقي كاتب صحفي مصري
  • clock 24 يناير 2023, 3:11:06 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اذا اردت ان تضع تعريفا جامع لشخصيته  ومواهبه ، فلن تجد الا تعريفا واحدا ،  فيلسوف الحياه ، والتفاؤل ينزع في تفاؤله  الي الخير دائما  ، يدعو اليه  ويطلبه لكل الناس ، كانت بداية عهدي به حينما التقته  في جريدة صوت الامه وجها حانيا باسم دائما ، لا يسخر من حلم ولا يحقر فكره ، كان عند  انتهاء اجتماعه يجلس معنا يحدثنا ونحدثه  كان حديثه إلينا حديث الاب المحب ،   كان يحدثنا عن مغامراته الصحفيه كيف خاضها كيف فكر فيها كيف نفذها ، وهو الرائد النبيل لهذا الفن من الصحافه فن المغامره الصحفيه ، لم يتقرب يوما من نظام  فهو كان يري  اقترابه من الإنسان العادي ضربا  من ضروب الحياه  والنشاط والحركه ، اما الاقتراب من الانظمه  يجعله متكلسا  متجمدا دون حركه  وان ظهر يتحرك ،  كان جليلا في القول  ، رائعا في طبيعته ، اصيلا في فطرته ،  لم يتحمل يوما  ان يعيش بالمرأي    ، ولا ان يصانع المواقف  وفقا لما تمليه الظروف والأحوال،  ولكنه كان يقف شامخا بنفسه  ،  رايه من قلبه  وصدي موهبه اصيله لايمكن أن تتناقض مع نفسها ،   اذكر عندما ترك صوت الامه وذهب للوفد يتراس تحريرها  كنا  دائما في زيارة  دائمه له ، في مكتبه الذي لايغلق   ابدا ، وحتي يضمن الا يغلق الباب بفعل عوامل الطبيعه هواء او رياح وضع أمام الباب حجر ، حتي لايغلق الباب ، اذكر فيما اذكر ان رئيسا لتحرير صوت الامه يسبقه  ، كان ظاهره صويته  جاء من عالم مكائد السياسه  ووشايتها، كان يصدق الكذب  فقال له أحدهم شرا بي فصدقه فكان موضوعا صحفيا  عرضته عليه ورفضه  وانا اصررت ان اكتبه  ،  ولكن سيد عبد العاطي احتفظ بالموضوع بعد ان أخذه من مكتب رئيس التحرير اياه ،  وبعد مايزيد عن تسعة ا شهر   ووجدت ملفا علي صفحات  الجريده فيه موضوعي   بعدما  أصبح رئيسا لتحرير الجريده ،  ظل محتفظا بموضوع لتسعة أشهر او يزيد  ،  وقال لي عندما ذهبت لاشكره عايزك تشتغل لاتجعل أحدا يحبطك  ،  وكان يرسل الي عندما تاتيه دعوه الي مكان اذهب مكانه ، ومن طريف مابينا قال لي اذهب الي البحيره فيه موضوع مهم في احد مراكزها  فذهبت إليها ولم أجد ماقال ، فذهبت اليه اقول له ماحدث فضحك  ضحكه برئيه   ، كانت تطل من وجهه دائما الموضوع ده كنت عامله من  ١٩٨٤  قلت له يافندم نحن في عام ٢٠٠٩   ، كان دائما  شعلة تضي حياة الآخرين، كان يملك مشاعرا  انسانيه راقيه ، طلب مني ذات استعارة كتاب كان في حوزتي  قلت له فورا واهداء،  كتبت  اليه الي الراجل الذي أعاد بملامحه الحانيه   ومشاعره الراقيه ابي حيا من جديد ، فعندك وجدت ضالتي   بعد ان كنت  حائرا سائما ، فأنت تبدد غربتنا جميعا   فدمعت عينه شاكرا ،  هو إنسان تجد له صفات عده  فإذا حاولت اختصرها  قلت انه طيب  وهو بهذه الصفه كان يتمسك بها ،  وهو صحفي له مواهب عده  فإذا حاولت اختصرها  قلت انه مبدع ، وكان يضيف كل هذا  التفاؤل ،   لقد فقدنا امسا رجلا نبيلا راقيا وحانيا  رجلا فرش بروحه الحالمه   طريقا معبدا لكثيرين يعبرون الي المجد ،  واذا كان لي أن اتخيل عبد العاطي في غيوبيته   التي ظلت لثلاث أشهر  ،    كانت روحه تسترجع  وجوها احبته واحبها ، ارواحا اخذت نبلا من روحه ، مغامراته الصحفيه   كيف بات في الهرم  الاكبر وحيدا يوما كاملا  ، كيف عاش في مستشفي المجانين  لشهورا لعمل تحقيق صحفي كان الابزر  والاروع في حينه ،    كل ذلك كان طيفه يزوره  في غيوبيته طلية  ثلاثة شهور   كامله ، الي روح عبد العاطي اقول الناس نوعان موتي في حياتهم ، وآخرين في بطن الأرض أحياء.....


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)