- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
رضا طاهر الفقي يكتب: السيد عبد العاطي الملاك المتنكر في جسد ادمي ....
رضا طاهر الفقي يكتب: السيد عبد العاطي الملاك المتنكر في جسد ادمي ....
- 24 يناير 2023, 3:11:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اذا اردت ان تضع تعريفا جامع لشخصيته ومواهبه ، فلن تجد الا تعريفا واحدا ، فيلسوف الحياه ، والتفاؤل ينزع في تفاؤله الي الخير دائما ، يدعو اليه ويطلبه لكل الناس ، كانت بداية عهدي به حينما التقته في جريدة صوت الامه وجها حانيا باسم دائما ، لا يسخر من حلم ولا يحقر فكره ، كان عند انتهاء اجتماعه يجلس معنا يحدثنا ونحدثه كان حديثه إلينا حديث الاب المحب ، كان يحدثنا عن مغامراته الصحفيه كيف خاضها كيف فكر فيها كيف نفذها ، وهو الرائد النبيل لهذا الفن من الصحافه فن المغامره الصحفيه ، لم يتقرب يوما من نظام فهو كان يري اقترابه من الإنسان العادي ضربا من ضروب الحياه والنشاط والحركه ، اما الاقتراب من الانظمه يجعله متكلسا متجمدا دون حركه وان ظهر يتحرك ، كان جليلا في القول ، رائعا في طبيعته ، اصيلا في فطرته ، لم يتحمل يوما ان يعيش بالمرأي ، ولا ان يصانع المواقف وفقا لما تمليه الظروف والأحوال، ولكنه كان يقف شامخا بنفسه ، رايه من قلبه وصدي موهبه اصيله لايمكن أن تتناقض مع نفسها ، اذكر عندما ترك صوت الامه وذهب للوفد يتراس تحريرها كنا دائما في زيارة دائمه له ، في مكتبه الذي لايغلق ابدا ، وحتي يضمن الا يغلق الباب بفعل عوامل الطبيعه هواء او رياح وضع أمام الباب حجر ، حتي لايغلق الباب ، اذكر فيما اذكر ان رئيسا لتحرير صوت الامه يسبقه ، كان ظاهره صويته جاء من عالم مكائد السياسه ووشايتها، كان يصدق الكذب فقال له أحدهم شرا بي فصدقه فكان موضوعا صحفيا عرضته عليه ورفضه وانا اصررت ان اكتبه ، ولكن سيد عبد العاطي احتفظ بالموضوع بعد ان أخذه من مكتب رئيس التحرير اياه ، وبعد مايزيد عن تسعة ا شهر ووجدت ملفا علي صفحات الجريده فيه موضوعي بعدما أصبح رئيسا لتحرير الجريده ، ظل محتفظا بموضوع لتسعة أشهر او يزيد ، وقال لي عندما ذهبت لاشكره عايزك تشتغل لاتجعل أحدا يحبطك ، وكان يرسل الي عندما تاتيه دعوه الي مكان اذهب مكانه ، ومن طريف مابينا قال لي اذهب الي البحيره فيه موضوع مهم في احد مراكزها فذهبت إليها ولم أجد ماقال ، فذهبت اليه اقول له ماحدث فضحك ضحكه برئيه ، كانت تطل من وجهه دائما الموضوع ده كنت عامله من ١٩٨٤ قلت له يافندم نحن في عام ٢٠٠٩ ، كان دائما شعلة تضي حياة الآخرين، كان يملك مشاعرا انسانيه راقيه ، طلب مني ذات استعارة كتاب كان في حوزتي قلت له فورا واهداء، كتبت اليه الي الراجل الذي أعاد بملامحه الحانيه ومشاعره الراقيه ابي حيا من جديد ، فعندك وجدت ضالتي بعد ان كنت حائرا سائما ، فأنت تبدد غربتنا جميعا فدمعت عينه شاكرا ، هو إنسان تجد له صفات عده فإذا حاولت اختصرها قلت انه طيب وهو بهذه الصفه كان يتمسك بها ، وهو صحفي له مواهب عده فإذا حاولت اختصرها قلت انه مبدع ، وكان يضيف كل هذا التفاؤل ، لقد فقدنا امسا رجلا نبيلا راقيا وحانيا رجلا فرش بروحه الحالمه طريقا معبدا لكثيرين يعبرون الي المجد ، واذا كان لي أن اتخيل عبد العاطي في غيوبيته التي ظلت لثلاث أشهر ، كانت روحه تسترجع وجوها احبته واحبها ، ارواحا اخذت نبلا من روحه ، مغامراته الصحفيه كيف بات في الهرم الاكبر وحيدا يوما كاملا ، كيف عاش في مستشفي المجانين لشهورا لعمل تحقيق صحفي كان الابزر والاروع في حينه ، كل ذلك كان طيفه يزوره في غيوبيته طلية ثلاثة شهور كامله ، الي روح عبد العاطي اقول الناس نوعان موتي في حياتهم ، وآخرين في بطن الأرض أحياء.....