رضا طاهر الفقي يكتب: دكان الغرام ... والذي قال عنه عادل الامام تعلمت الكوميديا من جدي فيه ...

profile
رضا طاهر الفقي كاتب صحفي مصري
  • clock 16 مايو 2023, 11:29:20 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة

كانت تتهادي يوميا في الغروب ،وتحمل علي  راسها  البلاص ذهابه الي طرومبة المياه  الموجوده علي اطراف القريه، تبزغ في بهائها المنثور شلالا من ضياء، وتتجه الابصار كل الابصار  لتشاهدها ،وهي تتهادي في دلال ، تشرق بسمتها  علي وجهها  ينتظرها مجموعه  من الشباب بينهم سالم  الكل في  انتظار تلك البسمه، فيعتقد الجميع ان تلك البسمه تخصه ، الا ان سالم  في صياح لاهث منهوم مقبلا علي صديقه فتحي ، والذي تعجب  لهذا الانفلات الانفعالي المباغت  في حماس صادح مكبوت مرددا نداءه، وبقوه خارقه يجذب فتحي الي المسجد المجاور  ، فلم يجد الملهوف مكانا امنا يخبئ فيه سره  سوي المسجد القريب ،يصرخ  يتردد صدي صوته في المسجد لانه كان خاليا ، لان الوقت لم يكن وقت صلاه ، يعاود الصياح  جواب من سناء تلك الفلاحه الجذابه  اميرة الجمال والبهاء في ذلك الحين ،الا ان  فتحي جذبه خارج المسجد  صوب منزله الذي يوجد في حضن  الغيطان ،وهم في سيرهم يسير في اضطراب مشوب بسيل من عبارات الهيام ، يخرج الخطاب في حبور مكتوم  يتنهد يزفر انفاسا محمومه بلهيب الشوق واللهفه ،فض الخطاب في اضطراب قال فتحي ،افاجا باهات حره مسطوره بمداد قلم احمر ، وعنوان الخطاب  باسم  صاحب محل البقاله في القريه الذي يقع في حضن الغيط  ،معقول  كل هذا العشق من فاتنة القريه ،واميرة الحسن والبهاء والجمال ان الحب عاطفة عاصفه، هاهو قد سقط في جب الحب  كان لكل مقاما عنده حكمه ومثال ، ولهذه  الشعارات الحماسيه صدي ايجابي في سلوكياته حيث يطمح الي مذكرة عامين دراسين  في عام واحد فقد كان نظام التعليم الثانوي في ذلك الحين  يسمح بذلك، مما اثار حفيظة زميل منافس له وليتها كانت منافسه شريفه ، اضعنا اثمن الاوقات في تنميق الخطابات ويتسلم العاشق الخطاب ويسرع الي متلهفا للرد عليه  ، وكم كنت اعاني من الاختيار بين البدائل بدائل عبارات العشق وانتقاء اشعار الغرام .. ياتي اخر العام فيخفق في الامتحان يكنب علي نفسه يلعق  جراحاته ويجتر احزانه  وكثيرا ما كان يردد حكمه تاهت في زحام الاهواء انه من علامات المقت، اضاعة الوقت  حزينا اتي سالم اسيفا كسيرا اشتم في حديثه رائحة كبده المحترقه وهو الذي لم تمازج مفردات الندم  قاموس حياته المترع  بمفردات الطموح واه والف اه!!  ليت الماساه قد انتهت عند الرسوب  في الامتحان حيث ذهب الي البقال لاستلام الخطاب كالعاده، عله يجد فيه مايسري فيه عن نفسه الملتاعه، يفاجا بزميله في الفصل الذي كاد له شرا يسلم الخطاب للبقال مشفوعا بعبارات هامسه تتضح بسخريه تشي ان هذه الخطابات  لم تكن من سناء كانت مكيده عربيده زعمها زميله مزاحا ، وبئس  المزاح الذي يسحق  الارواح !! كانت تلك المزحه السخيفه من الصديق الحاقد  التي اهدرت روح سالم ، كان هذا الدكان ملكا لجد  الفنان عادل الامام جده لأمه  ، والذي كان يملك حسا فكاهيا  نادرا  هو الاخر  والذي حكي فيلسوف الكوميديا عادل الأمام ، في احدي حواراته  الصحفيه  انه كان امتداد  لكوميديا الجد،  والذي كان يملك محلا للبقاله علي حد وصف  الزعيم عادل ،الذي كان يجتمع  حوله كل المتعبين  من الفلاحين ، يبحثون عن سلوي  لأ لأ هم  ، فكان الجاح ابراهيم الجنيدي   والد توحيده  والدة الفنان  عادل الامام  ، والذي ولد في قرية "  شها "  ١٧ مايو ١٩٤٠ ولكن   والده رحل بزوجته  ونجله المولود  حديثا الي القاهره والتي كان يعمل بها مندوبا شرطيا  بوزارة  الداخليه،          وليس جده لأمه الذي كان يمتلك  هذا الحس الكوميدي فقط ، ولكن عائلته من ناحية الاب تملك هذا الحس ايضا  ، حكا  لي كل من عاصر جده من ناحية الاب الشيخ الامام بخاريني  كان يملك حسا فكاهيا  بارعا و عادل الامام وريث الكوميديا  ، لعائله اشتهرت بالفكاهه ،  ويبدو ان الكوميديا لديهم كانت سخريه من واقع اليم وقاسي  ،  خزنه الطفل عادل الامام   في عقله الباطن  في زياراته  الصيفيه ،  وأصبح زادا   ياخذ منه ، وكأن دكان الغرام الذي يوقع في حوض الغيط اول مسرحا كوميديا يشاهده الفنان القدير  واول  فنان يقف أمامه هو جده يشاهده  وهو يلقي النكات  ويدبر المواقف الكوميديا ،  من الالم يصنع البسمه والضحكه وهو مبهورا  بأداء جده  والذي اختزل عالمه  ، وصنع  فلسفه كوميديا  خاصه به   والمتامل لكوميديا  الامام يجدها  مشكله تدمي القلب يسخر منها ضاحكا ،  مثل كراكون في الشارع ، الهلفوت  والارهاب والكباب  ورائعته المنسي  الذي يعد اهم افلامه ، وغيرها من الافلام والاعمال الدراميه  لقد اصبح فليسوفا  للضحك  بلا منازع مدرسه فريده متفرده  ...


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)