- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
رمضان في الكويت| يفطرون على الهربس ويستقبلونه بشراء الأواني للضيافة.. ويحتفلون بليالي القرقيعان
رمضان في الكويت| يفطرون على الهربس ويستقبلونه بشراء الأواني للضيافة.. ويحتفلون بليالي القرقيعان
- 23 مارس 2024, 5:23:54 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، يقدم موقع "180 تحقيقات" لقرائه الأعزاء، حلقات يومية على مدار الشهر المعظم، يجول فيها بكافة دول العالم ليستخرج منها عادات وعبادات المسلمين في جميع أنحاء المعمورة خلال الـ 30 يوما.
وفي الحلقة التالية، يستطلع "180 تحقيقات" عادات وعبادات المسلمين في الكويت إذ تتميز بمظاهرها الدينية والاجتماعية والاقتصادية التي يتميز بها الشهر الفضيل.
كما يتلاقى الكويتيون في الشهر الفضيل وتسود بينهم مشاعر التراحم والود والإخاء، وطقوس خاصة تحيي تقاليد الآباء والأجداد. وتكثر التجمعات العائلية في المنازل والديوانيات، على موائد الإفطار أو «الغبقات» الرمضانية.
كما تستعد النساء في الكويت للشهر الفضيل بشراء الأواني الفاخرة المتنوعة للوفاء بمتطلبات الضيافة.
ويذهب أهالي الكويت إلى الديوانيات، للسمر ونقاش أحوالهم، وتنظيم بعض مسابقات تضفي أجواء من البهجة والمرح، فيما تقام فيها موائد الإفطار الجماعي، خلال شهر رمضان، بما تحتوي من أصناف الأرز واللحم وهريس القمح والتشريب واللحم، والحلويات والمشروبات، مثل قمر الدين والليمون والشاي والقهوة.
موائد أهل الكويت
وتحتفظ موائد الكويتيين منذ عقود من الزمان بأطباق مختلفة وهى بمثابة أطباق رئيسية نادرا ما تخلو منها الموائد التى تقدم فى شهر رمضان ومن أهم هذه الأطباق "الهريس" التى تعد واحدة من الأكلات الكويتية المعروفة خلال هذا الشهر، والتى تشكل طبقا رئيسيا وأساسيا فيها وتصنع من القمح المهروس مع اللحم ويضاف إليها عند التقديم السكر الناعم والسمن البلدى والدارسين «القرفة» المطحونة، ولا تخلو موائد الإفطار فى البيوت الكويتية من أكلة التشريب التى هى عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعا قطعا صغيرة ويسكب عليه مرق اللحم الذى يحتوى بالغالب على صنفين هما القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف الذى يعرف بـ "لومى".
ويعتبر الجريش من الأكلات الشعبية المفضلة فى شهر رمضان حيث يطبخ من القمح وكان الكويتيون قديما يقولون "صالح مالح ما يحب إلا الجريش لقمته فى العيش كبر المنصبة"، أما اللقيمات فهى من حلويات شهر رمضان وتعرف بـ"لقمة القاضى" وتعمل من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر وتقطع لقيمات وتلقى فى الدهن المغلى حتى الاحمرار ثم توضع فى سائل السكر أو الدبس.
وهناك أكلتا البثيث والخبيص وهما أكلتان شعبيتان غالبا ما تقدمان فى شهر رمضان وتصنعان من الدقيق والتمر والسمن.
ومن حلويات شهر رمضان قديما فى الكويت أكلة الساغو وهى تشبه المهلبية وتسمى الماغوطة ويدخل فى تركيبها مسحوق جمار جوز الهند عوضا عن النشا.
وأهم ما يميز هذه الحلويات نكهتها ومذاقها الطيب ورائحتها المميزة فكان يدخل فى صناعتها الهيل والدارسين والزعفران وهى مجموعة من البهارات الحلوة المذاق وأيضا القهوة الحلوة وهى عبارة عن الزعفران المغلى بقليل من السكر.
وتعتبر الغبقة الرمضانية، عادة تراثية، ارتبطت بشهر رمضان عند أهل الكويت، وتحظى باهتمام كبير، بما تعزّز من أواصر الترابط بين أبناء المجتمع. وتبدأ الغبقة بعد صلاة العشاء، وتستمر حتى السحور، فيما تقدم فيها أطباق الحلوى والجريش والهريس واللقيمات، إذ جرت العادة على قيام كل سيدة بعمل طبق من صنع يديها، ومن ثمّ يتجمعن في أحد المنازل، لتناول أشهى الأطباق. وتطوّرت الغبقة، وأصبحت تقام بعد صلاة التراويح، وحتى ساعة متأخرة من الليل، في الفنادق والصالات الفخمة.
إطعام الفقراء والمحتاجين
وتنتشر موائد الرحمن في الكثير من مساجد الكويت، لإطعام الفقراء والمحتاجين، ولعل أبرز ما يميّز شهر رمضان، كثرة الحملات الخيرية الإنسانية، وتدافع الجميع للتبرّع لإقامة الإفطارات الجماعية للصائمين، وإغاثة المحتاجين. وتكثر خلال الشهر الفضيل، الحملات التي تنظمها الجمعيات الخيرية، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية، لمساعدة الأسر المتعففة والمرضى وطلبة العلم، وبناء المساجد، ومساعدة الفقراء.
ويُعد مدفع الإفطار، إحدى العادات المرتبطة بشهر رمضان في الكويت، إذ يجتمع الناس بكثافة، قرب مكان المدفع منذ العصر، ويهللون عند انطلاق المدفع. ويوجد مدفع رمضان بالقرب من سوق المباركية التراثي الشهير، الذي يقصده أهل الكويت بكثافة خلال الشهر الفضيل. ويحظى «أبو طبيلة» بمكانة خاصة لدى أهل الكويت خلال رمضان، إذ يجوب الشوارع لإيقاظ النائمين لتناول طعام السحور، فيما يودّع رمضان بصوت حزين أواخر الشهر المبارك، قائلاً: «الوداع... الوداع يا رمضان، وعليك السلام شهر الصيام».
ليالي القرقيعان
وينتظر الأطفال ليالي القرقيعان، وهي أيام 13 و14 و15 رمضان، بفارغ الصبر، ليخرجوا محتفلين بهذه الليالي، حاملين أكياساً من القماش، معلقة حول رقابهم، يكون اللون الأبيض فيها للذكور، وبقية الألوان للإناث، واضعين عليها ما تمّ توزيعه عليهم من الأهل والأقارب والجيران من حلويات ومكسرات، بعد الإفطار ووقت السحور.
ومع دخول الشهر في لياله العشر الأخيرة، يستعد الكويتيون لإحياء ليلة القدر، إذ تحظى هذه الليلة بمكانة خاصة لدى الكويتيين، فينتظرها الآلاف، ليتجمعوا في المساجد. وعادة ما يحرص أهل الكويت على إحياء هذه الليلة في مسجد الدولة الكبير، بالعاصمة الكويت، إذ يزيد عدد رواده من المصلين على 40 ألف مصلٍ، في أجواء تتجلى بها المظاهر الإيمانية والروحانية في أبهى حلة.