سنا كجك تكتب: "مظلومية" حماس... انتقالها من مرحلة "المشاغلة" لمرحلة التحرير....

profile
سنا كجك كاتبة صحفية مختصة بالشأن الإسرائيلي- مديرة مكتب 180 تحقيقات لبنان
  • clock 1 أغسطس 2023, 5:35:30 ص
  • eye 366
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

توجهت الأنظار أمس إلى مؤتمر الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية في القاهرة "مدينة العلمين"

الذي عُقد بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومشاركة لبعض الفصائل الفلسطينية وتخلف فصائل أخرى عن الحضور  وأبرزهم:

حركة الجهاد الإسلامي لأسباب تتعلق بسياسة الاعتقالات التي تمارسها السلطة الفلسطينية في حق قادة حركة الجهاد وحماس أيضا" في الضفة الغربية المحتلة .


شارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على رأس وفد من الحركة بهدف احقاق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتقريب وجهات النظر بين جميع الأفرقاء ووضع حد للخلافات التي تخدم مصلحة العدو الصهيوني.

وأبرز ما جاء في كلمة الرئيس هنية:

"اصرار الشعب الفلسطيني على خيار المقاومه الشاملة ومواجهة مخططات الاحتلال وسياسة حكومته الفاشية

بتبني خطة وطنية والانتهاء من مرحلة أوسلو...

فالمرحلة الراهنة مرحلة تحرير وطني والشراكة السياسية على أُسس الخيار الديمقراطي الانتخابي..  
وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته وكنا نتمنى مشاركة الجميع."

وعليه خُتم البيان وشدد على أنه:

" يجب استكمال الحوار حول القضايا والملفات ولقاء آخر قريب للاعلان عن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية".


أود الانتقال وبطريقة تسلسلية إلى الموضوع الذي يُشار اليه بالهمس أحيانا" وفي الحوارات على محطات التلفزة وخصوصا" بعد أي عدوان على قطاع غزة

يستهدف قادة الجهاد الإسلامي فتبدأ بعض الأقلام للكُتاب والإعلام الغير المنصف بتوجيه الاتهامات لحركة حماس بأنها اتخذت موقف الحياد وكانت المتفرج  وحسب !!

ولكأن حماس ليست توأم الجهاد الإسلامي في المقاومة والنضال؟؟

لعل الكثير من الطبقة المثقفة... والطبقه ذات الجهل والأفق المحدود...

والطبقه المضللة للحقائق لم يدركوا حتى الآن بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد انتقلت في مرحلة الصراع مع العدو الإسرائيلي من
"  المشاغلة" إلى الإعداد لمرحلة التحرير...

و"المشاغلة" نعني بها القول -إن صح التعبير-

عدم الدخول في أية معركة لأقل سبب أو استفزاز إسرائيلي يستنزف قدرات المقاومة ويهدر طاقاتها وطاقات رجالها الأشداء

ويعطي الفرصة للعدو بتحقيق أهدافه للانقضاض عليها.


أي أن حماس تتجنب ردات الفعل الغير مجدية لها ولشعبها فهي تبذل كل جهودها في المحافل العربية والدولية لينال الشعب الفلسطيني حقوقه .

ويتجهز جناحها العسكري" كتائب القسام" لمعركة تحرير أجزاء من فلسطين أو كل فلسطين من رجس الاحتلال.


فلدى حماس رؤيتها الخاصة في خوض أية معركه ولها أسلوبها في رد العدوان....

قد لا يعجب الغير ولكنك لا تستطيع أن تُلبسها "ثوب" الاستسلام.


حماس قوة سياسية وطنية- مقاومة- فعالة تتولى زمام الحكم في قطاع غزة لذا المطلوب منها أن تقف على كل التطورات ومجمل الأحداث بما يحفظ أمن قطاع غزة والشعب الفلسطيني....

وتبدي الانفتاح ومناقشة  كل الخيارات لاستقرار وأمن شعبها

فكان لا بد من حضورها في مؤتمر القاهرة لاجتماع الفصائل  كي ترسخ أُسس المصالحة الفلسطينية

رغم أن لها أسبابها الوجيهة لعدم الحضور....

لن أدخل في تفاصيلها الآن فجميعكم يعرفها....


ولكنها دائما" تعض على جراحها كرمى لمصالح الشعب الفلسطيني المقاوم...

ورغم ذلك تساق ضدها الاتهامات الباطلة والظالمة.  

ولقد سمعنا في الآونة الأخيرة بعض الأصوات الهامسة تتهم حركة حماس بسلك طريق "الهدنة" مع العدو الصهيوني تحت تأثير ضغوطات خارجية!

ومنهم من أسماها "بالهدنة الطويلة" وعلت تلك الأصوات في مناقشات حوارية

بعد المقابلة التلفزيونية الأخيرة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد نخالة.

وقد أظهر بعض العتب على فصائل فلسطينية وغمز من قناة حماس بالنسبة للعدوان الأخير على غزة.

إذ صرح :

"أن الجهاد خاض المعركة منفرد بدعم معنوي من حماس وبتنسيق من الغرفة المشتركة ."

ونحن ندرك جيدا" كما يدرك القائد نخالة أن العدوان الإسرائيلي لو استمر أكثر كانت ستتدخل حماس عسكريا"!!

مسبقا" سمعنا عن التشكيكات في نهج حماس المقاوم الذي يراه البعض من العين الضيقة

بأنها تخضع لإملاءات من أطراف خارجية وتتبنى خيار ما يُسمى "بالهدنة"...

إذا" دعونا نفصل كيف لهدنة أن "تتربع "على جدول عملها المقاوم والقسام يتجهز ويعد العدة للهجوم على الداخل الفلسطيني المحتل؟

ويحضر المفاجآت للعدو؟

هل يجب أن تسفك دماء أهل قطاع غزة كي تثبت حماس أنها ما زالت على خيار واستراتيجية المقاومة؟؟


ناهيك بأصوات النشاز التي تتهمها بأنها سبب الحصار والدمار الذي تخلفه آلة الحرب الإسرائيلية...

والقاصي والداني يعلم أن العدو المتغطرس هو من يضيق الخناق على غزة ويمنع عن أهلها حتى الهواء!!

ولما جهوزية  قسامها وفرسانها في كل الوحدات والألوية العسكرية؟؟

السؤال للذين يتحدثون عن خيارها للهدنة والاستسلام !

ما الداعي لوجود الجناح العسكري إذا"؟؟

إن أية مقاومة ثائرة تتبنى سياسات الهدنة أو ما شابه تنتفي عنها صفة المقاومة والثورة

وتحل نفسها بنفسها عسكريا" وتتفرغ لتدير الأمور السياسية وهذا ما لم نلحظه ابدا"في حركة حماس بل على العكس

كما أشرنا أعلاه فإن جيش القسام مستعد ومتأهب لخوض معركة التحرير الكبرى بقيادة جنراله محمد الضيف

الذي يجهز الخطط ويرسم الخريطة النهائية مع أبطاله لتحرير وطنهم من العدو الغاصب.

هذه المظلومية التي تقع على حركة حماس في كل مناسبة أو عدوان بأنها تتفرج على شعبها يُقتل يجب أن تُرفع!

وأن تتوقف "سيمفونية" 
تبنيها خيار الهدنة!

إن فاوضت مع الجانب المصري لحماية غزة وأرزاق مواطنيها يدعون أنها قدمت تنازلات  علما"  لا ترضخ لشروط أيا" كان فكيف للصهاينة؟!

بل  الإسرائيلي هو من يستجيب لمطالبها ولشروط كل صفقات تحرير الأسرى.

وإلا لكانت رضخت لشروط الصفقة الموعودة لتحرير جميع  الأسرى من المعتقلات....أليس كذلك؟؟


أوجه سؤالي لكل من يشكك ويوقع الظلم على حركة مقاومة هي الأكبر في فلسطين قدمت المئات والمئات من الشهداء القادة وخيرة شبانها ومن الجرحى


وهي السند للشعب الفلسطيني تحميه من عدوانية وغطرسة "الحكومة" الإسرائيلية المتطرفة.


ومن يتابع ويراقب الصحافة العبرية يدرك جيد" أن همهم حماس وعسكرها !
وتطور قدراتها العسكرية هو هاجسهم الأوحد.

فعدونا يعلم  أنها من ستخط سطور نهايته!
ويعترفون بقوتها وبصلابة قادتها .

أما اقوال القادة والضباط في قيادة جيش الحرب الإسرائيلي فحدث ولا حرج عن خشيتهم من تنامي وتفوق قدرات حماس على المستوى السيبراني والأمني والعسكري...

هو شغلهم الشاغل كيفية مواجهتها والحد من تفوقها وتطورها.


ثم على المقلب الآخر من يوجه اللوم ل: حماس لنذكرهم:

أن وضع حزب الله في لبنان مشابه تماما" فهو ينتهج سياسة عدم الانفعال أو الانجرار خلف الاستفزازات الإسرائيلية

المتعمدة كي لا يدخل في معركة خاسرة لا جدوى منها ولا تحقق له انتصارات عسكرية....

فهو لم يخض أية حرب مع "إسرائيل" منذ عام 2006 ...

وحاول العدو مرارا" استدراجه لمعركة ولكن تراكم خبراته وتكتيكه منع الإسرائيلي من تحقيق مبتغاه.


لأن المقاومة في لبنان هي من تحدد ساعة الصفر وتدرك أين؟
وكيف؟ تـوجع العدو الصهيوني؟.

وكذا الأمر بالنسبة لحركة حماس وجنرال القسام الضيف الذي يُقيم المعطيات دون حسابات وارشادات خارجية.


فهل دخل حزب الله في هدنة مع "إسرائيل" مثلا"  وتناسى الاعتداءات والأجزاء  المحتلة من الأراضي اللبنانيه؟؟

ومشروعه أصبح في الاطار السياسي بامتياز؟؟

المقاومة الخضراء في غزة كما الصفراء في لبنان كلاهما يدركان متى يجب أن تُوجه الضربة القاضية للعدو الغاشم...

وكل التدريبات والمناورات التي يجريها القسام أو حزب الله تمهد لخوض المعركة المنتظرة ضد الكيان الغاصب.


عادت بي الذاكرة إلى مشهد من فيلم مصري يتحدث عن التطبيع وعملية السلام مع "إسرائيل"  احتج بطل الفيلم على سياسة التطبيع في مشهد تمثيلي

فقال له الضابط المحقق:

عندما تكون أنت الكبير وذات قوة كبرى في المنطقة فأنت محط أنظار العالم ...

وبموقع مسؤولية وعليك اتخاذ القرارات الحاسمة لمصلحة وطنك وشعبك

وكل خطوة تحسب عليك لأنك الأقوى.


وهذا ما ينطبق بالضبط على حركة حماس فهي قوة لها تأثيرها الداخلي والخارجي والإقليمي

فتلصق بها التهم بين الفنية والأخرى.


لربما الذين تحدثوا عن أوهام "الهدنة الطويلة" ومسايرة حماس لها بحسب اعتقادهم

يطلعون على مقالي ويتأملون بين سطوره ليعلموا أننا لن نسمح لهم بأن "ينسفوا" تاريخ

مقاومة عريقة..  أبية أذلت جيش النخبة والافتراء عليها لعدم

ادراكهم للمفاهيم العسكرية وتكتيكات القائد العسكري" لكتائب القسام" .


ونحن لن نزيد القول بأن أولئك يرتكبون الأخطاء الفادحة في حق المقاومة "الخضراء" لأفكارهم السوداوية!

مقاومة أبطالها قلوبهم كقلب الأسد... واجبكم احتضانها ذلك أضعف الايمان.…
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)