- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
سيد صابر يكتب : محطة المطار السري
سيد صابر يكتب : محطة المطار السري
- 3 يوليو 2021, 9:28:52 م
- 1144
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في الستينات من القرن الماضي وقبل النكسة كانت هناك نكتة متداولة عن المطار السري الذي كان يعرفه كل ركاب الاتوبيسات التي تمر من أمامه فقد كان الركاب يهتفون ويصرخون علي السائق محطة المطار السري يا اوسطي ... نزلني جمب المطار السري ياعم الكمساري ... بس انا عاوز انزل في الشارع اللي وراا المطار السري يابني والنبي اول ماتوصل محطة المطار السري قول لي ... مطار سري يعرفه كل الناس ....
نحن الان نتعامل مع من منشاءاتنا العسكرية بنفس طريقة الناس قبل النكسة مع المطار السري ... دعوة ضيوف اجانب ومستشاريهم وأولادهم لحضور افتتاح ( افتتاح ) القواعد العسكرية ... متي وأين وفي اي حقبة في مصر او في العالم كله يكون هناك افتتاح للمنشاءات والقواعد العسكرية ... اوليست لها احداثيات وأسرار مرتبطة بمساحاتها ومكوناتها وتسليحها وافرادها واستراتيجيتها ودورها وعناصر قوتها وضعفها ... كل هذا أصبح مشاع" للضيف ومستشاريه ( ابن زايد ومعاونيه ) لا بل ان الأفظع والأنكي هي ان تلك المعلومات السرية اذيعت علي القنوات الفضائية بمنتهي الاستخفاف والبساطة وكأننا نفتتح محطة تحلية مياه او غيرها من المنشاءات المدنية ... حسب ما تسعفني به الذاكرة كان آخر مشهد شاهدته لتمارين ومشاريع عسكرية حضرها اجانب كانت منذ خمس وأربعين عاما تقريبا للرئيس السادات بزي البحرية الأبيض ومعه محمد سياد بري رئيس الصومال وبعدها بستة أشهر فككت الصومال ... يا سادة يا أفاضل حليف اليوم ( اذا كان فعلا حليف ) غدا لن يكون كذلك وقد تنقلب وتختلف الأحوال وفتح بطن مصر وعد عدد انفاس قواها الحية عسكرية ومدنية ضار بمصر علي المدي البعيد ... هو احنا كل ما نفتتح قاعدة عسكرية ( رغم جزعي من كلمة افتتاح ) لازمن ولابد يكون من شروط افتتاحها وجود ضيف أجنبي... حدث ذلك في محمد نجيب وبرانيس والان يحدث في قاعدة ٣ يوليو وتنقل الشاشات مساحات وتسليح القواعد ... ما يحدث يتنافي مع كل ما تعلمناه أثناء خدمتنا جنودا" نفدي فيه بلدنا بالأرواح والمهج ... وقد يرد أحدهم بأن الأمارات حليف قوي لمصر وهنا ننتقل من العسكرية الي السياسة فنحن نعرف كذلك ان الأمارات حليف مهم و قوي ومخلب قط لإسرائيل وإسرائيل ورغم معاهدة السلام فهي العدو التقليدي لمصر ... تري اين و متي قامت إسرائيل بعرض قاعدة عسكرية امام ضيف عربي بتسليحها ومنشاءاتها ... لا لا الرسالة ليست موجهة لاسرائيل وانما لاثيوبيا ... إثيوبيا التي تعتبر الأمارات الداعم الرئيسي لها ولسياستها في تعطيشنا ... العبوا سياسة زي ما انتم عاوزين ... بس اصحوا شوية للأمن القومي ... الأمن القومي ياسادة ...