- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
شخصيات في حياتي : أنسي ساويرس: أجمل صفقة في حياتي أسمها يسرية
شخصيات في حياتي : أنسي ساويرس: أجمل صفقة في حياتي أسمها يسرية
- 22 يونيو 2021, 1:14:20 م
- 1486
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عائلة "ساويرس" اسم يعرفها كل الناس، وهي من كبرى العائلات في مجال البيزنس، وتأتي رقم واحد من حيث الثراء على مستوى مصر كلها.
وعندما كنت أعمل في الصحافة الورقية أقتربت كثيرا من رب الأسرة "أنسي ساويرس"! وكنت أول من أجريت معه حوارا حول حياته الخاصة ونشأة أسرته وكيف وصلت إلى النجاح العظيم الذي وصلت إليه..
وفي بداية لقائي معه طلبت منه أن يحدثني عن نشأته الأولى، فابتسم إبتسامة واسعة تحية منه لأيام زمان الجميلة وقال: "أنا آخر العنقود" من مواليد ٣٠ أغسطس سنة ١٩٣٠، وهذا الشهر شهد أيضا زواجي، ولذلك أحبه، أخي الأكبر اسمه "مراد" ويليه "مختار" وقد أختار مهنة المحاماة، ثم تأتي "سميحة" وأخيراً "أنسي" أصغر الأبناء الذى هو أنا.
وعن والديه يقول "أنسي ساويرس" : نحن من سوهاج.. أبي وأمي كل منهما أسمه على مسمى.. والدي أسمه "نجيب" وقد أسميت أبني الأكبر به.. كان "نجيبا" بالفعل ونبغ في المحاماة، وكان من أنجح المحامين في الصعيد كله، وكون ثروة لا بأس بها من عمله، ولم يعمل قط بالتجارة بل ظل مخلصاً لمهنته حتى سن الخامسة والسبعين، وبعدها تقاعد، وتوفي وعمره ٨٥ سنة.. وقد ورثت عنه الدقة في التعامل ولأنه كان محامياً، فقد كان حريصاً على كل ورقة يقوم بتوقيعها، وهذه الصفة من أبرز الصفات التي أخذتها منه في مجال عملي.
وعن والدته يقول عنها: أسمها "بديعة عطاالله" .. كانت بالفعل سيدة بديعة، وتمتاز بالقوة والصلابة وقادرة على "حكم بلد" ، شديدة جدا علينا وترى ذلك لمصلحتنا، وأذكر مثلاً أنني لم أكن أكل "السبانخ" ، وعندما كنت أتبرم من أكلها وأتمرد تجبرني على تناولها طيلة الأسبوع عقاباً لي.
ورغم أنها لم تكن سيدة متعلمة إلا أنها كانت حكيمة لها الرأي والقرار، ولم تكن هامشية أبدا في حياتنا، بل العكس هو الصحيح، فنحن الذين ننزل على رأيها إحتراماً لها، فلم يعرف بيتنا يوماً "سياسة سي السيد" !
والعجيب أنها كانت تفهم في السياسة وتحدثنا عن الوفد ومصطفى النحاس، كما كانت عطوفة جدا.. فالإيراد الذي يصلها من الأرض تخرج منه ١٠٪ أو ما يسمى "بالعشور" ، وهي تقابل الزكاة عند المسلمين، وهكذا كانت تفعل مع أي مبلغ يأتي إليها.
(قصة حبي وزواجي)
والحديث مع "أنسي ساويرس" عن أولاده جرنا بالطبع إلى الكلام عن ربة البيت وسيدته "يسرية لوزة".
سألته: هل تزوجتها بعد قصة حب بينكما؟
ضحك طويلاً ثم قال: للأسف لم يحدث هذا، وإنما كان لي صديق حميم اسمه "فتحي جورج" تزوج قبلي بسنة، ثم أخذ يحثني على الإرتباط بنصفي الأخر، ورشح لي عروستي "يسرية" ، فقد كان إبن عمها.. وتم الزواج، وكانت هذه "أجمل" صفقة في حياتي كلها.
وعن زوجته يقول: تعلمت في كلية الأمريكان كلية رمسيس حالياً والدراسة فيها بالإنجليزية، والدها "ناصف لوزة" محامي من منفلوط، وصاحب أراض، والعائلة من بلدة مير بأسيوط.
وقد عشت مع زوجتي بعد زواجنا في سنة ١٩٥٣ في سوهاج أولا ثم سنتين بأسيوط، وإنتقلنا إلى القاهرة سنة ١٩٥٦.
وأهم ما تتميز به قدرتها على التحمل والتجانس مع المشاكل، وقد شهدت معي أياما صعبة جدا خاصة بعد التأميمات.
وإليها يرجع الفضل الأكبر في تربية الأولاد بعدما سافرت إلى ليبيا سنة ١٩٦٦، وقامت هي بمهمتها خير قيام والدليل على ذلك ثلاثة أولاد ناجحين.. فشكراً لها.