ضرب وتعذيب وقمع في سجون الاحتلال.. الأسيرات الفلسطينيات يكشفن الوجه القبيح لـ تل أبيب

profile
  • clock 26 نوفمبر 2023, 9:46:30 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بفرحة عارمة وزغاريد وتوزيع الحلوى والألعاب النارية، استقبل الفلسطينيون، الدفعة الثانية من الأسرى المحررين، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، التي شملت 6 من أقدم الأسيرات و33 من الأطفال.

حضر الأسرى المحررون في أفواج عدة إلى مدينتي البيرة وبيتونيا في الضفة الغربية وكذلك إلى القدس المحتلة، ليل السبت وفجر الأحد.

كما تم حمل المحررون على الأعناق ورفعت الأعلام الفلسطينية وسط هُتافات تحيي أهالي غزة والمقاومة الفلسطينية، وذلك بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع أي مظاهر للاحتفال.

وتوالت الشهادات بشأن ممارسات الاحتلال داخل السجون، وتصاعد القمع والتنكيل منذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي.

وقالت الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، في أول حديث لها أمام وسائل الإعلام بعد تحررها: "نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة".

وأضافت عقب وصولها للمنزل: "هناك الكثير من الجرحى داخل سجون الاحتلال، ويجب العمل على تحرير كل الأسرى من السجون".

اقتحام منزل إسراء الجعابيص 


وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، قد اقتحمت منزل الأسيرة إسراء الجعابيص في بلدة جبل المكبر جنوب القدس، حيث اشترطوا إخراج كل الصحفيين والأهل من المنزل، قبل أن تخرجهم بالقوة وتبعدهم عن المنزل.

وأظهرت فيديوهات قمع قوات الاحتلال للأهالي والصحفيين وإبعادهم بالقوة عن المنزل.

وقضت جعابيص 7 سنوات داخل السجون الإسرائيلية، ضمن حكم بـ 11 عامًا صادر عن محكمة إسرائيلية بحقها، وهي مصابة بحروق في أنحاء جسدها، جراء إطلاق قوات إسرائيلية النار عليها عام 2016.

 

شروق: لم أتوقع الإفراج عني 

وعلى الصعيد ذاته، وصلت الأسيرة شروق دويات، إلى منزلها في مدينة صور باهر جنوبي القدس، بعد الإفراج عنها، لافتة إلى أنها لم تتوقع أن يتم الإفراج عنها، وهي تنتظر 8 سنوات أخرى من الأسر، قائلة: "أنا كنت قوية عشان أبوي وأمي".

وكشفت أن الأسيرات شهدن في الفترة الأخيرة مرحلة صعبة داخل السجن من "قمع وتجويع وتعطيش وفرض اكتظاظ كبير".

وأضافت أنها رغم مغادرتها السجن فإن لديها مخاوف على الأسيرات هناك بسبب القمع الشديد، مشيرة إلى أنها رأت داخل السجن أسيرات تقل أعمارهن عن 18 عاما، وأصغرهن كان عمرها 12 عاما.

وعند اعتقال شروق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت شروق متوجهة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فحاول مستوطن خلع حجابها فدافعت عن نفسها، ثم انهالت عليها رصاصات المستوطنين، وأصابتها في الصدر والكتف والرقبة من مسافة قريبة.

وقضت شروق 8 سنوات من أصل 16 عامًا مدة محكوميتها داخل السجون الإسرائيلية.

ميسون الجبالي: حراس السجن عاملوني بقسوة 

كما قالت أقدم أسيرة في سجون الاحتلال ميسون الجبالي، عقب الإفراج عنها، إن حراس السجن عاملوهن بقسوة، وإن بعض الأسيرات تعرضن للضرب، وكثيرا منهن أصبن بحالات مرضية.

وأضافت الجبالي: "السلطات الإسرائيلية سحبت كل شي من الأسيرات بعد 7 أكتوبر  وقمعت الأسيرات بالضرب والرش بالغاز والعزل الانفرادي".

وأضافت: "هددت الأسيرات بمزيد من القمع وأخبرنا من قبل السجانين بأن لديهم الضوء الأخضر لفعل أي شيء".

وقالت: "إدارة السجون كانت تقدم طعاما شحيحا لـ 80 أسيرة لا يكفي بالكاد لأقل من 10 أشخاص".

وتابعت: "كانت تصلنا أخبار بسيطة عما يجري في خارج السجون".

وكانت ميسون من بين الفتيات المميزات في مسيرتهن التعليمية، وعندما اعتقلت كانت في السنة الأولى بجامعة القدس بأبو ديس بقسم الأدب الإنكليزي وحرمها السجن من استكمال دراستها الجامعية عن بعد بجامعة القدس المفتوحة لتكمل تعليمها لاحقا في قسم الخدمة الاجتماعية.

وقبل اعتقالها كانت ميسون الجبالي التي ولدت عام 1995، لعائلة من قرية الشواورة شرق مدينة بيت لحم، تعيش بين أسرتها المكونة من 7 أشقاء، و6 شقيقات.

وتعد ميسون أقدم الأسيرات في السجون الإسرائيلية، حيث اعتقلت في 29 يونيو/ حزيران 2015، وحكم عليها بالسجن 15 عاما.

وفي نهاية عام 2021، لقبت ميسون بعميدة الأسيرات، إذ أصبحت أقدم الأسيرات الفلسطينيات اللائي لا يزلن في السجون الإسرائيلية، بعد إطلاق سراح أمل طقاطقة، التي كانت أقدم منها، وانتهت محكوميتها في يناير/كانون الأول 2021.

لا يوجد تريض 

أما الأسير المحرر الطفل عمر شويكي، فقال إنهم لم يحصلوا على فسحة للتريض داخل السجن طيلة 50 يوما.

وذكر أن هناك كثيرا من الأطفال في سجون الاحتلال عمرهم بين 13 و15 عاما، مشيرا إلى أنه كان في سن 15 عندما اعتقلته سلطات الاحتلال.

وقبل الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى، قمعت قوات الاحتلال الأطقم الصحفية والطبية الموجودة عند بوابة وأطراف سجن عوفر من الجانب الفلسطيني.

واعتدت على عدد من الصحفيين وأجبرتهم على المغادرة، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، خلال تجمعهم عند بوابة السجن جنوبي مدينة بيتونيا لاستقبال حافلات الأسرى.

وبدأ، يوم الجمعة الماضي، سريان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، فيما أفادت وسائل إعلام بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح بالإضافة إلى 7 شاحنات وقود.

وبلغ عدد الشهداء أكثر من 14 ألفا و854 شهيدا، بينهم أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فيما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، إما تحت الأنقاض أو جثامين ملقاة في الشوارع والطرقات أو ما زال مصيرهم مجهولا، كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا.

وتعد هذه الهدنة الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وينص الاتفاق الخاص بالهدنة بشكل عام على تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.

كما ستسمح الهدنة التي تستمر أربعة أيام قابلة للتجديد، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.

التعليقات (0)