عبدالعزيز عاشور يكتب : الوزير البريطاني و العناق القاتل

profile
  • clock 27 يونيو 2021, 11:29:42 م
  • eye 787
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تقطت كاميرات المراقبة صورا لوزير الصحة البريطانى وهو يعانق مستشارته فى مقر وزارته ويقبلها ..

فضيحة أثارت زوبعة كبرى فى الوسط السياسى البريطانى ولدى المواطنين ..

ولم تهدأ الزوبعة الا بتقديم الوزير استقالته من الحكومة مصحوبة باعتذار وإقرار منه أنه ما كان يجب لمن يشرعون القوانين والقواعد أن يخالفوها ، فى إشارة لمخالفته لقواعد التباعد الاجتماعى المقررة فى بريطانيا حين عانقها وقبلها ..

لم يشفع له كونه وزيرا بالحكومة ليتم التغاضى عن مخالفته للقواعد ..

رغم أن معانقته وتقبيله ليست مؤثمة قانونا وإنما المؤثم مخالفته لقواعد التباعد الاجتماعى فى ظل جائحة كورونا ..

ذكرنى ذلك بموقف لزوجة رئيس سابق لوزراء بريطانيا ( أظنه تونى بلير ) والتى كانت تعمل قاضية أنها استقلت المترو دون أن تحصل على تذكرة فى مخالفة للقانون بسبب استعجالها وحرصها على الوصول للمحكمة فى الموعد المحدد ..

وبعد أن أنهت عملها توجهت الى قسم الشرطة لتحرر محضرا بمخالفتها لقواعد ركوب المترو وتدفع الغرامة المقررة ..

ذكرنى ذلك أيضا بموقف قديم لأحد رؤساء امريكا ( بيل كلينتون ) حين كذب وأنكر علاقة جنسية مع سكرتيرته وحين قدمت السكرتيرة الدليل المادى على حدوث العلاقة قامت أمريكا ولم تقعد ..

حوسب الرجل حينها على الكذب ( المؤثم ) ..

وعلى الكذب فقط دون غيره ،، 

تفتكروا فى مجتمعاتنا العربية يمكن أن يحاسب ذى المكانة على ما يفعله بالمخالفة للقانون والقواعد ؟

مع ان المجتمعات دى تلاقيها حافظة ما روى عن رسولنا الكريم :

( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق منهم الشريف تركوه واذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد )

وتفتكروا لو مجتمعاتنا العربية التزمت بقواعد العدالة والمساواة فى المساءلة والتزام القانون بلا تفرقة بين المواطنين وفق المكانة او الموقع او الثروة او السلطة كان ممكن يبقى حالنا كده واللا كان زماننا واقفين بشموخ فى مصاف مثل هذه الدول ؟؟


التعليقات (0)