- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
عبدالعزيز عاشور يكتب : لعلهم يتفكرون
عبدالعزيز عاشور يكتب : لعلهم يتفكرون
- 8 يوليو 2021, 4:49:48 م
- 749
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فى خطبة جمعة من سنوات طويلة مضت ..
كان محور الخطبة عن مفهوم قول الله تعالى :
( وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا )
وطرحت السؤال على المصلين :
ألا نرى أننا نحن المؤمنين ؟
وعلامة الإيجاب على الوجوه فى إجماع مفهوم ..
اذن فالسؤال الجوهرى الذى نبحث له عن إجابة ..
لماذا بعد هذا الوعد الإلهى نرى أن لكل أهل الأرض علينا ألف سبيل وسبيل ..؟
فهذا طعامنا يأتينا من كد غيرنا ولو منعوه عنا لكنا فى أسوأ حال من حبة القمح والذرة الى قطرة الزيت ..
وهذا دواؤنا هم من يخترعوه ويصنعوه ونحن من يستهلكه ولو منعوه عنا لأذلونا ..
وهذه سياراتنا وطياراتنا وصواريخنا وسائر الآلات فى طرقاتنا ومصانعنا وبيوتنا لم نخترعها وإنما هم من اخترعوها ..
انظروا الى المسجد الذى تتعبدون لله فيه ..
فهذا المنبر الذى أقف عليه الخشب الذى صنع منه ليس من زراعتنا وإنما هو من زراعة غيرنا ..
بل إن أدوات النجارة التى استخدمناها فى صنعه وتركيبه ليست من اختراعنا وانما نستوردها من الشرق والغرب ..
وانظروا الى اجهزة التكييف والمراوح الكهربائية التى بدونها ربما لم تعودوا قادرين على الإستماع للخطبة ..
بل وانظروا الى هذا الميكروفون الذى أحدثكم منه وتلك السماعات التى تنتشر فى المسجد ..
من صنعها وأرسلها الينا ؟
وكيف كان سيكون حالنا بدونها ؟
بل وانظروا الى من يخطب فيكم ..
هذه عباءته التى يلبسها من الصوف الذى أنتج فى بريطانيا غربا ولم تنتجه أيدينا ولم نرب الخراف التى وهبت أصحابها أصوافها ..
وهذا هو جلبابى الذى أنتج فى الصين شرقا ..
وتلك ملابسى الداخلية المصنوعة من أقطان مستورة من الهند شرقا ..
والموبايل الذى أحمله فى جيبى ...
ولينظر كل منكم فى بيته ويعدد الأجهزة والأدوات التى لا يستطيع الإستغناء عنها ..
من اجهزة التكييف الى المراوح الى المكنسة الى الثلاجة الى المكواة الى أدوات المطبخ كبيرها وصغيرها ..
حتى الفنجان الذى تشرب فيه قهوتك ليس من صنع يدك ..
أى أن كل مقومات حياتنا واستمرارها ليست بأيدينا ..
ولو قرروا يوما حصارنا أو منع كل ذلك عنا وخصوصا الغذاء والدواء وأدوات الإنتاج لتضورنا جوعا وهلكنا مرضا ..
بما يعنى ان كل البشر شرقا وغربا من كان منهم من أهل الكتاب ومن يعبد الشجر والحجر والحيوان ومن كان بلا دين جميعهم لهم علينا كل السبل ..
مش سبيل واحد !!!!!
فإذا كنا مؤمنين حقا كما أمرنا ربنا فكيف جعل الله لكل هؤلاء علينا بدل السبيل ألف سبيل ..؟
هل عاد الله وعدل عن وعده ( حاشاه) ؟
أليس هو القائل سبحانه :
وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ؟
هل كذب الله علينا ( حاشاه) ؟
أليس هو القائل سبحانه :
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
فإذا ما قلنا صدق الله العظيم اذن لا بد بعد تصديق الله أن نبحث فى سبب ما يحدث لنا ..
- ألسنا نحن المؤمنين الذين تعنيهم الآية ؟
وبصيغة أخرى ..
- هل تنكبنا عن طريق الإيمان الذى خطته لنا رسالة السماء فخرجنا بفعلنا عن تلك المظلة الربانية من عهد الله للمؤمنين أنه سبحانه لن يجعل للكافرين عليهم سبيلا ؟
أم أن أهل الأرض الذين لهم علينا ألف سبيل وسبيل ليسوا كفارا ولا ينطبق عليهم وصف الكافرين ؟
أما آن لنا أن نتدبر آيات ربنا كما أمرنا :
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
وأن ننزل آيات الله بعد تدبرها على هذا الواقع المؤلم لنحاول استدراك ما فاتنا وتصحيح ما أخطأنا والعودة الى دين الله الحق وترك دين الطوائف والمذهبيات والفرق الذى أوصلنا الولوغ فيه الى الخروج من تحت مظلة الحماية الربانية والوعد الإلهى ..؟
ألا يكذبنا واقع حالنا بعد أن أصبحنا ملطشة الأمم كبيرها وصغيرها قويها وضعيفها ولم نعد تلك الأمة التى وعدها ربها بالعزة والتمكين ؟
نعمل بقى وقفة مع النفس ونفكر فى اللى احنا فيه ونرجع نعاير أفهامنا وأفعالنا على كلام الله واللا نسوق فيها ونقول ليس فى الإمكان أبدع مما كان ؟؟
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم ..
فتوبوا اليه واستغفروه ..
ده مختصر خطبة جمعة مر عليها وقت طويل وما زال واقعنا يستلزم طرح هذه التساؤلات ومحاولة البحث عن إجابات بدلا من دفن رءوسنا فى الرمال ..
واللى عاجبه دفء الرمال وعايز يفضل مستخبى تحتها فله ما يريد ..