تكبير الخط تصغير الخط

الكل يعرف عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية بين اوكرانيا والكيان الصهيوني ولا يخفى علينا الهوية الدينية والشخصية والتاريخية  للرئيس زيلانسكي فولاديمير ونفوذ اليهود الاوكران في اوكرانيا وادوارهم في الحرب الحالية وحضورهم القوي في تجارة السلاح عالميا وكذلك تحركاتهم مع مجموعات الضغط اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة وما يقدمونه  من دعم وإسناد وجلب المساعدات لأوكرانيا 
وكذلك ما يستفيد منه الكيان الصهيوني  من خلال الحرب الروسية على أوكرانيا من هجرة اللاجئين الاوكرانيين من ذوي  الأصول اليهودية إلى الأرض المحتلة فلسطين وتقول الإحصاءات عن عددهم تجاوز 15 الف أوكراني بإسرائيل 
والروس يدركون أن الكيان الصهيوني له استعداد وقابلية لدعم دولة اوكرانيا  من خلال انتقال الاوكران اليهود من فلسطين المحتلة للقتال في صفوف الجيش الأوكراني ومساعدتهم بمختلف  المساعدات منها الأسلحة وبعضها متطور فخرج رئيس الحكومة ميديفيد الروسي  منذ اشهر حذر إسرائيل من تقديم السلاح لأوكرانيا فإذا فعلوا  و فالروس يعتبرون إسرائيل شريك فعلي في الحرب  ضد روسيا فتدخل إسرائيل في قائمة أعداء روسيا 
وإسرائيل تخشى اغضاب روسيا و عاشت تحت ضغطين من  درجة عالية من الجهتين لعلمها أن روسيا تضر بالكيان الصهيوني وتسبب له أضرار في المنطقة الشرق الأوسط لما لها من تحالفات مع سوريا وهي قريبة منها بقواعدها العسكرية  ووجودها قد تمنع عنها المجال الجوي وكذلك لها تحالفات مع خصمها اللدود وهي إيران 
وروسيا لها لوبي يهودي روسي قد تستعمله روسيا ضد الكيان الاسرائيلي 
صدر في جريدة نيويورك تايمز مؤخرا  خبر مفاده أن أمريكا ستقدم مساعدات بالسلاح  والذخيرة  لأوكرانيا من مخازنها في اسرائيل حول نقل ٣٠٠ الف قذيفة أمريكية الصنع الى اوكرانيا 
واسرائيل تقول انها ليست هي من قدمت الأسلحة بل امريكا فالقرار قرار امريكي صرف بعيد عنهم 
وهذه الأسلحة مكدسة في مخازن الإسرائيلية ليست أسلحة إسرائيلية لا تتصرف فيها ولا تملك حق منع أمريكا من استعمال مخزنها  والحقيقة أن إسرائيل استعملت هذه الذخائر من هذه المخازن هي نفسها  في حربها على جنوب لبنان عام ٢٠٠٦ وفي حربها على غزة عام ٢٠١٦ فإسرائيل تملك حق التصرف والاستخدام  والقرار فهي موجودة لدعم أمن إسرائيل وجيشها الغاصب منذ فترة 
وهذه الأسلحة متواجدة في المخازن بإسرائيل  مخزنة باتفاق مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ولا يتم استخدمها إلا بقرار مشترك لو كان القرار غير مشترك لما تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية منذ اشهر بطلب رسمي لإسرائيل بنقل هذه الذخائر الى اوكرانيا 
والطلب  الرسمي يتم دراسته لمدة أشهر وبعد الإعلان عن الحكومة الجديدة للكيان الإسرائيلي تمت الموافقة من الجانب الإسرائيلي على منح الذخيرة واستعمال المخازن 
والإعلام العبري والاوساط السياسية في الكيان الاسرائيلي يريدون مغالطة  الرأي العام بأن إسرائيل لا دخل لها في نقل الذخائر من مخازنها الى اوكرانيا 
تريد بهذا الرأي  أن تتملص من ضغط اوكرانيا  وتجتنب من جهة أخرى  غضب روسيا 
وستنقل  إلى أوكرانيا ما يقارب ٣٠٠ الف قذيفة وفي الوقت نفسه  هو تجديد المخزون  لإسرائيل لاحتمالية دخولها حرب مع غزة وكذلك التحكم في الضفة والمقاومة هناك تشهد تصاعدا وانفلات الزمام الامور من السلطة وتعثر التنسيق الأمني 
وما يريده الكيان الصهيوني أن يجدد المخازن وجلب القذائف المتطورة كبديل سلاح  التي تخترق الانفاق في غزة 
كل ما تم هو صفقة إسرائيلية أمريكية بقناع أوكراني 
لان اوكرانيا حسب المعلومات الحربية والعسكرية والإعلامية تستهلك ما يقارب عن ٩٠ الف قذيفة في الشهر الواحد ودعمهم ب ٣٠٠ ألف ذخيرة لا يكفي ثلاثة أشهر وهم يعدون لحرب الربيع في أفريل وماي القادم  
حاجيات اوكرانيا اقوى واكبر من المساعدات التي تصلهم .
ما زلنا ننتظر الموقف الروسي من دعم إسرائيل لأوكرانيا، فالروس يتريثون وينتظرون سقوط القناع تماما عن إسرائيل

عبد الرحمن سعيدي برلماني سابق وسياسي