كان الناس يتندرون فيما مضى على الكذب والكاذبين فتحدثوا عما كنا نسميه بكذبة ابريل وان كان لا بد أن لها واقعة بعينها أنشأتها ..

وحين تقدم الزمان بالناس وأصبح الكثيرون منهم يتخذون من الكذب دينا متبعا ونهجا سلوكيا معتبرا تعاطف الناس مع الكاذبين وبدأت ثقافتهم الجمعية تتبنى ما يمكن أن نسميه نصائح للكاذبين ليتقنوا الكذب ويتفننوا فيه ولا يأتون ما يمكن أن يكشف أكاذيبهم بدلا من نصحهم بالكف عنه ..حتى أصبحت أيام العام جميعها وكأنها الأول من ابريل .. وان كان البعض يمكن ان يرى فى ذلك سخرية من الكذب والكاذبين ..

فهذا يقول أن السياسة فن الكذب ..

وهذا يسوق المثل بقوله :

كدب مساوى ولا صدق منعكش ..

وكأنه ينصح الكاذب ان يكون حريصا على ترتيب أكاذيبه وعرضها على الناس منمقة ويقر أنه لن يصدق الصادق ان لم يكن كلامه مرتبا ..

وهذا ينصح الكاذب بمثل آخر فيقول له :

اذا كنت كذوبا فكن ذكورا ..

أى انتبه أيها الكاذب لما كذبته بالأمس ولا تنساه فتكذب اليوم كذبة معاكسة فتنكشف كذبة الأمس ..

وهنا لا بد من الإشارة الى أن شرائع السماء حضت على الصدق ونهت عن الكذب ..

فهذا رب العالمين سبحانه يقول :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)

التوبةوهذا رسوله الكريم صلوات الله عليه يقول فيما روى عنه :

( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر والبر يهدى الى الجنة ، وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور والفجور يهدى الى النار ، وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) ..

عافانا الله وإياكم من الكذب وأهله

وجعلنا واياكم مع الصادقين ومن الصادقين

اللهم آمين