بعد إنتهاء صلاة الجمعة تقدم أحد الشيوخ وقال لى معاتبا :

إنت ليه يا مولانا صوتك لا يعلو على المنبر ولا تخطب بصوت جهورى ؟

قلت له : عايزنى أزعق فى الخطبة يعنى ؟

قال لى : أيوه ..

قلت له : عايزنى أزعق ليه ؟ انت ما كنتش سامع الخطبة كويس ؟

قال لى : لا بالعكس كنت سامع كويس جدا والألفاظ واضحة ..

قلت له طب عايزنى أزعق ليه بقى ؟

قال لى : السنة كده ..

قلت سنة عن مين ومين اللى أمر بيها ؟

قال لى : سنة عن النبى صلوات الله عليه ..

قلت له ازاى يعنى ؟

قال لى بكل ثقة : ألم تقرأ فى كتب الفقه والحديث أن الرسول حين كان يخطب كانت تنتفخ أوداجه ويعلو صوته وكأنه يخطب فى ميدان قتال ؟

قلت له : طيب لو صح ما تقول تفتكر ان النبى كان بيرفع صوته على المنبر ليه ؟

قال لى : عشان الناس فى المسجد يسمعوا كويس ..

قلت له : جميل ..

تفتكر لو كان عند النبى ميكروفون ومكبرات صوت وسماعات جبارة زى اللى فى المسجد دلوقتى كان ممكن يرهق نفسه ويزعق ويرهق آذان السامعين بصوت مرتفع مجلجل زى ما البعض منا بيعمل ؟

واللا هو صلوات الله عليه كان مضطرا لبذل كل هذا الجهد عشان صوته يوصل للى قاعد بعيد فى آخر المسجد ؟

أخونا بحلق شوية كده وراح مسلم وقايم ..

إفتكرت الحوار ده اللى حصل من سنوات فاتت وأنا سامع خطيب المسجد بيزعق بأعلى صوته على المنبر وأنا سامعه مع إنى موجود فى مسجد تانى يبعد عن مسجده يمكن ب ٢٠٠ متر ..

الناس دى ليه حريصة على رفع صوت مكبرات الصوت لأعلى درجة ؟

وفيم إصرارهم على رفع عقيرتهم بالصوت العالى بأعلى ما فى قدراتهم ؟

وفيم الإصرار على إذاعة الصلوات خارج المساجد رغم إن مفيش ناس بتصلى فى الشارع ..؟

 وليه مثلا بيذيعوا صلاة التراويح ودرس التراويح على الناس اللى جوه بيوتهم ؟

يعنى اللى عايز يصلى التراويح فى بيته من الجيران يستحيل يعرف يصلى ..

واللى عايز يرتاح ميعرفش ..

ومين اللى علم المشايخ دول انهم كده بيخدموا الدين ؟