- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عبد الله الشايجي يكتب: التطبيع مع إيران على حافة النووي ووكلائها!
عبد الله الشايجي يكتب: التطبيع مع إيران على حافة النووي ووكلائها!
- 10 أبريل 2023, 2:56:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شكلت شهادة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال ميلي للجنة فرعية المخصصات المالية لوزارة الدفاع في مجلس النواب الأمريكي في 23 مارس الماضي أن لدى إيران القدرة على جمع كميات كافية من اليورانيوم المخضب بمستوى 90٪ خلال أسابيع-وتحتاج بعد ذلك لأشهر فقط لتطوير وامتلاك أول قنبلة نووية تملكها إيران صدمة في المنطقة بسبب قدرة إيران أن تصبح دولة نووية أسرع مما كان متوقعاَ ـ وبذلك تتغير ديناميكية الشرق الأوسط.
دفع التقييم العسكري الأمريكي حسب موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، مكتب رئيس الوزراء-ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية والاستخبارات الإسرائيلية للاستفسار من نظرائهم الأمريكيين توضيح ماذا كان يقصد رئيس هيئة الأركان المشتركة بتأكيده «يمكن لإيران امتلاك السلاح النووي خلال أشهر لوضع السلاح النووي في وضع الاستخدام»! وتساءلوا هل تغير موقف أمريكا بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي إلى السماح بامتلاك السلاح النووي، ومعارضة وضعه في وضع التحميل (Deployed)! لتؤكد إدارة بايدن موقفها الرسمي «بعدم السماح لإيران من امتلاك السلاح النووي وامتلاكها خيارات لتحقيق ذلك».
في مقابل القلق واللغط والتباين الإسرائيلي تجاه إدارة بايدن، يبقى الموقف العربي غائباً ومرتبكاً وغائباً تجاه برنامج إيران النووي. ويسود صمت عربي كامل، برغم ما أكده رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي عن قدرات إيران النووية. ولم يصدر أي تصريح أو بيان من أي دولة عربية يعبر عن القلق من اقتراب إيران امتلاك السلاح النووي حسب التقييم الأمريكي، الذي لن يتجاوز الأشهر! بعدما باتت إيران على عتبة النووي! بل تتسارع وتيرة التطبيع والتهدئة العربية مع إيران وحلفائها.
والملفت، ارتفاع منسوب التفاؤل الحذر منذ الإعلان في مارس عن اتفاق بين السعودية وإيران على العمل لإعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح البعثات الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية خلال شهرين، وعزز التفاؤل لقاء الخميس الماضي بين وزيري الخارجية السعودي ونظيره الإيراني، لوضع جدول زمني لإعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية وتبادل الزيارات ومنح التأشيرات.
وكذلك تتسارع وتيرة التقارب باختراق وساطة الصين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، الخصمين المشتبكين في حرب باردة بين ضفتي الخليج وإقليمياً في المنطقة بمواجهات مفتوحة من اليمن إلى لبنان والعراق وسوريا.
في مقابل القلق واللغط والتباين الإسرائيلي تجاه إدارة بايدن، يبقى الموقف العربي غائباً ومرتبكاً وغائباً تجاه برنامج إيران النووي. ويسود صمت عربي كامل
كما ذكرت آنفاً، سيكون الامتحان الحقيقي لنجاح وساطة الصين والتقارب السعودي ـ الإيراني في اليمن وقدرة إيران على دفع حلفائها الحوثيين للتوصل مع السعودية إلى هدنة دائمة واتفاق ينهي الحرب التي تشهد هدنة غير معلنة منذ أكتوبر الماضي بعد عام كامل من بدء الهدنة تحت إشراف الأمم المتحدة. وبذلك تنهي حالة اللاحرب واللاسلم ـ لينخرط الحوثيون سياسياً في اليمن بحكومة انتقالية وفتح الموانئ والمطارات واستفتاء يقرر مصير الجنوب بكيان فيدرالي، وبضمانات ورعاية خليجية ودور عماني-إيراني-دولي. ما يغير ديناميكية المنطقة، وفي حال تكرر النهج، تكون إيران أوفت بتعهدها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ما يعزز بناء الثقة بنهج إيران الجديد يمكن البناء عليه.
كما يبقى ملفتاً التقارب العربي ليس مع إيران، ولكن أيضاً مع حلفائها من التنظيمات العسكرية والدول. فنشهد التقارب والتعويم العربي ـ الخليجي مع نظام الأسد في سوريا ـ حليف إيران الرئيسي، خاصة منذ زلزال تركيا وسوريا قبل شهرين ـ وما أعقبه من تحركات متسارعة وملفتة، وقبل انعقاد القمة العربية القادمة في 19 مايو القادم في الرياض.
كان ملفتاً قيام الأسد بزيارات لكل من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة واستقبل باستقبالات رسمية مؤخراً… كما زار دمشق وزراء خارجية مصر والإمارات والأردن ولبنان. وهناك معلومات عن قمة هي الأولى بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأسد. وأعلنت تونس استئناف العلاقات وتبادل السفراء مع سوريا.
وبرغم تحفظ دول عربية وخاصة الكويت وقطر والمغرب على تأهيل وتعويم وإعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، أوردت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن السعودية ستوفد وزير الخارجية السعودي لحمل دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور القمة العربية القادمة في السعودية للمشاركة في القمة العربية. وذلك للمرة الأولى منذ قمع وعسكرة نظام الأسد الانتفاضة الشعبية السورية عام 2011 ـ ما أدى لقتل مئات الآلاف وتهجير نصف الشعب السوري، وتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية على مدى 12 عاماً!
ونلحظ وسط مناخ التقارب والتهدئة الإقليمية، تبدو إسرائيل الاستثناء في التصعيد والمواجهة بتحالف حكومة أقصى اليمين المتطرف المأزومة في مواجهات واحتجاجات ومظاهرات داخلية حول الإصلاحات القضائية وإقالة وزير الدفاع والصراع بين الجناح المحافظ المتدين الليبرالي. وبالقبضة الأمنية والتصعيد ضد الفلسطينيين والاعتداءات على المسجد الأقصى والرد بقصف من غزة وجنوب لبنان بقصف صاروخي هو الأقوى منذ حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 ـ وسبق ذلك تصعيد إسرائيلي منذ مطلع شهر رمضان على أهداف عسكرية للجيش السوري وإيرانية ولحزب الله أسقطت قتلى دون انتقام من تلك الأطراف. ما يدفع المنطقة لحافة الهاوية بسبب التصعيد الإسرائيلي ـ وبغطاء ورفض إدانة أمريكية برغم تقويض إسرائيل حل الدولتين الذي يبقى شعار إدارة بايدن ـ بتوسيع المستوطنات وقمع الفلسطينيين.
الملفت فيما يتسارع التقارب بين السعودية وإيران وأذرعها، وتتحالف السعودية مع روسيا، (خصوم أمريكا) في مجموعة أوبك بلس، بتخفيض انتاجه للمرة الثانية في ستة أشهر، لضبط أسعار النفط. نشهد تحدي ورفض السعودية الاستجابة لمطالب وضغوط الولايات المتحدة. وكان ملفتاً تصريح وزير المالية السعودي محمد الجدعان مؤخراً، أن السعودية قد تخطط لضخ استثمارات مالية في الاقتصاد الإيراني، إذا ما أوفت إيران بالتزاماتها وعادت العلاقات لطبيعتها! وذلك برغم العقوبات الأمريكية على إيران، والخشية من تخريب إسرائيل التقارب السعودي ـ الإيراني!