تكبير الخط تصغير الخط

صباح الخير

الإتقان هو القيمة التي متى توافرت في شعب ما وصارت سلوكا عاما له في كافة مناحي الحياة، إلا وتقدم هذا الشعب وتفوق على غيره من الشعوب، ونظرة واحدة في التاريخ تؤكد لنا ذلك، فعندما كان المصري القديم متقنا في كافة شئونه تفوقت مصر على كل الحضارات التي كانت في زمانها، ونلحظ هذا التفوق المؤسس على الإتقان في المنحوتات العظيمة والمعابد والجداريات والتفوق في علوم الزراعة والطب والهندسة، وفي عصرنا هذا صار الشعب الياباني مضرب الأمثلة بالتفوق بسبب الجودة والإتقان في كافة الصناعات اليابانية حتى صارت عنوانا على الجودة، وفي الحضارة الإسلامية أيضا حث على الإتقان، في أعلى درجاته وهي الإحسان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ أحدُكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته". وقد اختار النبي أصعب عملين من الممكن أن يقوم بهما إنسان، عندما يذبح حيوان ما، عليه الاتقان فما بالكم بما هو دون ذلك، وفي حفل نقل المومياوات أمس، كان الاتقان واضحا جدا، كل شيء مرتب ومعد ومحدد موعده بالدقيقة والثانية، والمزج بين القديم والجديد والموسيقى المباشرة والمسجلة كان عبقريا وعظيما.. لذا وجب تحية كل العاملين في هذا الحفل كل حسب دوره وما قام به.

لكن علينا أن نعمل بهذا الإتقان في كافة الملفات المهمة، مثل التعليم والصحة والصناعة والزراعة، وعلينا ترتيب أولوياتنا، وتحرير الاقتصاد، والإعلام وحرية تداول المعلومات، والفصل بين السلطات، وتشجيع البحث العلمي ومضاعفة ميزانيته، حتى نحقق النجاح المنشود الذي يليق بنا وحتى نكون خير خلف لخير سلف، وحتى نترك لأحفادنا ما يمكنهم أن يفاخروا به كما نفخر نحن بإرث أجدادنا.