عدنان حسين يكتب : عن يوم الأرض.. طفلاً كنت

profile
عدنان عبدالكريم حسين طفل يحلم بالعودة الى فلسطين
  • clock 30 مارس 2021, 5:42:21 م
  • eye 822
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل اربعين عاما كنت في الاعدادي وكان استاذ الاجتماعيات المرحوم عبد الكريم نوفل قد وقع على يده وانكسرت يده البسار ..جمعنا عشرين قرش واشترينا علبة ناشد ورحنا نزور استاذنا بحدود الثانية بعد الظهر ..اصر الاستاذ عبد الكريم علينا ان نتغدى عنده ..كنا اربع طلاب. اثناء انتظارنا للغداء ..جاء رجل ذو شنب طويل مربوع ..جلس بيننا وعرف على اسمه سامي السيد ابو عروة صاحب محل نوفوتيه اول شارع النادي في الوحدات....وعلمت انه مقاتل سابق مع احدى التنظيمات الفلسطينية..انسجم معي في الكلام عن فلسطين والعمل الفدائي وقال لي مين ابوك ..قلت له من ابي (وابي رحمه الله غني عن التعريف)..ضحك وقال معناه اعمامك ابو طلب وابو نضال وابو منير وابو سعدي ..خيرة الناس ..تناولنا الغداء وروحنا ..روحت عالبيت وانا خايف من امي الله يرحمها لاني تاخرت عالترويحة ..قلت لها تاخرت لانو استاذنا وقع وانكسرت ايده ورحنا نزوره..غفرت لي ..لانه عذر مقبول عندها ...بعد تقريبا ثلاث ايام جاء سامي السيد بصحبة شاب طويل نحيل اسمه تيسير أبو ارشيد ونادوني وسالوني ..بتقدر تكتب كلمة عن يوم الارض ..قلت بالتاكيد..قالو لي بعد المدرسة تعال عنا عالنادي ..فعلا رحت لقيت تيسير بستناني ..قلي بتعرف شو يوم الارض ..قلت بحماس طبعا ..ذكرى انتفاضة اهلنا في الداخل في الناصرة وسخنين والمثلث شمال فلسطين المحتلة ..اعطاني ورقة وقلم وقال لي اكتب كلمة ..ممكن تلقيها قدام ياسر عرفات او الملك حسين الله يرحمهم او اي حد رخ يرعى الاحتفال ..كتبت ما استطعت وروحت ..خايف امي الله يرحمها تسالني وين كنت ..ما سالت ..ريحت وبدات اكتب عن يوم الارض وكيف رح نحرر فلسطين بالكفاح المسلح..ورحت عرضت الكلمة على تيسر وسامي وعبد الناصر رزق اظن وبعض الشباب ..كلهم سالوني مين كتبلك اياها ..قلت انا ..شو المشكلة ..قالو بس هاي كلام اكبر منك ..طبعا زعلت وما شربت كاسة الشاي بحليب (كان متعارف عليها في نادي الوحدات)...حردت ..بعد شوي اجا سامي راضاني وعرفني على فهد البياري وعبد الجابر تيم حكالهم هذا الطالب سيلقي كلمة يوم الارض امام راعي الحفل ..كانو لطيفين ..عبد الجابر تيم قالي شو بقربلك ابو نضال خضر عبد الله حسين ..حكيتله عمي اخو ابوي ..قالي والنعم منكم ..وشجعني وانتظرنا اليوم الموعود ..كان ترتيب الحفل منوط باناس معينين ..تيسر رمضان . عبد الناصر رزق..اسحاق سليم..عبد الكريم نوفل ..مصطفى سرسك ..احمد المحسبري ..وبعض الشباب ممكن عمر وعمران الشايب وشباب الكشافة على راسهم خالد سليم  قريبي وصديقي  ..بدا الحفل بالسلام الملكي الاردني ونشيد الثورة الفلسطينية..حضر على ما أذكر محافظ العاصمة نيابة عن رئيس الوزراء وحضر اللواء عبد الرزاق اليحيى نيابة عن عرفات ..وبدا المطرب وليد عبد السلام يغني نزلنا عالشوارع رفعنا الرايات..ثم الشاعر ابراهيم نصر الله وقصيدة علمونا كيف نصنع من ظلام الليل شعلة ..ثم دوري بالقاء كلمة اطفال فلسطين ..التي كنت كتبتها ..والقيت بحماس شديد ..وكان خلفي لوحة فلسطين التي صممها غسان كنفاني وابدع احمد المحسيري باعادة تشكيلها ...من يومها وانا اشعر ان فلسطين لنا ..ومهما طال الزمن عائدون لها ..هذا انا ابن الارض واني لها عائد..


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)