- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: عام على رحيل النابلسي
عزات جمال يكتب: عام على رحيل النابلسي
- 10 أغسطس 2023, 6:16:12 ص
- 456
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لارتقاء الشهيد المشتبك إبراهيم النابلسي ورفيقه المشتبك إسلام صبوح، بعد حصارهما في أحد المنازل في حارة الياسمينة في البلدة القديمة في مدينة نابلس.
عامٌ مضى وما زالت كلمات النابلسي غضة تقرع القلوب والأفئدة، لا زال صداها يتردد في الأرجاء وهو يرسل بآخر وصية لكل السائرين من بعده، يحثهم على أن يتمسكوا بالبارودة ففيها الشرف والعز لمن أراد العيش الكريم واسترداد حقه وأرضه.
لقد كان إبراهيم رحمه الله صاحب رسالة حتى وهو في الرمق الأخير، يحرص كل الحرص على أن تصل، غير مبالي بالقوات المدججة التي تحاصره والقذائف والرصاص الذي أحال البيت الذي تحصن فيه لشبه خرابة، لقد أدرك أبو فتحي بأن ما زرعه من حب للجهاد وفخر بالشهادة له الرسالة الأسمى لكل مجاهد في حياته، لذلك لم يتراجع أو يتردد للحظة عن خوض المواجهة الأخيرة واستقبل الشهادة بكل تسليم وثبات، وها هو يسقي كلماته بدمه الطاهر، ليشعل جذوة الجهاد في النفوس، ولتنبت رجالاً يسيرون على ذات الطريق المقدس.
أصدقك القول يا إبراهيم فقد وجدت كلماتك الطريق للقلوب قبل الأسماع، و ما زالت تحث كل صادق فينا للالتحاق بركب المقاومة، ونهجها المشرف الذي قضيت نحبك فيه بعد مسيرة جهادية مشرفة ستبقى حاضرة في ذاكرتنا كما جبال نابلس الشامخة.
أما عن وصية إبراهيم الإنسان لأمه وهو الذي عاش المطاردة في مقتبل عمره، تاركاً البيت والعائلة ومفضلاً الجهاد على القعود، فهي تجمع بين الحب والوفاء لمن تحملت هذا العبئ الكبير في مطاردته ومن ثم شهادته.
لقد أثبتت أم إبراهيم أنها أم فلسطينية استثنائية بإيمانها وصبرها وثباتها في مطاردته وعند تلقيها خبر استشهاده، وسارت بفخر تتقدم من يحملونه على الأكتاف ممسكةً بسلاحه بين الجموع بكل فخر في مشهد قلما جاد الزمان بمثله، يذكرنا بصنيع الماجدات من مجاهدات هذه الأمة.
سلامٌ عليك يا إبراهيم نرسله مع خيوط الشمس، وقمح الأرض وزنود الثائرين الصابرين، من المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، سلامٌ لك من بحر غزة وأسوار عكا وحارات القدس وشوارع يافا وجبال حيفا، سلام من بيروت ودمشق والقاهرة وبغداد ومن كل حرٍ على وجه هذه البسيطة.