- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: ماذا بعد اقتحام " بن غفير " للأقصى؟
عزات جمال يكتب: ماذا بعد اقتحام " بن غفير " للأقصى؟
- 3 يناير 2023, 12:11:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقد أشارت كل التقديرات السابقة إلى أن هذه الحكومة الفاشية هي الأخطر على قضيتنا الفلسطينية، وهي الأكثر تطرفاً عن سابقيها، وهي تضم الإتلاف الصهيوني الأكثر اجراماً، والذي وضع نصب عينه تنفيذ مجموعة من المخططات العدوانية بحق شعبنا ومقدساته، وهاهو النكرة " بن غفير " ينفذ ما وعد به جمهور المستوطنين، ويقتحم الأقصى خلسة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، ويأتي ذلك بعدما أشاع ليلا بأنه أجل ما وعد به، في استجابة لدعوة وجهت له من رئيس حكومة الاحتلال منعا لاشتعال المنطقة.
وعليه من كان يتوقع بأن لهذا العدو المحتل وعداً أو ذمة فقد أخطأ التقدير، أو بأنه يمكن أن ينصاع لاتفاق أو وساطة ما، هم دائما متعطشون للغدر والخداع ويعتبرون ذلك جزء من عقيدتهم وسلوكهم الذي جبلوا عليه وعرفوا به بين الأمم والشعوب.
إن مقاومتنا تدرك هذه الحقيقة الثابتة في تعاملها مع هذا العدو الصهيوني المجرم، وتتخذ إجراءاتها بناء على ذلك، وهي تقود الصراع بكل أبعاده المختلفة، وقد أثبتت مررا بأنها قادرة على انتزاع صورة النصر من العدو، وكسر إرادته وإسقاط عتاولة متطرفيه، الذين كانوا أكثر توحشا من هذا النكرة " بن غفير " لقد أسقطتهم جميعا وهم في أوج قوتهم وغطرستهم، وكانت الوحيدة القادرة على قبر كل مشاريع الاحتلال.
إن ما تتطلبه المرحلة اليوم ليس بكاءً على الأطلال، ولا شقاً للجيوب ولا الصراخ أو العويل، بل تتطلب قراءة المشهد على حقيقته بدقة، وبأننا أمام تحدٍ أكثر شراسة من ذي قبل؛ لهزيمة هؤلاء الفاشيين الجدد، إذ يتطلب ذلك التوحد من كل شعبنا، وتوجهه نحو حماية المسجد الأقصى المبارك عنوان الصراع الدائر وخاصة من الداخل الفلسطيني والقدس والضفة لقدرتهم على الوصول للمسجد والرباط فيه.
لذا يجب أن تكون غضبتنا الشعبية والرسمية مساوية لماحدث من إجرام، والذي مثله دخول النكرة " بن غفير" لباحات المسجد الأقصى المبارك، ممثلا عن حكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة، وما لذلك من تداعيات خطيرة.
واجب الجميع اليوم أن يتجند جنديا في هذه المعركة المقدسة بكل ما يستطيع من قوة، خلف أبطال المقاومة في مواجهة العدوان وتأديب هؤلاء الفاشيين الجدد طليعة الإجرام والإفساد الصهيوني.
واجبنا أيضا أن نستثير أمتنا الكبيرة الممتدة وأحرار العالم الذين أظهروا صدق انتمائهم لفلسطين وقضيتها في مونديال قطر وقبل ذلك في سيف القدس، يجب أن ندعوهم للنفير غضبة للمسجد الأقصى المبارك، الذي تستباح اليوم ساحاته، في ظل صمت رسمي وشعبي مطبق!
عدونا الفاشي حشد كل جهوده لهذه المعركة التي يخوضها اليوم معلنا عن نيته تغيير القواعد، وكسر الخطوط الحمراء؛ وواجبنا في المقابل أيضا أن نحشد كل جهودنا الشعبية والرسمية داخليا وخارجيا، لإسناد ودعم المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تتصدى لهذا العدوان.
لا مكان للتراجع أو التسليم بالأمر الواقع فالأقصى أغلى ما نملك، بل المطلوب هو إدارة المعركة بكل اقتدار وحنكة، في وجه هؤلاء الفاشيين المخادعين، الذين يحملون الشر والاجرام لشعبنا وللعالم؛ الجميع مطالب بالتشمير عن ساعد الجد وأن يسبق ليأخذ موقعه في هذه المعركة المقدسة التي تتخذ من حماية المسجد الأقصى المبارك عنوان، فأنعم بها من معركة وأكرم به من شرف بأن يستخدمنا الله سبحانه وتعالى لنصرة المسجد الاقصى المبارك.
اعلموا بأن الكلمة الفصل قطعا ستكون لشعبنا ومقاومته ولهذه الأمة، التي ترفض بأن يكون مسرى رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم وقبلتها الأولى كنيساً ليهود!
" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"