- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
علي أبو هميلة يكتب : المواطن مصري وحيدا يواجه القوة الغاشمة
علي أبو هميلة يكتب : المواطن مصري وحيدا يواجه القوة الغاشمة
- 11 يونيو 2021, 8:34:50 م
- 7417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم يظهر يحيى نجم في حفلات السياسيين، لم يكن نجما في صالونات السياسة، بحركاتها و أحزابها و تياراتها ، بل ظهر دائما في معارك الوطن لم ينضم الي ما رآه يشغل عقله وفكره عن الوطن .
لم يحسب نجم على تيار او جماعة او حركة او منظمة حقوقية من آلاف المنظمات التي تدافع عن أصحابها فقط عن شلتها فقط ، فهكذا كانت الأحزاب والحركات.. انتظرت لمدة ١٤ يوما لأرى هل يصدر بيان ينادي بالإفراج عن السفير الذي قبض عليه في ليلة التاسع والعشرين من مايو الماضي، لم أجد بيانا يستنكر ما حدث مع الرجل الذي دافع عن النيل فلم أجد صحتها.
توقعت حملة تنادي بالإفراج عنه فلم أجد عندئذ أيقنت أن يحيى نجم الدبلوماسي المصري المعتقل سيواجه القوة الغاشمة وحيداً، تلك القوة التي هدد بها السيسي المصريين في القرى وهدد من يقترب من كرسي الحكم.
"يحيى نجم " لم يهدد كرسي الحكم طوال حياته، فمثله مثل مئات في مؤسسات الدولة لا ينتمون إلا للوطن ،ولا يحلمون بغيره قويا ًعزيزاً مستقلاً، صاحب سيادة على أرضه ومصادر ثرواته . يحيي ابن مؤسسة الدبلوماسية المصرية ، مَثَلَ الدولة في دول كثيرة من العالم ، كان ممثلاً للدولة المصرية سفيرها ورئيس مسئول عن رعاياها في دول عديدة.
ظهور" نجم " الأول كان في الاتحادية حينما ظنت جماعة أنها صاحبة الثورة، وهو الظن الذي لا يفارق اتباعها حتى الآن ، ذهب يحيى ليقول إنه مشارك لهم فيها وإن تيارات أخرى شاركت فيها، وإنه مثل ملايين جاءوا ليقولوا لهم أفيقوا قبل فوات الأوان، وأنا قبلكم كنت ضد مبارك و عارضته، وكنت رفيقا في ميدان التحرير.. لكن الجماعة هذه المره أمام الاتحادية قررت أن تجعل من يحيى نجم عبرة للآخرين لا يحق لهم من وجهة نظرها أن يعترضوا، فكان واحداً ممن ضربوا وتم تشوية وجهه أمام قصر الاتحادية ليتعرف الناس لأول مره عليه.
في المرة الثانية التي ظهر فيها الدبلومسي الأنيق والمهذب والمنتمي للوطن فقط في معركة الأرض ..معركة تيران وصنافير، أي بعد خمس سنوات من معركته الأولى ضد الهيمنة، وجاءت معركته الثانية ضد التفريط في الأرض.. كانت تلك معركته الكبرى ظهر بعد أن غاب خمس سنوات لأنها معركة الوطن والسيادة والأرض والعرض
خاض "يحيى" المعركة وتغيرت وجهته، ومع ذلك ظل المواطن الذي يحمل الوطن في قلبه، استمر التفريط في الثروات والأرض ثم كانت الطامة الكبرى التفريط في النيل روح مصر، و شريانها فمن وجهة نظر الوطني أن مصر لا يمكن لمصر أن تكون بلا نيل، هكذا بدأت معركة يحيى الكبرى لم يتوان عن الكتابة والتحذير من ضياع النيل، فكانت صفحته و مجموعات الدفاع عن النيل هي المجال الوحيد للتعبير عن قلقه وخوفه على الوطن .
لم يدع يحيى لثورة ولا لمظاهرة و لا احتجاج، رغم أن هذا حقه الدستوري والقانونى، وكانت أقصى جملة قالها يحيى : حسبنا الله فيمن فرط في النيل .
يبدو أن الكلمة كانت قاسية على من فرط في النيل، أوجعته كلمة المظلوم فقرر ان يعتقله ويستخدم معه القوة الغاشمة .
صاحب القوة الغاشمة التي يستخدمها مع المصريين فقط من أصحاب الرأي والمعارضين السياسيين، و يخفيهم قسريا او يخفيهم الي الأبد ( مصطفى النجار المختفي من ثلاث سنوات)، أو مع كبار السن الذين يعانون أمراضا (جمال الجمل.. عبدالمنعم ابو الفتوح.. حسن نافعة.. حازم حسني.. هشام جنينة)، وغيرهم الآلاف يستخدمها ضد الشباب سواء كانوا مشجعين كوره "التراس الاهلي و التراس الزمالك مثالا".. او كانوا يسعون للانتخابات برلمانية "خلية الأمل مثالا".. هكذا أوجعت الدعوة قلب المفرط فقرر وأعطى أوامره ليتم القبض على يحيى الذي يعارض و ينتقد و يحتج بمقال او بوست على صفحته .
استخدم صاحب القوة الغاشمة قوته على مواطن وحيداً في جماعته، لا سند ولا ظهر له، وحتى إن كان له سند أو ظهر ..ماذا فعل هؤلاء لأبنائنا في السجون ،اكتفوا فقط ببيان استنكار لكل حالات ظلم أبنائهم ورفاقهم على حبس احتياطي يمتد سنوات او على أحكام ظالمة.. لم يفعلوا شيئا لمن هم من الحركة أو الجماعة أو التيار أو الحزب، ولدا كان طبيعيا أن يتركوا يحيى نجم الدبلوماسي ابن الخارجية المصرية وحيداً في مواجهة صاحب القوة الغاشمة .
لم يحلم "يحيى نجم" سوى بالوطن و للوطن، وها هو وحيداً في زنزانته في مكان ما لاتعلمه أسرته" زوجته و أولاده"، مثله مثل مصطفى النجار، و لأنهم احبوا الوطن فرادى كملايين المصريين فليس له و لغيره من أبناء الوطن إلا الملايين الاحرار من المصريين في كل بقعة أرض عليها مصري يعشق هذا الوطن.. لا تتركوا يحيى نجم النبيل وحيداً بلا سند مثل غيره، ولعله صيحته وصيحة إيمان البحر درويش و غيره من المخلصين تكون طريقا النجاة .
لاتتركوا "يحيى نجم" وحيداً لانه اعتقد أن في عشق الوطن نجاة .. لم يحاول أن يكون نجم ندوات أو مؤتمرات او شاشات، إنما ظهر عندما احتاجه الوطن في محطات وطنية معينة ثم غاب في الحياة يمارس مواطنته بلا ضجيج .
منذ الثاني من يونيو الحالي لم نعد نعرف أين تكون زنزانة يحيى نجم المتهم كآلافِ غيره بعشق الوطن .
موضوعات تهمك :
بالفيديو : يحيى نجم الدبلوماسي المصري المعتقل الذي عارض مبارك والإخوان ..من هو؟
اختفاء السفير يحيى نجم بعد ظهوره امام النيابة يوم ٢ يونيو
مقالات السفير يحيى نجم :
الدبلوماسي يحيى نجم : تحليل وكشف حساب لانتفاضة القدس المباركة
السفير يحيي نجم : معركة السد .. تقدير موقف
السفير يحيي نجم : قمعستان أم غزة تستحق المساعدات ؟؟
السفير يحيي نجم : تصريحات سد النهضة متضاربة
السفير يحيي نجم : حسبنا الله فيمن فرط في النيل