تكبير الخط تصغير الخط

إذا تخيلنا سوريا عبارة عن مطبخ سنلاحظ العديد من الطباخين، كالطباخ الروسي والطباخ الأمريكي والطباخ الإيراني، ولذالك لا يستطيع الطباخ التركي مع الطباخ الروسي وطباخ النظام تحضير الطبخة بعيداً عن الطباخين الاخرين،لأنه ببساطة سيأتي طباخ قسد ويرش الملح على الطبخة ومن ثم سنرى الطباخ الإيراني يرش خلسة ، الكثير من البهارات ومن ثم سيأتي الطباخ الأمريكي ويفتح الغاز تحت الطبخة ويحرقها تماما !

 سيحرقها لأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية المعروفة ب" قسد" التي تشكل خنجر في خاصرة الدولة التركية ، و إيران أيضا في الحقيقة ليست راضية عن هذه اللقاءات الأخيرة بين الأطراف الثلاثة، لأن انتهاء الأزمة السورية يعني انتهاء التواجد الإيراني في سوريا وهذا الذي لن تقبل به إيران بعد كل هذا الدعم الذي قدمته للنظام السوري من مقاتلين وأموال على مدار عقد من الزمن .

ويبدو إلى الأن أن مقادير الطبخة التي تطبخ بين تركيا وسوريا والنظام لم تناسب الطباخ الإيراني لذلك لم تشارك إيران باي اجتماع من هذه الاجتماعات إلى حد الأن على عكس الطباخ الإماراتي الذي يحاول حلحلة الأمور العاقلة بين تركيا وسوريا بدبلوماسية عالية المستوى ولهذا يقول بعض المراقبين أن الاجتماع القادم الذي سيجمع وزراء خارجية تركيا و روسيا والنظام السوري سيكون في الإمارات العربية المتحدة، ومع كل هذه التطورات اعتقد أن الطريق طويل والمسألة معقدة جداً بسبب أن الأتراك لديهم  شروط معينة من أجل التطبيع مع النظام السوري وهي تتمثل بتنظيف الشريط الحدودي من الميليشيات ذات الطابع الكردي والنظام السوري أيضاً لديه شروط محددة ومنها إنهاء التواجد التركي في الشمال السوري واعتقد أن هذه الشروط لن يخضع لها أي من الطرفين في الوقت القريب لأننا نتكلم عن قطيعة طويلة تسببت بأزمة ثقة عميقة بين البلدين .