- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
علي محمد علي يكتب : النوم في العسل
علي محمد علي يكتب : النوم في العسل
- 12 يوليو 2021, 7:33:03 م
- 7017
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كنت أشعر بالزهو والفخر كلما جلست مع أصدقائي الخمسينين ، وكأني ديكًا شركسيًا رماه القدر في مزرعة ديوك بلدي ، فكل أحاديثهم كانت تتمحور حول العجز الجنسي وكيفيه علاجه وتحفيزه ، عرفت كل أنواع المنشطات وأسمائها ومميزات كل نوع من تلك الأنواع سواء الزرقاء أو الحمراء أو البيضاء ، عرفت تفاصيل أكثر ما ينبغي لمثلي معرفتها ، لدرجة أنه لو فشل أحدهم ذات ليلة كنت أنصحه بالتغيير لنوع أفضل ،
والغريب أن كل نصائحي كانت تصيب ، مما جعلهم يلقبوني بدكتور الهوى ، وكثيرًا ما نصحني أصدقاء السوء هؤلاء بتجربة أي نوع ، وكنت أتفهم لماذا يلحون علي ، فهم يريدون كسر غروري ، وثقتي الذائدة بأعضائي ، كما أن الموضوع فيه شيء من البيزنيس ، يعني لو أخذت أنا منهم أول أسبوع هايكون مجاني ، والباقي كما تعلمون فهو كالإدمان ، فكنت أقول لهم دائمًا : أنا طبيعي ، هو فيه أحلى من الطبيعي ، وكان الرد دائمًا : كلنا كنا كده ، وكأن كلمة طبيعي تشعرهم بالحسرة على ما فات وكان في الأيام الخوالي ، وتذكرهم بأيام الشباب والفحولة الضائعة ،
ومرت الأيام بل والسنون على هذا الحال ، حتى بدأ الملئ الثاني منذ أسبوع تقريبًا ، وتدهورت حالتي النفسية جدًا ، لدرجة أني حلمت بكوابيس كثيرة ، منها مثلًا أن الناس تتعارك وتتشاجر على زجاجة ماء ، وكابوس آخر عن هلاك الزروع وإختفاء اللون الأخضر تمامًا ، وآخر عن أحدهم والذي إفتتح مبولة السعادة وبدأ في تصنيع " ماء ترتر" ، كوابيس كوابيس أثرت بالفعل على مزاجي وحالتي النفسية ، مما أضعف رغبتي الجنسية تمامًا ، فكيف أؤدي وأنا مشتت الزهن شارد البال ، ومن عادتي منذ أن تزوجت منذ ٢٥ عام أن أسأل زوجتي يوميًا من باب المرح و إدخال السرور على قلبها وتجديد الحب بيننا ، وسؤالي كان : بتحبيني أد إيه ؟ ، وكانت الإجابات دائمًا تأتي مختلفة لكنها مع إزدياد المدة أصبحت متكررة فمثلًا كانت تقول : مثل البحر - كالأطفال - أو مثل السماء أو أد الدنيا وهكذا ، لكن اليوم حين سألتها أجابت إجابة جديدة تمامًا وغير موجودة بسجل التكرار ، أتدرون ماذا قالت ؟ قالت : مثل أخي ، فتوقف قلبي عن النبض للحظات ، كما و وقف شعر صدري وإنتصب من هول ما سمعت ، قلت لها لأتأكد : ماذا ؟ قالت إحنا بقالنا إسبوع زي الإخوات ، وطبعًا هذه الكلمة في الموروث الشعبي لدينا نحن المصريون لها وقع سيء على النفس الذكورية ، هنا تذكرت أصدقائي أصدقاء السوء ، و أسررت الكلمة في نفسي من زوجتي ، وإتصلت بأصدقائي وطلبت منهم إجتماع عاجل
وإجتمعنا ، وقالوا :خيرًا ، قلت أريد " حبة " من منكم معه واحدة ، فقهقه الجميع بسعادة غامرة وقالوا : مش قولنالك مش هاتقدر تكمل بطولك ، وهنا قام أحدهم منتصبًا حالفًا بكل أيمانات المسلمين وغير المسلمين لازم آخد الحباية إللي معاه ، بيني وبينكم ترددت فالنوع جديد وليس لدي معلومات حوله ، لكنه أكد لي أنه كان بالأمس كالحمار بسبب تأثير تلك الحبة ، وبعدين الراجل حلف ، فأخذتها وقال لي : خذها قبل النوم بساعة واحدة ، وذهبت للبيت ، وإستعديت جيدًا ، وقلت لزوجتي من الليلة لسنا إخوات فابتسمت وفهمت ، وأتت اللحظة الموعودة ، وبعد مرور ساعة بالتمام والكمال ، أعلن التلفزيون فشل جلسة مجلس الأمن ، وتنمر الدول الكبرى بنا ، وتهديد روسيا ، وتراجع أمريكا ، ومصالح الصين ، كل هذا ونحن نيام ، فكثيرًا ما بال إعلامنا في آذاننا أن كل الدول تدعم قضيتنا ، وأن كل الدول متعاطفة معنا ، فنمت مغتمًا حزينًا ، فاقتربت زوجتي من أذني ضاحكة بخبث ، وقالت : بتحبني أد إيه ؟ فقلت : إخوات .