علي محمد علي يكتب بدايات الحياة

profile
علي محمد علي شاعر وكاتب مصري
  • clock 7 أبريل 2021, 1:45:33 م
  • eye 947
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


بدايات الحياه

8 ملايين نوع مختلف من الكائنات الحية تقريبًا تعج بهم الحياة على سطح الكوكب الثالث ( الأرض ) فتلك الجغرافية وهذا المناخ يدعمان محيطًا حيويًا قد يكون فريدًا من نوعه ، سمح بهذا التنوع المحير ... ولكن ... كيف حدث هذا ؟ 

ولم يكن هناك شاهدًا على حدوثه كما أننا ليس لدينا إحفوريات تدل على البدء ... كيميائيات وعضيات غير حية وغير مرئية تشكل خلية ... الحدث المهم والأخطر كيف تمكنت هذه الكيميائيات العمياء من فعل ذلك ؟ وقد حدث !!

ولمحاولة الإجابة على هذا السؤال فسوف نعتمد على الفلسفة قبل العلم ... فالعلم لم يكن حاضرًا هناك . لدينا هنا شيئين لا ثالث لهما ... المادة و الطاقة فقط ... لكن كيف كون هذان العنصران فقط أول خلية ؟ قادرة على أداء الوظائف الحيوية ( كالنمو والتكاثر والحركة والإستقلاب ... ) وما يستثير عقلك هنا أنا كل مكونات الخلية داخل حدود غشائها الخارجي هي أليات ومكونات غير حية ... فكيف إتحدت معًا ووهبت حياة ؟ دعونا نقترب أكثر من تلك الخلية من الداخل ...

حيث كل مكون من مكونات هذا المصنع الخلوي مكون من أجزاء صغيرة لعل أكثرها عددًا هي البروتينات ( قد تصل في بعض الخلايا إلى ٢٨٠ مليون ) هذه البروتينات ( مصممة لكشف معلومات جينية ونقلها في حبل من الحمض النووي وهي المسئولة أيضًا عن إطلاق التفاعلات كيميائية داخل الخلية وكذلك التحكم بمرور الشوارد والمغذيات من خلال غشاء الخلية وكذلك نقل الحمولات ) وكل بروتين مكون من مئات الأجسام الصغيرة المسماة بالأحماض الأمينية ... ٢٠ نوعًا مختلفًا من هذه الأحماض الأمينية تم إكتشافها في الكائنات الحية ... البنية الكيميائية لكل جزئ تتيح تكون أكثر من ١٠٠ ألف نوع مختلف من البروتينات بشرط توزيع الأحماض الأمينية بشكل صحيح في السلسة ... وأبسط خلية حية تحتوي على أكثر من ٣٠٠ نوع مختلف من البروتينات حتى تكون قادرة على القيام بوظائفها الحيوية ... هذه المكونات المعقدة كانت مطلوبة للخلية الأولى ... فكيف ؟ كيف حدثت ؟

الخلية الأولى .... مبدئيًا كانت تحتاج إلى غشاء يحميها من الخارج ... هذا الغشاء يسمح إنتقائيًا بمرور مغذيات معينة ومواد خام ضرورية للوقود والطاقة داخل الخلية عبر فتحات معينة ... كما سيتم تخزين معلومات جينية هائلة في حبال الحمض النووي الملتفة ... هذه التعليمات المفصلة للحياة يتم نقلها بدقة بالغة ... ثم في مصانع تسمى" الريبوزوم " تنقل هذه المعلومات إلى سلاسل من الأحماض الأمينية والبروتينات ... أنت الآن جاهز لإنتاج أجيال جديدة من تلك الخلية البدائية ... - قال بدائية وبسيطة قال -

أنت .. أنت أيها القارئ الذكي ... هل يمكن أن نركن ذلك التصميم إلى الصدفة ؟ بعض الكيميائين إدعوا ذلك !!! عمنا تشارلز داروين في عام ١٨٧١ وصف بركة دافئة صغيرة تحتوي على كل العناصر الكيميائية اللازمة لخلق حياة ... وبعد ييجي ٥٠ سنة إقتنع عالم بيوكيميائي روسي اسمه ألكسندر أوبرن توسع في هذه الفكرة ووضع نظرية حول حساء ( شوربة ) بدائي وتطوره من كيمياء بسيطة إلى خلية حية ... وفي عام ١٩٥٢ وضعت فرضيته قيد الإختبار ... (ستانلي ميلر ) عمل تجربة غريبة عبارة عن محاكاة للطبيعة البكر ... ولأول مرة تم توليد جزيئات أساسية ( ٤ أحماض أمينية تكونت ) لكن ميلر أهمل غازات هامة ( كالنيتروجين وثاني أكسيد الكربون والأكسجين ) هذه الغازات كانت كفيلة بتدمير الجزيئات التي ظهرت لميلر ... هذه تصلح لتطور كيميائي وليس إحيائي .. فهذه الجزيئات كانت غبية ... فالأحماض الأمينية والنيكولوتيدات والدهون في حد ذاتها لا تمثل الحياة إنها لا تتكاثر ولا تخزن معلومات ... وسلملي على ميلر ودارون مع بعض الإتنين في سلام واحد .....


أما النظريات التي تعرضت لتلك المسألة فهي كالتالي :

الإنتقاء الطبيعي هنا فاشل لأنه ببساطة يفترض وجود خلايا حتى تطور من نفسها وتبتكر خصائص جديدة ... لكننا هنا ليس لدينا خلايا ... فكده خلص الكلام يا داروين بيه ...

أما التنظيم الذاتي والذي يعني قدرة المواد الكيميائية على تنظيم نفسها لتجعل نفسها غنية بالمعلومات ... وهذه النظرية فشلت أيضًا في تفسير خلق حياة على النحو الذي فصلناه ...

الصدفة أيضًا والإحتمالات ... وإحتمال تشكيل بروتين واحد من تلك الكيميائية هو ١ مقسومًا على ١٠ أس ١٦٤ ... أنتم متخيلين تريليونات المحاولات الفاشلة ... وتحتاج إلى وقت يفوق عمر الكون نفسه من بدايته حتى يتكون أول بروتين ( والخلية بها نشويات وسكريات مركبة ودهون والأحماض النووية والأحماض النووية الريبية ) دي ليلة سودة وأنت عاوز مثل عمر الكون لإنتاج بروتين واحد ... ده كلام فارغ .


ومن إفترض أن الحياة نشأت في الماء فالماء يفتت الروابط التي تثبت البروتينات والأحماض النووية والسكريات .... فإنسى ياعم ياللي بتقول كان أصلنا سمك ... بطل زفارة ...


آه نسيت أقولكم إن فيه حاجة رابعة ... اسمها " بانسبيرميا " ودي خلاصتها إن المواد اللازمة لتكوين خلية جاءت من الفضاء .. ولعلكم تتذكرون صخرة المريخ التي أكتشفت في قارة إنتراكتيكا ... فهذا الكلام في مضمونة هو ضد العلم ... وعجزه عن التفسير .. فالبانسبيرميا لا تحل المشكلة وإنما تنقلها إلى واقع أو مكان جديد لا يمكن معاينتة .... وطبعًا الجماعة دول كانوا مربطين مع جماعة نظرية الأكوان المتعددة الفيزيائية .


والخلاصة : فالعيب هنا ليس في الكيمياء ولكن في المنطق ... فالحياة كانت في بدايتها معادية للحياة وتكون الروابط الأساسية لصنع جزيئات بيولوجية ... حبايبي العلماء ... لماذا كل هذا البحث في الإتجاه الخاطئ ... إن كل الأدلة تقودكم إلى شيء واحد هو التصميم الذكي ... الذي لا تقدر عليه الطبيعة وحدها ... والمصمم الذكي هو ... الله .



هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)