عماد عفانة يكتب: بماذا نصح اوليفر ماك الفلسطينيين

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 26 يناير 2022, 7:59:58 م
  • eye 456
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في أجواء من الشغف والتركيز خلال لقاء حواري قال اوليفر ماك نيرنن من مؤسسة التفكير للأمام أن هناك حاجة حقيقية للعمل على العالم العربي لإثارة القضية والحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية ولدى الحكومات الغربية، ببساطة لأنهم أكثر تأثيرا من الفلسطينيين نظرا لارتباط مصالح الحكومات الغربية بالعواصم العربية.

وأضاف اوليفر الذي أمضى ٣٥ من عمره كقسيس كنسي خلال اللقاء الحواري الذي نظم بالتعاون مع معهد بيت الحكمة الذي يقف على رأسه السياسي والمفكر المخضرم احمد يوسف، أنه ليس مطلوبا ضرب مصالح الغرب في المنطقة لصناعة أعداء جدد، بل مطلوب الانخراط في رحلة نحو المستقبل، عبر اللعب على وتر المصالح الشخصية لصانعي القرار والسياسة حكومات ونواب، لناحية نسج التحالفات مع الأشخاص والأحزاب وانشاء الصداقات مع أصحاب الأصوات المؤثرة.

أكثر من 73 عاما والفلسطينيون يحاربون لتحقيق حق العودة، وتحصيل حقوقهم المشروعة، ولكن يبدو أنهم كانوا لا يستخدمون الأسلحة الاكثر مناسبة، ولا يحاربون من الجبهات الأكثر جدوى وتأثيراً.


وأردف اوليفر الأيرلندي الجنسية الذي تخصص في علم التفاوض والذي لعب دور الوساطة في أكثر من ساحة دولية ومنها الساحة التونسية في التوفيق بين الغنوشي وقايد السيبسي، أنه يقع على عاتق الفلسطينيين الظهور امام العالم موحدين حول الرواية والثوابت والمطالب التي يجمعون عليها، فالعالم لا تعنيه تفاصيل الانقسام والحق على مين ولا مع مين، الصوت الفلسطيني الموحد هو وحده الذي يُسمع، صوت موحد حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير كما حول الثوابت الكلية.

وخلص اللقاء الحواري بين نخبة محترمة من المفكرين والسياسيين والكتاب مع اوليفر القس السابق خريج جامعة هارفرد، والذي حمل عنوان "بعد أكثر من 100 عام على وعد بلفور والانحياز البريطاني الغربي لإسرائيل، ديني- ايديولوجي أم سياسي؟" إلى عدد من التساؤلات:

- كيف يمكن تطوير توازن في الغرب فيما يتعلق بالمنهج إزاء فلسطين و"إسرائيل".

- كيف يمكن تعزيز فهمهم أكثر في إطار القوى الغربية للفروقات بين المصلحة الوطنية والمصلحة الذاتية وتعزيز القيم والمبادئ.

- كيف يمكن تطوير التأثير الفلسطيني في الخارج لناحية إزالة سوء الفهم حول فلسطين كما حول الإسلام.

- كيف يمكن البناء على التغيرات في أوروبا لتطوير الفهم البينى من خلال الفهم والحوار الشامل والبيني.

- كيف يمكن اظهار منافع خلق سلام وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، من خلال اشراك المجتمعات الإسلامية في الغرب.

كما تناول الحوار مع وليفر الذي اشتهر بلعب دور الوساطة في عقد صفقة التبادل مع الأسير شاليط، دور الجاليات العربية والإسلامية، فضلا عن دور فلسطينيي الخارج في صناعة لوبيات قادرة على تكوين جماعات ضغط فعال على الافراد والجماعات من صانعي السياسة وأصحاب الأصوات المؤثرة في الحكومات والبرلمانات الغربية.

كما نصح المتحاورون بزيادة الجهد الإعلامي لضمان انتصار الرواية الفلسطينية للأحداث وللمظلومية، في مواجهة الجهد الاعلامي الصهيوني الذي تمكن من عكس الرواية لصالحه، لدرجة أن الرئيس الأمريكي بايدن خرج في اعقاب عدوان معركة القدس بالقول، ان لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، عوضا عن لومها كونها الطرف المعتدي الذي يملك ترسانة حربية مدججة بكل وسائل القتل والدمار.

بعد اكثر من 100 عام على وعد بلفور ما الذي تغير، هل استيقظ ضمير بريطانيا ذات التاريخ الاستعماري العريض، بالطبع لا، فبريطانيا بعد100 عام وعد بلفور ترفض الاعتذار او التراجع عنه، ولكن جدير بأصحاب قضية عادلة كقضية فلسطين اللعب على وتر المصالح الفردية والحزبية لصناع القرار وأصحاب الأصوات المؤثرة في الدول الغربية وفي مقدمتهم بريطانيا، لأن هؤلاء هم من يعبرون عن الضمير البريطاني بالسلب او الايجاب تجاه القضية والحقوق الفلسطينية، فلم يعد الضمير في بريطانيا او في غيرها من الدول الأوروبية ضمير جمعي بل ضمير فردي لصناع القرار والسياسة، والذين يعكسون رغباتهم وتحقيق مصالحهم على الضمير الجمعي للجمهور، وهو الأمر الذي تبرع فيه تماما اللوبيات وجماعات الضغط الصهيونية، وتغيب عنه بشكل شبه كلي الجاليات العربية والفلسطينية في بريطانيا وفي غيرها من دول اوروبا، رغم تفوقهم العددي على الوجود اليهودي في بريطانيا بنسبة 1إلى 10.

جدير بأصحاب القرار وصانعي السياسة الفلسطينيين، حكومة وفصائل، النظر بجدية في نصائح اوليفر ماك، كسياسي مخضرم، قادم من ذات البيئة التي نسعى لكسبها، ونشكو من ظلمها وتجاهلها لحقوقنا، النصائح التي ترسم خارطة طريق محترمة ومجدية، لناحية اختراق قلاع الحكم في أوروبا، والتي تدلنا على الطريق لتطويع واستمالة ضمائرهم، عبر تحقيق مصالحهم في ضمان إعادة انتخابهم، وتوظيف هذه الأداة، كما يوظفها اليهود منذ عقود.

أكثر من 73 عاما والفلسطينيون يحاربون لتحقيق حق العودة، وتحصيل حقوقهم المشروعة، ولكن يبدو أنهم كانوا لا يستخدمون الأسلحة الاكثر مناسبة، ولا يحاربون من الجبهات الأكثر جدوى وتأثيراً.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "180 تحقيقات"

التعليقات (0)